تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وبقي هذا النظر في ما وقع من الخطأ في عبارة ردّه. فمن ذلك قوله: ((كما يصحّ أن يقال مثلاً عظم جدّه وطال جهده. كذلك يصح أن يقال جادّة وجاهدة)). فقوله كذلك بعد قوله كما، زيادةٌ مخلّة وهي أشبه بالوجه القبيح المبرقع. لأن قولك مثلاً، ((كما تزورني كذلك أزورك)) يكون تقديره ((أزورك كما تزورني كذلك)) فتأمّله.

ومثل هذه العبارة قوله في كتابه سر الليال صفحة 11: ((وكما جاءت الهمزةُ بهذا المعنى كذلك جاء التشديد)). وقوله في صفحة 67 منه ((وكما أنه يتوهم في البعثقة زيادة ((العين ((كذلك يتوهم)). وفي صفحة 83: ((كما توافق المُبهم و المُصمَت كذلك جاء المُصمَت)) وهو كثيرٌ.

ومن ذلك قوله: ((ولا عجب من أن هذا المتبلتع يقول مثل [هذا] الكلام)). وهو أوضح من أن ينبَّه عليه ولعله غلط طبع إن كان يسلّم بأن صفاف الحروف يغلط.

ومن أغلاطه الفاضحة قوله (ولم يكن لي همّ سوى في إظهار أصل معاني الألفاظ)) إلى آخره. وهو من التراكيب الغريبة و لعله ناشئ عن شدّة التعمق في العلم، على أنه تجاوز الحدّ وأفرط. و الصواب أن يُقال: لم يكن لي همٌ في سوى إظهار. أو إلا في إظهار. لأن إقحام في ما بين سوى وما يليها وهما متضايفان خطأ قبيح كما قرّرت النحاة. والظاهر أنه يتوهم الحرفيّة في ((سوى)) فيجريها مجرى ((إلا)) وهو لا يفرق بينهما. وأنت ترى أنهم في كتبهم يفردون ((إلا)) في باب الاستثناء فيعطونها حكمها ثم ينتقلون إلى ((سوى)) و ((غير)) فيجعلونها في حكم آخر. وفي باب الإضافة يدرجون ((سوى)) و ((غير)) بين الأسماء الملازمة للإضافة. وفي كتب اللغة يفسّرون ((سوى)) بغير، وربما صرّحوا باسميتها أيضاً. على أن مراده في العبارة الحصر وإلا نصٌ فيه، بخلاف ((سوى)) كما لا يخفى، فعدوله إليها معيبٌ لفظاً ومعنى. قلت و مقتضى قوله هذا أنه كان مهتماً بإظهار أصل معاني الألفاظ فقط وترك سائر الأحكام لإغضاء المطالع وتساهله لو ترك لذلك سبيلاً. ومثل هذه العبارة قوله في سر الليال صفحة 13 (لم يكن له همّ سوى بمجرّد جمع الألفاظ)). وينبغي أن تنتبه هنا إلى أنه جرّ ما بعد ((سوى)) بالباء، وهناك جرّه بفي و التركيب في الموضعين واحد. وقوله في الساق على الساق صفحة 42: ((ما الفرق بينهم و بين البهائم سوى اللحى)). وفي هذا ما يغني عن أمثاله فقس عليه.

[في تخطئة اليازجي لكتاب الساق على الساق]

الجنان، السنة 2، الجزء 24 (15/ 12/1871) ص835 - 842

شبلي: الشدياق اليازجي، ص125 - 140

ومن أغلاطه في هذا الرد قوله: ((ما من شاعر قال شعراً إلا وأُخذ عليه)) والصواب إلا أخذ بترك ((الواو)) على مذهب الجمهور. وأقبح من زيادتها هنا زيادتها في قوله في الساق على الساق صفحة 213: ((ولا بد وأن يكون عنده كاتب)) ومثله قوله في صفحة 216 (ولا بد وأن يكون هناك شيء)). وفي صفحة 235: ((ولا بدَّ وأن يكون النثر أيضاً مثله)). وفي صفحة 237: ((فلا بدّ وأن يمشي معه اثنان)). وهذا أكثر من أن يُحصى. وشهد الله لو استعمل هذا أجهل الأغبياء لعُدّ منه قبيحاً.

ومن زياداته المخلة قوله في الساق على الساق صفحة 40: ((تنبّه الغافلين أن وراءها لقولاً شديداً)) فإقحام ((اللام)) على اسم ((إن)) هنا خطأ شنيع لأنها واقعة في موضع الجرّ بالأداة المحذوفة بعد تنبّه كما لا يخفى، وذلك يوجب فتح همزتها على أنها مفتوحة هناك بالرسم أيضاً. و ((اللام)) تقضي بتعليق العامل عنها لأنها من ذوات الصدر فالتبس الأمر واختلط. وعلى حدّه قوله في صفحة 214 منه: ((والذي يظهر لي أن في الهنات و الجليدات لضرراً عظيماً)) وهي واقعة في خبر المبتدأ. وأمثالها كثيرة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير