تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أمّا مسألة تشابه الأسماء فليست حجة فهناك أسماء أعلام في قبيلة كنانة تشابه أيضًا أسماء فروع وبطون من قبيلة عتيبة مثل: ثابت بن الحجاج الكناني، ومنصور بن جامع الكناني! (29).

ثم إنّ وثيقة النفعة المؤرخة في سنة 1005هـ قد كشفت الحقيقة في نظري ونظر الكثير، وألغت كل ما يتناقله العوامّ حول انتساب بني سعد (عتيبة) إلى سعد بن بكر حيث اتضح أنهم ينتسبون إلى سعد بن حجاج العتيبي الشبابي وديارهم هي ديار شبابة القديمة بالنصوص المدونة قديمًا.

9 - ذكر أنّ وجود أربعة أسماء في هوازن باسم عتيبة في عصور مختلفة، اثنان من سعد هوازن، والآخران نصري وجشمي، بينما لم نظفر بكناني واحد يدعى (عتيبة)؟!

أقول: إنّ قبيلة عتيبة المعروفة في زماننا هذا لا يمكن أن تكون نسبة إلى رجل يدعى عتيبة؛ لأنّ إحدى روايات عتيبة أن جدهم يدعى "عتيب"، وجاءت وثيقة النفعة المؤرخة سنة 1005هـ وأوضحت وأكدت أنّ اسم أبيهم "عتيب" وهو جدّ قبيلة عتيبة وعمرها الآن أكثر من أربعة مئة سنة، وهي في نظري من أوثق المصادر في نسب عتيبة، فالوثيقة أملاها أَحدَ عشر شيخًا من النفعة من عتيبة وهم أدرى في ذلك الوقت بنسب قبيلتهم أكثر من غيرهم، وهم حسن المسعودي، وخاتم الفليت، وزيدان الزيادي، ومقبل السويط، ومحيّا النخيش، وغالي الحليفي، ومحسن الحصيني، وزاير الجعيد، وحاسن بن رشود، وخضر بن سماح، وشهودها أحمد الثبيتي وحسن العدواني ويحيا الثمالي، وعلي المطيري، وحمدان وحميدان الشلوي، وليس بالضرورة أن نجد اسم عتيبة علمًا على أحد من كنانة، فنصوص البلاذري والأزهري وغيرها بالإضافة إلى الوثيقة سالفة الذكر كافية لإيضاح نسب قبيلة عتيبة وتسلسله، كما ذكر عباس المدني حول النسبة إلى عتيبة فقال: "العتيبي: لعتيب أبي حي من اليمن ... " (30)، ثم إنّ اسم عتيبة موجود في كنانة وغيرها مثل: عتيبة بن أبي لهب القرشي الكناني، وعتيبة بن الحارث بن شهاب الملقب بـ"صياد الفوارس"، وهو من تميم، وعتيبة بن مرداس، وعتيبة بن النهاس بن حنظلة، وغيرهم كثير (31).

10 - ذكر أنه إذا كانت نخلة وجنوب الطائف وجنوب مكة منازل كنانة؛ فأين منازل سعد هوازن؟ هل هي مقتصرة على البوباة؟! بينما ذُكر من منازل هوازن السراة (سراة الطائف) , حسب قول الهمداني.

أقول: منازل سعد هوازن كما ذكر ابن شبة (ت262هـ) في نصه المتقدم في نواحي المدينة المنورة كما أنّ وفاة شاعرهم أبي وجزة في المدينة، وكذلك حليمة السعدية التي دفنت في البقيع كما تقدم ذلك، مع أنّ الهمداني لم يشر إلى وجود بني سعد هوازن في سراة الطائف باسمها، فالراجح أنه يشير إلى ثقيف وهلال وغيرها من بطون هوازن؛ لأنّ سعد بن بكر انتفى وجودها في جنوب الطائف (السراة)، ليس لعدم وجود نصوص تذكرهم في جنوب الطائف فحسب؛ بل لأنّ المؤرخ ابن شبة ذكرهم في بلاد المدينة المنورة في عهد متقدم كما مر بنا. أمّا هلال فقد نزحت بعد زمن الهمداني خلال القرن الخامس الهجري إلى بلاد المغرب العربي (32).

11 - ذكر نص الهمداني حول قبائل السراة ومنها (سعد كنانة)، ثم سراة (بني شبابة)، وذكر أنه لم يقل بأنّ شبابة من كنانة أيضًا، وذكر أنه لا يلزم أن تكون شبابة التي ذكرها البلاذري هي هذه الواردة في كلام الهمداني؛ فالسراة ذات امتداد طويل وتسكنها قبائل عديدة، والهجرات والانقراض والارتحال واردة في تاريخ القبائل (33)، والهمداني نفسه يقول:" سراة بجيلة نجدها بنو المعترف وأصلهم من تميم وقال لي بعضهم أنهم من عُكل"؛ فأين هؤلاء الآن؟ إنه لا يُعرف أحد من تميم أو عكل في هذه السروات في وقتنا هذا" [تقدم ذكر هذا النص].

أقول: تطرق في هذا الكلام إلى ثلاث نقاط:

• أنّ شبابة التي ذكرها الهمداني قد تكون غير التي ذكرها البلاذري!

وعلى ذلك أقول: إنّ البلاذري والأزهري نصا على أنّ شبابة يمن الطائف أي جنوبه، هي شبابة كنانة، وهما بذلك أوضحا نسبها وصارا حجة على من جاء بعدهما، خاصة أنّ الهمداني لم ينسبها إنما ذكر أن بني سعد التي تحل هذه الديار هي (سعد كنانة) وأن من ذكر ذلك مؤرخ ونسابة متقدم ألا وهو الهمداني الذي أرى أنه بهذه الرواية أيّد رواية البلاذري والأزهري من أنّ شبابة التي تقطن جنوب الطائف هي من كنانة.

أمّا قولك إنّ السراة ذات امتداد طويل وتسكنها قبائل عديدة، والهجرات ... إلخ فأقول:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير