تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد قال الشيخ العلامة بكر أبو زيد موضحًا معنى قول الإمام مالك: "الناس مؤتمنون على أنسابهم" إن المراد به في اللقيط؛ فالمسلم مؤتمن عليه بحكم الشرع يرعى أموره ولا يتبناه، ولا يراد به ما هو شائع من تصديق مدعي النسب من غير بينة، كاستفاضة وشهرة ونحوهما؛ لأنه بهذا المعنى يناهض قاعدة الشرع من أن البينة على المدعي، وقوله r : ( لو يُعطى الناس بدعواهم لادَّعى ناسٌ دماءَ رجالٍ وأموالهم .. ) (14).

أمّا بالنسبة لقوله: كيف نرد ما ورد في وثيقة لعلوان الجارالله السعدي ... إلخ، أقول: إنّ ما ورد في وثيقة علوان الجارالله السعدي صحيح؛ إذ بنو سعد الذين في العراق هم بنو سعد بن بكر بن هوازن؛ لأن هناك نصوصًا قديمة مر بنا بعضها تعضد انتقالهم إلى العراق.

أمّا ما جاء في قوله عن تحديد مساكن بني سعد وعتيبة في كل من نجد والحجاز فيبدو أنه منقول عن بعض المصادر الحديثة مثل (جريدة "القبلة" التي أصدرها الشريف الحسين بن علي)، أو (جريدة "زوراء" العراقية)، أو أنه منقول عمن زار بلاد الحجاز من أولئك -أعني العراقيين- سواء بني سعد أو غيرهم، خاصة أن طريق حجاج العراق يمر ببلاد عتيبة، مع ملاحظة عدم دقة المعلومات الواردة فيها ومن ذلك:

أ- أنّ ساعد بن مطر من خديد من الطفحة من النفعة من بني سعد من عتيبة، ومن قرية خديد، وليس من قرية لغب؟!، فأهل لغب هم اللصة من الثبتة من بني سعد من عتيبة.

ب - أنّ قليّل بن عايد ليس من أهل قرية الدار الحمراء؟! وإنما هو من قرية الرحا.

ج- لا يعرف قنيبس بن غالي في أهالي قرية كلاخ؟! ولكن لعله يريد علي بن فهيد الزيادي من شيوخ أهل كلاخ وهو من ذوي زياد من النفعة من بني سعد من عتيبة.

د- أنّ عقاب بن غصن لا يعرف في قبيلة عتيبة رئيسًا بهذا الاسم، وقد يكون المقصود به عقاب بن شبنان بن حميد، المقتول سنة 1301هـ في وقعة أمّ العصافير (15).

8 - ذكر الباحث مسميات قديمة في بني سعد بن بكر وذكر أن لها وجودًا في فروع عتيبة في الوقت الحاضر ومنها: أبو ذؤيب- عطية - بنو شُهيب - أبو برقان (صحابي) - بجاد - الشرابيون في بني سعد العراقين، وذكر أيضًا أن الأسماء وحدها لا تكفي ولكن إذا عاضدتها أدلة أخرى فإنها تصبح قرينة ظاهرة الوضوح وخاصة في الذويبات (أبو ذويب) الذي اشتهر في بني سعد قديمًا أيام الرضاعة النبوية، والذويبات اليوم وفي قرون مضت لهم منزلة في عتيبة خاصة زمن كونها في الحجاز بمثابة المشيخة، أفلا يدل ذلك على شيء؟!

أقول: الشرابيون هؤلاء لا علاقة لهم بالفرع الذي في بني سعد من عتيبة والسبب بسيط جدًّا وهو أنّ الشرابية نزلوا وادي شرب شمال الطائف بعدما انتقلوا من قرية لغب ونسبوا إليه، وإلا فهم من الشروط من الثبتة من بني سعد من عتيبة، ولا شأن لهم بالشرابيين الذين لم يُعرفوا داخل الحجاز ولم يذكرهم أحد من المتقدمين أو المتأخرين، بل إنّ نسب الشرابيين الذين في العراق فيه نظر فهناك من يرى أنهم قدموا من اليمن؟!! وأنّ سبب تسميتهم بهذا الاسم نظرًا لأنّ جدّهم شرب فنجالاً من القهوة على أثر نخوة حدثت له (16).

وأمّا ذؤيب فهو كثير في قبائل العرب فهناك شاعر جاهلي من هذيل يدعى أبو ذؤيب، وهناك قبيصة بن ذؤيب الخزاعي، وذؤيب في بني العنبر من تميم، وعامر بن ذؤيب الكناني سلطان حلي سنة 730هـ، ذكره ابن بطوطة (17).

أمّا اسم بجاد فهو اسم لا يختلف عن بقية الأسماء الأخرى التي توجد في عتيبة وفي غيرها من القبائل القديمة والمعاصرة مثل: عبدالله بن بجاد الكناني (18)، ويسر بن الحارث ... بن بجاد العبسي، وثمامة بن بجاد العبدي، وغيرهم، كذلك اسم عطية فهو كثير في قبائل العرب مثل: عطية بن جشم بن وائل، وعطية بن جعال بن مجمع، وعطية بن ظفر بن الحارث، وعطية بن عامر بن الحارث، وعطية بن عبدالرحمن، وعطية بن قيس بن غالب، وعطية بن زيد بن قيس وعطية بن نويرة بن عامر، وغيرهم كثير (19).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير