تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إن شخصية أبى القاسم العزفى ملك سبتة المستقل وذريته تستحق دراسة أخرى أشعر أحيانا بالرغبة فى القيام بها. وقد استعمل دوفورك Dufourcq فى دراسته عن قضية سبته (12) [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn2) المصادر المسيحية فقط أو المصادر العربية التى استطاع هو أن يقرأها. وهناك بيانات أخرى عن الموضوع فى كتابه الجديد الموثّق (13) ورغم أننى سأعتمد عليه منذ الآن كنقطة انطلاق فإن المصادر العربية التى لم تترجم والتى نشرت خلال السنوات الأخيرة والمصادر التى لم تنشر بعد تشكل كلها إضافات لدراسة الأسرة.

إلي جانب أهمية أبي القاسم العزفي في مجال التاريخ السياسي -وهو الجانب الوحيد الذى درس حتي الآن- فإن نشاطه الديني ليس أقل أهمية فقد أرسي في غرب الإسلام عيد المولد النبوي الذي يحتفل به حتي الآن في قلب الإسلام في المغرب. لهذا الغرض بالتحديد وكإعداد له انتهي من تحرير كتاب "الدر المنظم في مولد النبي المعظم" الذي بدأه أبوه أبو العباس أحمد (557 – 633هـ \63 – 262 م) وكرس جهده كله خلال سنوات حكمه 0 647 – 677 هـ \ 1249 – 1278 م) لكي يأخذ الاحتفال بعيد المولد النبوي صفة طبيعة وأن يقضي بذلك علي معظم الأعياد المسيحية التي كان المسلمون يعتبرونها أعيادهم.

يبدأ الكتاب بمقدمة طويلة يبرز فيها أبو القاسم العزفي الغرض الذي دفعه إلي تكملة الكتاب الذي بدأه والده. المقدمة جزء صغير من الكتاب ولكنها تعتبر أهم جزء فيه. عن المقدمة بالتحديد سنتحدث في هذه الصفحات.

لم يقم أحد علي حد علمي بلفت الأنظار إلي أهمية كتاب العزفي بالتأكيد لأن أحدا لم يكلف نفسه بمراجعة المخطوطات الخاصة به. حتي سيمونيت الذي كان له حظ العثور على فقرات من الكتاب لم يدرسها بعمق، لأنه لو استخدمها بعمق لاستخرج منها نتائج هامة حول هذا الموضوع فى كتابه عن نصاري الإسبان. ويتحدث بونس بويغس عن هذا الكتاب في دراسة له بعنوان "مقال عن المؤرخين والجغرافيين الأندلسيين"ويصفه (ربما استنادا إلي فهرس قائمة المخطوطات الموجودة في المتحف البريطاني التي تقدم تحليلا جيدا لكتاب الدر المنظم) لكنه لم يوفق في التوصل إلي اسم المؤلف، إذ ينسب الكتاب إلي ابن هشام (صاحب كتاب لحن العامة) (14). إن كتاب الدر المنظم يرد ذكره في مقال لأحمد سالمي نشر منذ سنوات، لكن المقال يستند إلي ما يورده المقري عن الكتاب والمؤلف (15)

توجد مخطوطات لهذا الكتاب يذكرها بروكلمان: مخطوطة المتحف البريطاني رقم 919 ومخطوطة الاسكوريال رقم 1741 ومخطوطة مسجد يني Yeni في اسطنبول رقم 851 وهناك مخطوطة أخري لا يذكرها بروكلمان موجودة ضمن مجموعة متفرقات في مدرسة الدراسات العربية بمدريد (16)

هذه المخطوطة الأخيرة التي وجدت في الموناثيد تحتل رقم 10 في مخطوطات المجموعة (17) وطريقة الكتابة مغربية وهي بلا شك أقدم مخطوطات الكتاب ويرجع تاريخها إلي عام 846 هـ\1443م. ومن سوء الحظ فإن حالة المخطوطة مؤسفة، فهناك عدة ورقات تالفة واعتبارا من ص 61 وحتي نهاية المخطوطة فإن كل الورقات ينقصها جزء من الأسفل بفعل الرطوبة، ولهذا فان جزءا كبيرا من المخطوطة لا يمكن قراءته كما يقول أسين بلا ثيوس في وصفه للمخطوطة (18). إن كتاب العزفي الموجود في المخطوطة المتفرقة المذكورة (وهو هنا كتاب ناقص يتضمن الفصول الستة الأولي فقط) موجود اعتبارا من ص 48 حتي نهاية المخطوطة أى في الجزء التالف الذي أشرنا إليه.

ومخطوطة الكتاب الموجودة في الاسكوريال كتابتها مغربية أيضا (حررت عام 935 هـ \1528) وتتضمن العديد من الأخطاء، أما مخطوطتا لندن واستانبول فحالتهما سليمة وخطهما شرقي جميل ويقدمان نصا سليما مكنانى من تصحيح بعض الأخطاء الموجودة في مخطوطات المكتبات الغربية.

كنت قد أعددت طبعة نقدية للجزء الأول من كتاب "الدر المنظم" تحتوي علي أربعمائة ملاحظة، لكنني في النهاية اختصرت عدد الملاحظات وحذفت بعض فقرات ليس لها علاقة مباشرة بالموضوع. عدلت عن الإشارة إلي أخطاء في قراءة بعض المخطوطات.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير