تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولست أعلم أنى استحصلوا لهم كل الأدوات للألحان والرغب حتى الكتاب الكبير والموسيقي لكي يخوضوا في فنه استكشاف مدرب.إلى أن قال: ينعون مركزهم في دست مجلسهم لاختلافات أهواء من الأرب.فهذه ثلثة أبيات من قصيدة واحدة لا يمكن استقامة وزنها أو تستقيم طباع ملفقها، وقس على ذلك سائر نظمه. فهو إذاً زجال لا شاعر فلا يجوز له ما يجوز للشعراء. وقد حان الآن أن نظهر جهله باللغة والصرف والنحو وغير ذلك ليعلم فيما قصده من تحدي القرآن أنه مجنون جنوناًُ مطبقاً ولكن لا بد لذلك من إيراد مقدمة لا تخلو من الفوائد لمن تعلق بأهداب الأدب ونظم في لغة العرب فنقول: [الجوائب، العدد 339].

لا يخفى أن العرب كانت قبائل وشعوباً كثيرة ولانتشارها وتفرقها في أقطار شاسعة كانت لهجة بعضها تخالف لهجة بعض كما نراه الآن في جميع الأمم. إذ لا يتأتي لأمة كبيرة متبوئة بسيطاً من الأرض أن يكون لها لهجة واحدة وكلام واحد، وإن تكن أمة متمدنة. ولهذا كان في العرب الفصيح و غير الفصيح، ولكن لا ينبغي أن نفهم من هذا أن غير الفصيح كان جامعاً لكل ما هو مذموم من اللغات، وإنما كان لكل قبيلة شيء منه على وجه الشذوذ فكان في ربيعة ومضر ((الكشكشة)) يجعلون بعد ((كاف)) الخطاب في المؤنث ((شيناً)) فيقولون: رايتكش وبكش وعليكش.فمنهم من يثبتها حالة الوقف فقط وهو الأشهر، ومنهم من يثبتها في الوصل أيضاً،ومنهم من يجعلها مكان ((الكاف)) ويكسرها في الوصل ويسكنها في الوصل، فيقول: منش وعليش ومن ذلك. ((الكسكسة)) وهي في ربيعة ومضر أيضاً يجعلون بعد ((الكاف)) أو مكانها في المذكر ((سينا)) على ما تقدم. وقصدوا بذلك الفرق بينهما. ومن ذلك ((العنعنة)) وهي في كثير من العرب في لغة قيس وتميم تجعل ((الهمزة)) المبدوء بها ((عيناً)) فيقولون: في إنك عنك، وفي أسلم عسلم، وفي إذن عذن. ومن ذلك ((الفحفحة)) في لغة هذيل يجعلون ((الحاء)) ((عيناً)) ومن ذلك ((الوكم)) في لغة ربيعة، وهم قوم من كلب يقولون عليكم وبكم حيث كان قبل الكاف ياء أو كسرة. ومن ذلك ((الوهم)) في لغة كلب يقولون منهم وعنهم وبينهم، وإن لم يكن فبل ((الهاء)) ياء ولا كسرة. ومن ذلك ((العجعجة)) في لغة قضاعة يجعلون ((الياء)) المشدودة ((جيماً)) يقولون في تميمي تميمج. ومن ذلك ((الاستنطاء)) في لغة سعد بن بكر وهذيل والأزد وقيس والأنصار تجعل ((العين)) الساكنة ((نوناً)) إذا جاورت ((الطاء)) كانطى في أعطى. ومن ذلك ((الوتم)) في لغة أيمن تجعل ((السين)) ثاء كالناث في الناس ومن ذلك ((الشنشنة)) في لغة اليمن أيضاً تجعل ((الكاف)) ((شيناً)) مطلقاً كلبيش اللهم لبيش، أي لبيك. ومن العرب من يجعل ((الكاف)) ((جيماً)) كالجعبة يريد ((الكعبة)) كما في المزهر، ولم يذكر قلب ((الحاء)) ((هاء)) كما في المدح و المده و المليح و المليه. وفي درة الغواص حكى الأصمعي أن معاوية قال يوماً لجلسائه: من أفصح الناس؟ فقام رجل من السماط (أي من الصف) وقال: قوم تباعدوا عن عنعنة تميم وتلتلة بهرا وكشكشة ربيعة وكسكسة بكر ليس فيهم غمغمة قضاعة ولا طمطمانية حمير فقال: من أولئك؟ قال: قومك يا أمير المؤمنين. قال الإمام الخفاجي في شرح الدرة في كامل المبرد قال معاوية يوماً: من أفصح الناس؟ فقام رجل من السماط فقال قوم تباعدوا عن فراتية العراق وتيامنوا عن كشكشة تميم وتياسروا عن كسكسة بكر ليس فيهم غمغمة قضاعة ولا طمطمانية حمير. فقال معاوية: من أولئك؟ قال قومي يا أمير المؤمنين. قال: من أنت؟ قال: رجل من جرم وجرم من أفصح الناس، اه. وهم من أيمن لكنهم جاوروا مضر. ثم قال: وبكر تتلف في الكسكسة فقوم منهم يبدلون من ((الكاف)) سيناًكما فعل التميميون في ((الشين))، وقوم منهم يثبتون حركة ((الكاف)) ويزيدون بعدها ((سيناً)). وبنو عمرو بن تميم إذا ذكروا ((كاف)) المؤنث ووقفوا عليها أبدلوا منها ((شيناً)) لقرب ((الشين)) من ((الكاف)) في المخرج لأنها مهموسة مثلها. فأرادوا البيان في الوقف لأن في ((الشين)) تفشياً و التي يدرجونها يدعونها ((كافاً)) وربما أبدلوا ((الكاف)) الأصلية المكسورة ((شيناً)) فقالوا في ((ديك)) ((دي)) كما قاله ابن السيد. وروى بدل قوله:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير