تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثم تقول (أرى أنه ليس من الأدب أن تزج باسم الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في هذا السياق من الكلام ... فليس هذا قدر العلماء أمثاله)، كأني قد أسأتُ إلى الشيخ وأحتاج إلى تأديب!!

ولعلمك الكريم: السؤال التاريخي الذي يدور في خاطري هو نفس السؤال الذي دار في خاطر الشيخ أحمد شاكر رحمه الله، وهو وجود البدوي أو عدم وجوده تاريخياً، ولا علاقة له البتة بنظرتي السلبية إلى التصوف السائد. ولعلك ترى أن الشيخ لم يسأل عن وجود الشاذلي والمرسي وابن عربي، لأنهم شخصيات تاريخية لا شك في وجودها، وإنما سأل عن وجود البدوي لأن هناك ما يثير الاستغراب ويدعو إلى الاستفسار.

وأنت والأعضاء المتعاطفون معك لم تعترفوا بالإشكال في وجود البدوي، ولا أن الشيخ أحمد شاكر قد طرح سؤالاً مشروعاً يحتاج إلى إجابة، ولم تبحثوا لهذا الإشكال عن جواب مقنع، وإنما عمدتم إلى الإيهام بأن وجود البدوي كالمتواتر في كتب التاريخ، وأن السائلين عن وجوده قد تجاوزوا الخطوط الحمراء!! وأن الذي يطرح هذا السؤال هو الذي عنده مشكلة ويحتقر السيوطي ويزجّ باسم الشيخ أحمد شاكر ... إلخ

أكرر: لا نريد إلا الحقيقة التاريخية، وأن ينضم البدوي إلى ركب أمثاله من رجال التصوف، كالشاذلي والمرسي وابن عربي.

فهذا هو التهرب وتغيير الموضوع الذي أشرتُ إليه، وهو أن النقاش كان عن وجود البدوي فصيَّرتَه إلى علم السيوطي وقدره وعلم شاكر وقدره!!

وأما قولي (كالعادة!!)، ففيها شيء من القسوة عليك، وكان غيرها أولى منها، وعندي الشجاعة لأقول ذلك. ولم أقِّرر أنها عادة عن تدقيق في مشاركاتك السابقة، وإنما أردت أننا قد اعتدنا تغيير الموضوع من الفريق الذي يظهر أنك تنتمي إليه، وأرجو أن لا تكون عادة لك.

ثم انتقل إلى جوهر الموضوع:

جاءنا الأخ أبو حفص بقول الرفاعي (أخبرني الولي الصالح العارف السيد أحمد البدوي بن علي الحسينى المغربي بدمشق أنه زار أم عبيدة، فلما أشرف علي قباب الرواق ... ) الى آخر القصة ..

فاتضح أنكم لا تبالون بالنقد التاريخي، وإنما تستأنسون لآرائكم بما تجدون من الأقوال والرجال، وتغضُّون الطرف عن ما يكون فيها من الإشكال! لأن هذا الرفاعي ترجم له الزركلي في الأعلام قائلا (أحمد بن عبد الرحيم بن عثمان بن حسن ابن محمد، عز الدين الرفاعي الحسيني الصيادي: متفقه متصوف. له: المعارف المحمدية في الوظائف الاحمدية - ط)، وأحال على ثلاثة مصادر (الازهرية 3: 633 وذيل الكشف 2: 504 وسركيس 391)، وهذه المصادر الثلاثة فهارس مكتبات وكتب، يأخذ أصحابها الاسم الموجود على غلاف الكتاب ويترجمون له بما يتيسر ويذكرون مصنفاته المطبوعة والمخطوطة، فلما وجدوا كتاباً اسمه المعارف الأحمدية منسوباً لهذا الرجل ترجموا له ونسبوا إليه الكتاب!

فأثبتوا لنا وجود أحمد بن عبد الرحيم بن عثمان الحسيني الصيادي الرفاعي ومولده سنة 574 ه ووفاته سنة 670هـ، ليصح لكم الاستشهاد بمعرفته لأحمد البدوي. وظاهر أن كتاب (المعارف المحمدية) ليس كتاب تاريخ، بل كتاب خرافات صوفية. ومثله لا يوثق بقوله (أخبرني) بعد أن زعم محيي الدين بن عربي أنه لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكه وأخذ منه كتاب الفصوص!

ولأمر ما قال الشيخ أحمد شاكر (المؤرخين السابقين الذين يوثق بنقلهم)، فالمطلوب إيراد كلام مؤرخ يوثق بنقله، لا كلام الذين يكتبون مناقب الصوفية الأسطورية!

وأكرر مرة أخرى: ليس غرضنا مجرد التشكيك، بل تحرير شواهدكم وبناء آرائكم على أرض تاريخية صلبة.

وقال أبو حفص أيضاً:

ترجم له سراج الدين ابن الملقن المحدث الشافعي في طبقات الأولياء، وقد ولد -رحمه الله- سنة 723 أي بعد 48 سنة من وفاة أحمد بن علي البدوي. فقد وجدت في طبقات الأولياء له في المكتبة الشاملة الثانية التالي:

الشيخ احمد البدوي

516 - 675 للهجرة

الشيخ احمد البدوي، المعروف بالسطوحي، اصله من بني برى، قبيلة من عرب الشام. تسلك بالشيخ برى، أحد تلامذة الشيخ أبي نعيم أحد مشايخ العراق، وأحد سيدي احمد بن الرفاعي. انتهى

أولاً: انتقدوا نصوصكم قبل أن تعرضوها!! واضح أن السطر الثاني (516 - 675 للهجرة) ليس من كلام ابن الملقن، بل من إنشاء ناشر الكتاب، وقد وقع في سنة الميلاد خطأ مطبعي، والصواب (596).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير