تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ذكر الشيخ عبد الرحمن الجيلالي - حفظه الله - أن شرحه هذا هو أول شرح لصحيح البخاري، وتبعه في ذلك عادل نويهض في معجمه وغيره من المهتمين، وهذا غير صحيح في نظري، وإن كان فيها من نفسي شئ – و الله أعلم - لأن أول من وضع شرحا على صحيح البخاري هو أبو سليمان حمد بن محمد الخطاب البستي (ت 388) في كتابه (أعلام الحديث أو أعلام السنن)، يأتي بعده شرح مترجمنا الداودي، وان كان بعض الاخوة يشكك في هذه المعلومة ولا يحملها على إطلاقها وذلك لأن أبا جعفر الداودي معاصر للخطابي وتوفي عام 402 (بين وفاتهما 4 سنوات)،فما الذي يجزم أن الخطابي هو صاحب الأولية؟ فما المانع بأن يكون الداودي قد ألفه في نفس الفترة أو قبل تأليف الخطابي؟ زيادة على ذلك فإن علماء السنة عندما تحدثوا عن أول من صنف في السنة ذكروا كوكبة من العلماء منهم الربيع بن صبيح وشعبة ومالك وقالوا إنهم في عصر واحد ولم يجزموا بأولية أحد؟ ومما يزيد في الشك ان الخطابي ألف شرحه للجامع الصحيح في أخريات حياته أي بعد تصنيفه لمعالم السنن لشرح سنن أبي داود، فجعل أعلام الحديث أو أعلام السننمكملاً لما ذكره في معالم السنن، يقول في المقدمة: "وقد تأملت المشكل من أحاديث هذا الكتاب فوجدت بعضها قد وقع ذكره في معالم السنن مع الشرح له والإشباع في تفسيره " وقد يكون بعض العلماء اعتبروه أول شرح للصحيح لشهرة الكتاب و تعدد طبعاته، وشهرة مؤلفه واهتمام العلماء به مقارنة بالداودي رحمهما الله و جزاهما الله خيرا، والسؤال يبقى مطروحا، وقابل للمناقشة.

وما يمكنني الجزم به هو أن الداودي يعتبر أول شارح للجامع الصحيح في الجزائر و المغرب العربي (الغرب الإسلامي).

مؤلفاته وآثاره:

ان مثل هذا العالم الحافظ الذي لقب بشيخ الإسلام، لا بد وانه ترك ثروة علمية كبيرة قيمة، ضمنها في مؤلفاته وآثاره، منها ما وصل إلينا ومنها ما لم يصل، ولكن المصادر التي ترجمت له، و العلماء الذين نقلوا عنه في كتبهم احتفظوا لنا بأسماء بعضها، ومن أهم مؤلفاته:

1 - النصيحة في شرح صحيح البخاري: و يسميه البعض " النصيح " وقد ألف هذا الكتاب الجليل في تلمسان حيث ألف أكثر كتبه بها.

2 - النامي في شرح موطأ الإمام مالك: وهذا الكتاب أصَلَه وأملاه بطرابلس أي في المرحلة الأولى من حياته، وبالتالي يمكن القول إن كتاب النامي من اوائل الكتب التي ألفها الداودي، وهو كتاب جليل حاز به الفضل على غيره من جميع من تقدمه أو تأخر عنه من علماء الإسلام.

ويعتبر هذا الكتاب ثاني شرح للموطأ بعد شرح محمد بن سحنون القيرواني له. وقد ذكر عبد الرحمن الجيلالي أنه توجد نسخة منه بمكتبة القرويين بفاس تحت رقم (527).

وهذين الكتابين هما اللذان اعتمد عليهما الكثير من شراح الحديث الشريف، و نقلوا عنهما كما ذكرت سابقا، فالحافظ ابن حجر العسقلاني في شرحه لصحيح البخاري يذكر انه ينقل عنه في باب الرواية، كما في باب الدراية، كما أن رواية الداودي لصحيح البخاري كانت من ضمن الروايات التي يرويها ابن حجر عن الصحيح، بل هي أعلى الروايات لديه من حيث العدد كما صرح هو بذلك حيث قال: " وأما رواية الداودي فهي أعلى الروايات لنا من حيث العدد". وقال الحافظ ابن حجر أيضا في معجمه: " كتاب شرح الموطأ وكتاب شرح البخاري كلاهما تأليف أبي جعفر أحمد بن نصر الداودي المالكي التلمساني أنبأنا بهما أبو علي الفاضلي عن أحمد بن أبي طالب عن جعفر بن علي عن محمد بن عبد الرحمن الحضرمي عن عبد الرحمن بن محمد بن عتاب عن يوسف بن عبد الله النمري (ابن عبد البر) عنه إجازة ومات سنة اثنتين وأربعمائة".

3 - الأموال: وهو فتاوى وأحكام في الأمور العارضة وفيما جرى عليه الحال في البلدان المفتوحة مثل: صقلية والأندلس و بعض بلدان افريقية الجنوبية، وبعض النوازل الفقهية التي كانت في عصر المؤلف، وتوجد منه نسخة مخطوطة بدار الكتب مصورة عن النسخة الموجودة بالأسكوريال بإسبانيا تحت رقم 1165، وقد قام بتحقيقه الاستاذ رضا محمد سالم شحادة، وطبعه مركز إحياء التراث العربي - الرباط. بالمملكة المغربية الشقيقية.

وتقدم الأستاذ نجيب عبد الوهاب بمناقشة حوله في رسالة (أطروحة دكتوراه) ببريطانيا.

4 - الواعي في الفقه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير