ـ[ابن وهب]ــــــــ[05 - 07 - 08, 02:49 ص]ـ
ننظر في كلام الرازي
(اعلم أنه تعالى لما وصف الولد البار بوالديه في الآية المتقدمة، وصف الولد العاق لوالديه في هذه الآية، فقال: {والذي قَالَ لوالديه أُفّ لَّكُمَا} وفي هذه الآية قولان الأول: أنها نزلت في عبد الرحمن بن أبي بكر، قالوا كان أبواه يدعوانه إلى الإسلام فيأبى، وهو {أُفٍّ لَّكُمَا} واحتج القائلون بهذا القول على صحته، بأنه لما كتب معاوية إلى مروان يبايع الناس ليزيد، قال عبد الرحمن بن أبي بكر: لقد جئتم بها هرقلية، أتبايعون لأبنائكم؟ فقال مروان: يا أيها الناس هو الذي قال الله فيه {والذي قَالَ لوالديه أُفٍّ لَّكُمَا}. والقول الثاني: أنه ليس المراد من شخص معين، بل المراد منه كل من كان موصوفاً بهذه الصفة، وهو كل من دعاه أبواه إلى الدين الحق فأباه وأنكره، وهذا القول هو الصحيح عندنا، ويدل عليه وجوه الأول: أنه تعالى وصف هذا الذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني بقوله {أولئك الذين حَقَّ عَلَيْهِمُ القول فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمْ مّنَ الجن والإنس إِنَّهُمْ كَانُواْ خاسرين} ولا شك أن عبد الرحمن آمن وحسن إسلامه، وكان من سادات المسلمين، فبطل حمل الآية عليه، فإن قالوا: روي أنه لما دعاه أبواه إلى الإسلام وأخبراه بالبعث بعد الموت، قال: {أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ} من القبر، يعني أبعث بعد الموت {وَقَدْ خَلَتِ القرون مِن قَبْلِي} يعني الأمم الخالية، فلم أر أحداً منهم بعث فأين عبد الله بن جدعان، وأين فلان وفلان؟ إذا عرفت هذا فنقول قوله {أولئك الذين حَقَّ عَلَيْهِمُ القول} المراد هؤلاء الذين ذكرهم عبد الرحمن من المشركين الذين ماتوا قبله، وهم الذين حق عليهم القول، وبالجملة فهو عائد إلى المشار إليهم بقوله {وَقَدْ خَلَتِ القرون مِن قَبْلِي} لا إلى المشار إليه بقوله {والذي قَالَ لوالديه أُفٍّ لَّكُمَا} هذا ما ذكره الكلبي في دفع ذلك الدليل، وهو حسن والوجه الثاني: في إبطال ذلك القول، ما روي أن مروان لما خاطب عبد الرحمن بن أبي بكر بذلك الكلام سمعت عائشة ذلك فغضبت وقالت: والله ما هو به، ولكن الله لعن أباك وأنت في صلبه الوجه الثالث: وهو الأقوى، أن يقال إنه تعالى وصف الولد البار بأبويه في الآية المتقدمة، ووصف الولد العاق لأبويه في هذه الآية، وذكر من صفات ذلك الولد أنه بلغ في العقوق إلى حيث لما دعاه أبواه إلى الدين الحق، وهو الإقرار بالبعث والقيامة أصر على الإنكار وأبى واستكبر، وعول في ذلك الإنكار على شبهات خسيسة وكلمات واهية، وإذا كان كذلك كان المراد كل ولد اتصف بالصفات المذكورة ولا حاجة ألبتة إلى تخصيص اللفظ المطلق بشخص معين،)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[05 - 07 - 08, 03:23 ص]ـ
-وعن عبد الله البهي مولى الزبير قال: كنت في المسجد ومروان يخطب فقال عبد الرحمن بن أبي بكر: والله ما استخلف أبو بكر أحداً من أهله فقال مروان: أنت الذي نزلت فيك {والذي قال لوالديه أف لكما} فقال عبد الرحمن: كذبت، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن أباك.
%ضعيف: رواه البزار (6
241): من طريق عبد الرحمن بن مغراء نا إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الله البهي، الحديث. وقال البزار: «وهذا الكلام لا نعلمه يروى عن عبد الرحمن بن أبي بكر عن النبي إلا من هذا الوجه». ورواه ابن أبي حاتم في تفسيره مطولا من نفس الطريق. عبد الله البهي وثقه ابن سعد، لكن قال عنه أبو حاتم: «لا يُحتج بالبهي، وهو مضطرب الحديث». وفي كل الأحوال لم يسمع من عبد الرحمن بن أبي بكر. عبد الرحمن ضعيف: وثقه الخليلي وأبو خالد الأحمر وضعفه ابن عدي وابن المديني والساجي والحاكم أبو أحمد. ولا يثبت أن عبد الرحمن قد أنكر على مروان أن الآية قد نزلت فيه.
-وعن أبي عبيدة بن الجراح قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يزال هذا الأمر قائماً، حتى يثلمه رجل من بني أمية".
%ضعيف جداً: رواه البزار (4
109): حدثناه سليمان بن سيف الحراني قال نا محمد بن سليمان بن أبي داود قال حدثني أبي عن مكحول عن أبي ثعلبة الخشني عن أبي عبيدة بن الجراح، الحديث. قال البزّار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبي إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد». محمد بن سليمان صدوق. لكن أباه ضعيف جداً. قال عنه البخاري في التاريخ (4
11): «منكر الحديث». وقال النسائي: «ليس بثقة و لا مأمون». وقال أبو حاتم: «ضعيف جداً وقال ابن حبان: «يروي عن الأثبات ما يخالف حديث الثقات حتى خرج عن حد الاحتجاج به». وقال أحمد: «ليس بشيء». وقال أبو احمد الحاكم: «في حديثه بعض المناكير». وقال أبو زرعة: «لين الحديث». وذكره الساجي في الضعفاء. وذكره الأزدي وقال: «منكر الحديث».
-وعن أبي عبيدة بن الجراح قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يزال هذا أمر أمتي قائماً بالقسط حتى يكون أول من يثلمه رجل من بني أمية يقال له: يزيد".
%ضعيف: رواه أبو يعلى (2
175): حدثنا الحكم بن موسى حدثنا يحيى بن حمزة عن هشام بن الغاز عن مكحول عن أبي عبيدة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يزال هذا الأمر قائما بالقسط حتى يثلمه رجل من بني أمية. أي بغير زيادة. ثم رواه بعد ذلك عن الحكم بن موسى حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن مكحول عن أبي عبيدة مرفوعاً، مع الزيادة. وكلاهما ضعيف فمكحول لم يلق أبا عبيدة، و الوليد (في الإسناد الثاني) كان يدلّس تدليس تسوية عن الأوزاعي. وأقر ابن حجر في "إتحاف الخيرة" بانقطاع السند.
¥