تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أيا مولى له عن ... مقام الفضل غيبة

أبن قول المحاجي ... يقول بئراً بطيبة.

وأنشد له مطلع قصيدة:

رعى الله ليلة وصل خلت ... خلوت بها وضجيعي القمر

صفت عن رقيب وعن عاذل ... فلم تك إلا كلمح البصر

وقد قصرت بعد طول النوى ... وما قصرت مع ذاك القصر

ومن محاسن قوله في عبد له اسمه فرج:

لكل ضيق إذا استبطأته فرج ... وكل ضيق أراه فهو من فرج

كان رحمه الله من الشيوخ الذين أخذ عنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن علي الملقب شهاب الدين بن شمس الدين بن نور الدين المعروف بالغنيمي الأنصاري الخزرجي الحنفي المصري.

قدم حلب برفقة الشيخ عبد الرؤوف اليعمري المصري الأزهري أحد شعراء مصر و نزلا بالمدرسة الشرفية.

وكان الشيخ نور الدين من أخص الناس، بالشيخ محمد بن أبي الحسن البكري، ولما ورد شيخ الإسلام الوالد (البدر الغزي ولد سنة 904 هـ ومات سنة 984 هـ) القاهرة، سنة اثنتين وخمسين وتسعمائة ذاهباً منها إلى الحج أضافه تلميذه الأستاذ محمد البكري، فاتفق للشيخ الوالد أنه اجتمع به في الضيافة الشيخ نور الدين العسيلي فجرى في المجلس ذكر الخادم للزركشي. فقال: الشيخ نور الدين اختصر بعضهم في كتاب سماه تحرير الخادم فأخذ يطنب في استحسان هذه التسمية قال شيخ الإسلام: وهي في الحقيقة تسمية حسنة، لكن عن على اللسان ما نظمته بديهة فقلت:

تعجب نور الدين من صنع بعضهم ... يلقب تصنيفاً بتحرير خادم

فقلت له لا حسن فيه لأنه ... بتحريره لا نفع فيه لعالم

فمع رقه استخدامه متحتم ... ومع عتقه استخدامه غير لازم

تأخرت وفاته عن وفاة الشيخ عبد الوهاب الشعراني رحمهما الله تعالى.

و الكلام السابق للنجم الغزي الدمشقي ولد سنة وعاش 84 سنة ومات سنة 1061هـ.

* الشيخ عثمان بن أحمد بن عثمان بن علي العسيلي الأروادي:

ولد و نشأ في جزيرة أرواد من ساحل الشام عام 1276هـ/1860م كان إمام أهل السنة و الجماعة والتي تعتبر طائفتها الوحيدة.

كان والده من كبار تجار أرواد في الوقت الذي كانت فيه أرواد هي المركز التجاري لجزء كبير من الساحل السوري و ما ورائه لأنها مجمع السفن.

و كان جده لأبيه من مشايخ الجزيرة و كذلك والد جده أما والدته فمن آل حمود الذين توارثوا العلم الشرعي و تتالوا على الدراسة في الجامع الأزهر و من هنا كان اتجاه الشيخ في طريق العلم تأثراً بمسلك أسرتيه الكريمتين.

حفظ القرآن الكريم في كتّاب أحد شيوخ جزيرة أرواد ثم أقبل على مبادئ العربية و العلوم الدينية يتلقاها على أحد أجداده لأمه من آل حمود و لما بلغ السن التي تساعده على الاغتراب ذهب إلى مصر ليلتحق بالأزهر الشريف ويأخذ العلم الشرعي على يد علمائه لكنه ما لبث عاد إلى أرواد بعد فترة ليست بالطويلة مع ثقل التبعات التي كان عليه أن يتحملها بعد وفاة والده الذي ترك له عائلة هو أكبر المسئولين فيها ومع ذلك لم يستطع الانصراف عن العلوم الشرعية التي استهوته و استقطبت مواهبه فمضى بمتابعتها بنشاط لم تلبث آثاره أن برزت في دروسه و خطبه و عمله في القضاء الشرعي و كان ذو ثقافة دينية و أدبية و تاريخية واسعة.

قضى الشيخ عثمان أحمد العسيلي معظم عمره المديد في ظل الخلافة الإسلامية العثمانية قبل أن تفاجئ أرواد ببعض قطع الأسطول الفرنسي سنة 1915م بقيادة أميرال الاحتلال (كرنديج دي فرنة) يحيط بها ولم يكن فيها أي قوة عسكرية وبعد حصار دام أشهر تفرض عليها سيطرتها وينزل الكومندان (ترابو) (أصبح في ما بعد حاكم بيروت وسمى فيها شارع باسم أرواد) من ظهر البارجة جان دارك حاكماً عليها وذلك بعد مفاوضات مع وجهاء الجزيرة وأقصد أعضاء المجلس البلدي و المختار و شيخ الجزيرة:

أعضاء المجلس البلدي: (عبد الله أحمد العسيلي - رئيس المجلس - و محمد عبد الرزاق سليمان - عضو - و حسين الجندي - عضو وكاتب -)، المختار: (محمد أحمد العسيلي)، شيخ الجزيرة: (عثمان أحمد العسيلي).

ثم لتتخذ منها فرنسا قاعدة انطلاق تغير منها على الساحل الذي ظل في قبضة الجيش العثماني حتى نهاية الحرب العالمية الأولى فكان أن أسست فيها دولة دعتها دولة أرواد فأصبحت كل معاملاتها تمهر بخاتم حكومة أرواد وأصدرت طوابع و جوازت سفر و بطاقات شخصية إلى أن ضُمت إلى سوريا بعد اكتمال احتلالها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير