تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مؤسس السلالة عبيدالله المهدي (909 - 934م) اعتمد في دعوته الجديدة على أبي عبدالله الشيعي، الذي كان يدعي أنه المهدي المنتظر، نجح صاحب دعوته في القضاء على دولة الأغالبة وحمله إلى السلطة.

استولى العبيديون على تونس، وليبيا وشرقي الجزائر ثم صقلية التي بقيت في حكمهم حتى 1061م. وفي سنة 969م استولى المعز (953 - 975 م) على مصر وقرر بناء عاصمة جديدة لدولته هي القاهرة.

دخل الفاطميون في صراع مع العباسيين للسيطرة على الشام، كما تنازعوا السيطرة على شمال إفريقية مع الأمويين حكام الأندلس، وتمكنوا من إخضاع الحجاز والحرمين ما بين سنتي 965 - 1070م.

ازدهرت التجارة ونما اقتصاد البلاد ونشطت حركة العمران في أثناء عهد العزيز (965 - 996م)، ثم الحاكم (996 - 1021م) الذي كان متهورًا ومتطرفًا في أفكاره إلى أقصى حد، عرفت البلاد في عهده اضطرابات كثيرة، وبعد مماته انشقت عن الإسماعيلية طائفة من الشيعة عرفت باسم الدروز.

وبعد حكم المستنصر (1036 - 1094م) الطويل انشق الإسماعيليون مرة أخرى إلى طائفتي النزارية والمستعلية، وتولى الحكمَ من بعده خلفاء أطفال. ومع حكم الحافظ (1131 - 1149م) تقلصت حدود الدولة إلى مصر فقط.

آخر الخلفاء وقع تحت سيطرة القادة العسكريين الأيوبيين، فقام صلاح الدين الأيوبي الذي تولى الوزارة منذ 1169م، بالقضاء على الدولة الفاطمية نهائيا سنة 1171م، وعادت مصر بعدها إلى المذهب السني [23] ( http://www.alukah.net/articles/2/2870.aspx#_ftn23).

3- الدولة المرابطية: إن ما يلفت النظر في المرابطين أنهم لم يحاولوا في أي وقت أن يفرضوا أنفسهم باسم عصبيتهم الصنهاجية -على حد تعبير ابن خلدون- بل جاءوا قبل كل شيء لنشر الإسلام الصحيح بعيدًا عن الخرافات التي روج لها العبيديون الشيعة الإسماعيليون .. ومن ثم تحلوا باسم المرابطين؛ أي المؤمنين المنقطعين للجهاد وتعلم العلم الشرعي البعيد عن كل أشكال البدع الحقيقية والإضافية .. وخاصة هذه الأخيرة التي تجلت في فكرة المهدي المنتظر التي روج لها العبيديون؛ فتم لَيُّ أعناق النصوص الحديثية المتواترة الصحيحة لخدمة أغراضهم السياسية ..

بالفعل؛ كانت الدولة السنية التي تركت بصماتها في تاريخ المغرب؛ لكن لم تخل هي أيضًا من فجوة عقدية؛ فالمهدي بتعبير هذه المرحلة يعني عند البرابرة الرجل المناسب الذي يستطيع أن ينجز مشاريع سياسية كبرى. وذلك كان شأن عبدالله بن ياسين مؤسس الدولة المرابطية، فهل تلقب بهذا الاسم في حياته؟

الراجح أنه لم يفعل ذلك، وأن ذلك كان من عمل كتاب الأخبار بعد وفاته لإبراز الأثر الحاسم الذي أداه في جمع صنهاجيي الصحراء وتوحيدهم للاستيلاء على السلطة في المغرب، غير أن ابن ياسين لم يكن يحيط نفسه بأية أسرار، وكان يفضل أن يبدو فقيها مالكي المذهب وحاكما عادلا [24] ( http://www.alukah.net/articles/2/2870.aspx#_ftn24).

4- الدولة الموحدية: والمشكلة أن كثيرًا من الساسة يحاول ركوب خيل الشرعيات ولي أعناق الآثار والنصوص الدينية المروية؛ يستغلونها من أجل حماية شرعيتهم، والقول بأنهم تجسيد حي لإرادة الله، وأنهم يتصلون بقوة علوية تجعل قدرتهم غير قابلة للمقاومة، فهي من الله مباشرة، ولذلك فإننا نجد أغلب المتصفين بشيء من هذه الصفات الغيبية في السياسة هم أهل بطش ودموية في أثناء الحكم، بل ربما يشعرون براحة ضمير داخلية لأنهم أمناء على إرادة الله.

وابن تومرت هو واحد من الذين تبنّوا هذه الفكرة في أوائل القرن الخامس الهجري في بلاد المغرب الأقصى، حيث تمكّن هذا الرجل من إقناع المجتمع البَدَوي بصحّة دعواه عن طريق القيام بثورة تحريضية تمكن بفضلها من إسقاط دولة المرابطين السنية وإنشاء دولة جديدة قامت على أنقاضها سُمّيت دولة الموحّدين ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير