خامسا: بعضهم يقول لم ينقل عن الصحابة أنهم كانوا يرتلون الدعاء وهذا مما تعم به البلوى فنقول سبحان الله الترتيل
أمر صوتي لا سبيل لمعرفته الا بالتلقي والمشافهة وهذه الصلاة نقلت الينا أداء وصوتا خلف عن سلف.
سادسا: أجمع علماء القراءة أن الاستعاذة ليست من القرآن وعلى الرغم من ذلك لم يختلفوا في استحباب تجويدها وترتيلها ,والدعاء ليس من القرآن فماالفرق بينه وبين الاستعاذة في شموله استحباب ترتيله كما الاستعاذة فهذا قياس
جلي مع نفي الفارق.
سابعا: قال بعضهم لماذا لا ترتلون الدعاء في خطبة الجمعة مثل ما ترتلون دعاء صلاةالتراويح والجواب:
أجمع العقلاء أن الجزء له حكم الكل فلما كانت الخطبة تبقى بأسلوب معين ناسب ذلك الدعاء ولما كانت الصلاة مرتلة
ناسب ذلك أن يكون الدعاء مرتلا لإنه جزء منها والجزء له حكم الكل.ومن خالف في ذلك فإنما يتهم عقله بالسفه.
ثامنا: قال الشيخ السعدي:
وكل حكم دائر مع علته ................. وهي التي قد أوجبت لشرعته.
وهنا السؤال:
لماذا نرتل ونتغنى بالقرآن ونجوده؟ أو بعبارة أخرى ما هي العلة من أمر النبي لنا بالتغني بالقرآن وتحسين الصوت به؟
الجواب:للأسباب التالية:
1 - تعظيما للقرآن 2 - إيضاحا للفظ 3 - تزيينا له فيقع لذيذا مستحسنا في أذن السامع فيحصل الخشوع والتدبر.
إذن:
ألا ترون أن هذه العلل موجودة في ترتيلنا للدعاء:
فنحن نريد أن نعظم الدعاء لإنه خطاب مع الله وأن نوضح اللفظ به وأن نزينه فيقع لذيذا مستحسنا في أذن السامع
فيحصل الخشوع والتدبر والبكاء.
تاسعا: المشكلة بل المعضلة أن الذين أثاروا هذه القضية مع العلم أنها لم توجد في كتب الفقه المطولة حظهم ضعيف
جدا في علوم الآلة والمنطق والأصول فقاموا بالتالي:
1 - تستطيح قواعد أهل السنة والجماعة.
2 - تطبيق القواعد وتنزيلها بشكل خاطئ.
3 - يحتجون برأي عالم أو أكثر من المعاصرين ويقولون اتبعو العلماء ,وهذه من الأعاجيب فإن علماء الأمة كثر
وليس فقط زيد وعمرو ثم أنك إذا قلدت أحدا من العلماء فقلده لكن لا تلزم أحدا بتقليدك فإن علم المقلد لا يسمى علما
إلا مجازا فحسب وعلم المقلد لا يكون حجة على مقلد آخر فكيف يكون حجة على مجتهد.!!!
فنصيحتي لهؤلاء ألا يقحموا أنفسهم في بحوث علمية بهذه الضخامة تحتاج لشخص متضلع في علم الأصول وأنا أعرف
أن بضاعتهم من هذاالفن شبه منعدمة.
عاشرا: أن العلماء الذين يرون بأن ترتيل الدعاء بدعة يقصدون التكلف والمبالغة في التغني والتطريب وهذا بدعة ليس في الدعاء فحسب بل حتى في قراءة القرآن.فليس هذا محل بحثنا لأنه محل اتفاق.
وإنما أعني بذلك أن يرتل القرآن أو الدعاء بخشوع وحلاوة وطلاوة وترسل وتجويد.
الحادي عشر: يقول العلماء (من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب)
وفعلا:موضوع الترتيل والتجويد لا يرجع فيه الى قوم لايدرون شيئا عن هذاالعلم البحر الواسع فليتهم غطوا عيبهم بالسكوت.
جاء في كتاب (أصول تدريس التجويد) للشيخ حسني شيخ عثمان ص321 (وينبغي للمؤذن أن يترسل ويتمهل في الأذان
ويدرج الإقامة ويحدرها كما ينبغي للمؤذن ان يجود الأذان والإقامة فيطبق في تجويد الأذان ما يطبق في تجويد القرآن
سواء بسواء) ثم قال (كما ينبغي إخراج كل حرف من مخرجه مع مراعاة الصفات لكل حرف وتحقيق المدود وفي مقدار المدود في الأذان خلاف بين المذاهب وأطول مدسمحوا به خمس الفات (عشر حركات) وقيل سبع الفات (اربع عشرة حركة))
وتكلم عن تجويد التلبية والأذكار والتشهد والتسميع والتحميد.فليرجع اليه.
الثاني عشر: أخرج النسائي والدارقطني وحسنه الأرناؤوط في تحقيقه لزاد المعاد (ان الني صلى الله عليه وسلم
كان اذا انصرف من وتره قال سبحان الملك القدوس ثلاث مرات والثالثة يجهر بها ويمد بها صوته يقول رب الملائكة والروح)
أليس هذا تجويد للذكر أو ليس الدعاء ضرب من ضروب ذكر الله تعالى.
والقدوس مد عارض للسكون والملائكة مد متصل والروح مد عارض للسكون.مدهاالنبي صلى الله عليه وسلم ,كما يمد في القرآن الكريم.
الثالث عشر: هلا نظرتم الى مقاصد الشريعة ما الذي يحقق المصلحة المرجوة من الدعاء أن تدعو بطريقة تدعو الى السآمة
والملل وكأنك تحدث صاحبك ,أم أن تدعو بطريقة تدعو الى التواضع والتخشع والتحزن والبكاء تستدر بها دموع القساة
الذين يفرحون فرحا شديدا اذا بكت أعينهم خوفا من الله ورجاء فضله وتدعو بطريقة تخاطب بها مولاك وخالقك.
ارجع الى فطرتك السليمة وعقلك وعلمك وستعرف أيها ذين الأمرين يحقق (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون).
وصلى الله وسلم على خير خلقه نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه/ أبوالفضل وليد بن محمد المصباحي
ـ[ابو عبدالعزيز المشرفي]ــــــــ[14 - 10 - 07, 03:55 م]ـ
(على الداعي ألا يشبه الدعاء بالقرآن , فيلتزم قواعد التجويد والتغني بالقرآن , فإن ذلك لا يعرف من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا من هدي أصحابه رضي الله عنهم)
اللجنة الدائمة للإفتاء
¥