الثقاة على أوراق نقلها مباشرة عن الشيخ عبدالله بن دخين -رحمه الله- قال له فيها: إننا بنو سعد بن قيس عيلان؟! (43).
أمّا قوله سواءً كان عتيبة أبًا أو أمًّا…إلخ فإنني أستغرب هذا القول ومثله من باحث جاد وقدير مثل الأخ فالح (44) وذلك بعد خروج وثيقة النفعة المؤرخة سنة 1005هـ التي كشفت أنّ اسم أبيهم عتيب، وأيدت بذلك رواية مفادها أنّ جد العتبان يدعى (عتيب)، فجاءت هذه الوثيقة لكي تؤكد هذه الرواية، فكيف نقول إنه قد يكون اسم أبٍ أو أمٍّ؟! والقبائل كما تنسب أحيانًا إلى ألقاب فإنها أيضًا عادة ما تنتسب إلى أجدادها كجهينة تنتسب إلى جهينة والنسبة إليه جُهني، وهذيل إلى هُذيل بن مدركة والنسب هُذلي، وحرب والنسب حربي، والسهول والنسبة سهلي، وعنزة بن أسد بن ربيعة والنسبة إليه عنزي، وشمر بن عبد والنسبة شمري ... إلخ، وقبيلة عتيبة تنتسب إلى أبيها عتيب والنسبة إليه عتيبي.
14 - ذكر أيضًا: إنّ الوقداني الذي ذكره الهجري وقال إنه من أحلاف ثقيف، والذي ظنه حمد الجاسر حليفًا لثقيف، وليس بصواب، فهو ثقفي نسبًا من فروع الأحلاف وذكر أنهم بنو غاضرة ... وبنو عوف ... إلخ.
أقول: هذا صحيح فهو من أحلاف ثقيف، لأننا نعلم أنّ الوقداني نسبة إلى رجل يدعى وقدان، ولم نجد من بني غاضرة أو بني عوف بن ثقيف من اسمه وقدان، ويبقى ما ذكره وجهة نظر لا أراها صحيحة وتحتاج إلى مصدر يؤكد أنّ الوقداني من ثقيف نسبًا لا حلفًا، ثم إنّ السؤال الذي يطرح نفسه لماذا أطلق على اسم الأحلاف على الأحلاف؟!
وفي الختام أودّ أن أشكر الأخ الكريم على اهتمامه وحرصه وتجاوبه مع هذا الموضوع، وأنّ الخلاف في الرأي كما قيل لا يفسد للودّ قضية، فلكل قناعته ووجهة نظره، كما أنّ عتيبة سواء أكانت من هوازن أو كنانة، فالجميع من مضر من عدنان، والناس لآدم، وآدم من تراب. ولكن الحق أحق بأن يتّبع.
يتبع
الهوامش:
(1) اللباب في تهذيب الأنساب، لأبي الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد الشيباني الجزري، بيروت: دار صادر، 1400هـ/1980م، 2/ 119.
(2) أنساب الأشراف، لأبي الحسن البلاذري؛ تح. د. سهيل زكار ود. رياض زركلي، دار الفكر، 1417هـ/1996م، 11/ 145.
(3) تهذيب اللغة، لأبي منصور محمد بن أحمد الأزهري؛ تحقيق محمد أبي الفضل إبراهيم، مراجعة علي محمد البجاوي، القاهرة: الدار المصرية للتأليف والترجمة، [د. ت] 11/ 290.
(4) صفة جزيرة العرب، للهمداني؛ تحقيق محمد بن علي الأكوع الحوالي، أشرف على طبعه حمد الجاسر، الرياض: دار اليمامة، 1397هـ/1977م، ص120.
(5) نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب، لابن سعيد المغربي، تح. د. نصرت عبدالرحمن، عمّان: مكتبة الأقصى، 1982م، 1/ 372. نبهني لهذا النص الأخ الباحث علي بن سالم الصيخان.
(6) نشوة الطرب، مصدر سابق،2/ 603، 640.
(7) معجم قبائل الحجاز، لعاتق بن غيث البلادي، ط2، مكة المكرمة: دار مكة، 1403هـ/ 1983م، ص 78.
(8) في سراة غامد وزهران، للشيخ حمد الجاسر.
(9) تاريخ المدينة المنورة، لأبي زيد عمر بن شبة النميري البصري؛ تحقيق فهيم محمد شلتوت، طبعه ونشره السيد حبيب محمود أحمد،-ط 2، [د. ت]، 1/ 265.
(10) وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى، لنور الدين علي بن أحمد السمهودي، تح. محمد محيي الدين عبدالحميد، بيروت: دار إحياء التراث، [د. ت]، 1/ 764.
(11) التعليقات والنوادر، ط1، 1413هـ/1992م،1/ 75،25.
(12) منتهى الطلب من أشعار العرب، جمع محمد بن المبارك بن محمد بن ميمون، المتوفى 597هـ؛ تحقيق د. محمد نبيل طريقي، دار صادر، بيروت، 1999م، 8/ 230؛ وانظر: ديوان أبو وجزة السعدي، جمع ودراسة وليد محمد السراقبي، منشورات المجمع الثقافي بالإمارات، ص114 وما بعدها.
(13) مجلة العرب، السنة 25،ص550.
(14) الأحاديث الواردة فيمن ادعى إلى غير أبيه أو والى غير قبيلته، د. عبدالعزيز الفريح، ص12.
(15) عقد الدرر، لابن عيسى، ص107 - 108.
(16) هوازن وبنو سعد، لجاسم محسن ملا عبود السعدي، بغداد، 2002م، ص141 - 142.
(17) معجم قبائل الحجاز، مصدر سابق، ص446.
(18) الإصابة في تمييز الصحابة، لابن حجر، 6/ 408.
(19) انظر عن هذه الأسماء: جمهرة النسب، لابن الكلبي، 2/ 404، 1/ 319، 2/ 100، 1/ 325، 2/ 305، 2/ 156؛ ونسب معد واليمن الكبير، لابن الكلبي؛ تح. محمد فردوس العظم، 2/ 33، 1/ 44، 2/ 93.
¥