عدلت عن الإشارة إلي أخطاء في قراءة مخطوطة ما إذا كانت القراءة سليمة في بقية المخطوطات والإشارة إلي الاختلاف في استعمال الأدوات أو أسماء الأفعال والمترادفات، ولم أشر كذلك إلي اختصارات الكلمات والجمل في مخطوطة ما إذا وجدت تلك الكلمات والجمل كاملة في بقية المخطوطات، وعموما فإنني لم أشر إلي النقص الذي يعتري مجموعة ما إذا كانت المخطوطات الأخري كاملة ولم أشر إلي خصائص إملائية معروفة تميز المخطوطتين الغربيتين مثل كتابة الهمزة أو تغيير الألف بألف مكسورة أو العكس، وباختصار فإنني قد اقتصرت علي الإشارة إلي تلك الاختلافات الجوهرية وقد علقت علي بعضها في الترجمة الكاملة للنص.
ولأن النص تعقبه الترجمة ولكي نسهل عملية الطباعة فإنني قد استغنيت عن تشكيل النص حتي في الكلمات التي يتغير معناها طبقا للتشكيل، وهناك مخطوطتان من المخطوطات الأربع - مخطوطة مدريد ومخطوطة لندن (وهي الأفضل بكل المقاييس) - مضبوطتان بالشكل، وعليه فإنهما سليمتان من هذه الناحية.
وقد وجدت فقرات لبعض المؤلفين المذكورين في النص وأشرت إلي ذلك في الترجمة. هناك بعض الفقرات لبعض المؤلفين وجدتها مصادفة واحتفظت بها لمقالات أخري ضمن هذه السلسلة.
واستعملت أيضا – لكن دون فائدة كبيرة - المخطوطة التي ذكرها سيمونيت في كتاب "تاريخ النصاري" وهى برقم GG-76 في المكتبة الوطنية بمدريد (19)
وهي برقم LXXI في كتاب غيين روبليس ورقمها الحالي 5324 (20) وهي عبارة عن مجموعة متفرقات حررت في نهاية القرن الخامس عشر بها فقرات لفقهاء غرناطيين في ذلك العصر. تتضمن العديد من القضايا الفقهية حررت واحدة تلو الأخري بلا ترتيب محدد ويتخللها أخبار عجيبة لا علاقة لها بالموضوع وأشعار وفقرات نثرية مجهولة المؤلف وحِكَم مكانها المناسب هو كتاب أدب. وفي الصفحات 63 – 64 وبعد فقرة من كتاب "إحياء علوم الدين" للغزالي وبلا مناسبة تأتي تحت عنوان “مسالة" فقرات متفرقة بها أخطاء كثيرة وبها سطور من كتاب العزفي (1 2) وبمقارنة هذه السطور بالنص الذي حررته عن الكتاب لم أجد ما يدعو إلي وضعها في الاعتبار، خاصة وأنني كنت قد قررت اختصار الجزء النقدي، أما في الترجمة فقد علقت علي بعض الاختلافات التي رأيت أنها مهمة.
يبقي لنا فقط – قبل الدخول فى الموضوع – أن أقدم شكري القلبي للبروفيسور محمد حميد الله الذي عرض – وهو في زيارة إلي مدريد منذ سنوات – أن يرسل لي ميكروفيلم يتضمن الصفحات الأولي من مخطوطة مسجد ينى في اسطنبول وقد وصلني الميكروفيلم بالفعل بعد وقت قصير بفضل جهود البروفيسور صالح توغ وصديقي وزميلي البروفيسور ج. أ.ب هو بكنس الذي أمدني بميكروفيلم عن صفحات طلبتها من مخطوطة المتحف البريطاني.
وكما يدل العنوان فقد حرر الكتاب لإبراز صفات نبي الإسلام وتبرير إرساء الاحتفال بمولده في الغرب، وقد كان يحتفل به في الشرق اعتبارا من القرن الثالث عشر. (22)
إن الغرض الديني - والمؤلف لا تخفي عنه أخطار ذلك – كان يمكن أن يصطدم بصعوبات كثيرة، فالأمر عبارة عن إدخال بدعة في الغرب الإسلامي. من المناسب هنا أن نتوقف لحظة لشرح هذه الكلمة للقارئ غير المتصل بالثقافة العربية (23). كلمة "بدعة" التى ترجمت كثيرا علي أنها "كفر" هي عبارة عن تجديد أو اعتقاد أو عادة لا تستند إلي سابقة يرجع تاريخها إلي عصر محمد وبالتالي فهي مخالفة له إذن، و تعارضها كلمة سنة
وكانت البدعة دوما موضوعا بارزا في الإسلام، ورغم أن الكثيرين من المسلمين يقتنعون بان كل بدعة ضلالة في الجوهر فإنه قد تعين عليهم التنازل وفقا للظروف، وقد وصلنا هكذا إلي التفرقة بين البدعة الحسنة أو المحمودة والبدعة السيئة أو المذمومة، وهناك درجات بين هذه وتلك. إن المتفقهين في هذا المجال قد عارضوا باستمرار أية بدعة ناظرين إليها بعين الشك ولم تخرج كلها من وصفها بأنها محرمة بمرور الوقت.
كان علي العزفي إذن أن يحارب بقوة دفاعا عن هذه البدعة حتى يمكن اعتبارها بدعة حسنة، وقد انصب الجزء الأعظم من دفاعه على أن هذه البدعة الحسنة سيكون من شأنها القضاء علي بدع سيئة انتشرت بين المسلمين كأعياد المسيحيين واحتفال المسلمين بها. إن حديثه المطرد عن ذلك وعن الحالة التي انتشرت في الأندلس وفي المغرب وإشارته إلي الشرق كل ذلك سبب دعانا إلي القيام بهذه الدراسة.
¥