رغم أهمية هذا الموضوع وخطره، فلم أقف إلا على عدد قليل من الكتب ممن أفرد هذه الكبائر بكتاب مستقل، إلا أن الكثير من العلماء قد ضمنوها كتبهم، فتجد ذكر الكبائر ضمن كتب الحديث، والعقيدة، وغيرها.
ومما وقفت عليه ممن أفرد الكبائر بتأليف مستقل ما يلي:
1 - كتاب الكبائر، للبرديجي.
وسيأتي الكلام عليه مفصلاً.
2 - كتاب الكبائر للذهبي.
وهو كتاب معروف ومشهور، وقد طبع عدة مرات.
3 - الكبائر، للعلائي.
ذكره ابن حجر الهيثمي في الزواجر 1/ 14، فقال: وقال شيخ الإسلام العلائي في قواعده:إنه صنف جزءاً جمع ما فيه نص صلى الله عليه وسلم فيه على أنه كبيرة.
ثم ذكر العلائي عدداً من الكبائر، وقال: فهذه الخمسة والعشرون هي مجموع ما جاء في الأحاديث منصوصاً عليه أنه كبيرة.
4 - الكبائر للديلمي.
ذكره ابن حجر الهيثمي في الزواجر 1/ 14، فقال: قال الديلمي من أصحابنا: وقد ذكرنا عددها في تأليف لنا باجتهادنا، فزادت على أربعين كبيرة.
5 - كتاب الزواجر عن اقتراف الكبائر، لابن حجر الهيثمي.
وهو أيضاً مطبوع عدة مرات، ولعله من أوسع الكتب المؤلفة في هذا الموضوع.
6 - كتاب الكبائر، للشيخ محمد بن عبدالوهاب.
وهو كتاب مشهور، وقد طبع عدة طبعات أيضاً.
7 - العمدة بتمييز الكبائر، لأحمد الشريف البرقاوي.
وهو مطبوع، وصدر عن دار الأرقم بالكويت، عام 1405ه.
8 - الكبيرة والمذاهب فيه، تأليف حاسي كوتا.
وهو رسالة ماجستير، بجامعة أم القرى، كلية الشريعة، عام 1401ه.
هذا بعض ما وقفت عليه من الكتب المفردة في موضوع الكبائر، إلا أنه كما قدمت قد تكلم عنه عدد من الأئمة في ثنايا كتبهم.
ومن أوسع ما وجدته ما يلي:
الإمام ابن منده في كتابه الإيمان 2/ 544، وما بعدها.
والإمام اللالكائي في كتابه شرح اعتقاد أصول أهل السنة 6/ 1103، وما بعدها.
والإمام ابن القيم في إعلام الموقعين 4/ 401. وقد اقتصر على تعداد الكبائر فقط.
وكذا تكلم عنها في الجواب الكافي ص186، وما بعدها.
والإمام ابن النحاس في كتابه تنبيه الغافلين ص119، وما بعدها.
وقد ذكر أنه استدرك كثيراً من الكبائر مما أغفله الذهبي وابن القيم.
وانظر أيضاً المراجع المتقدمة في تعريف الكبيرة.
ترجمة موجزة للمؤلف
اسمه ونسبه ومولده:
هو: الحافظ أبو بكر أحمد بن هارون بن رَوح البَرْدِيجي، البَرْذَعي، النيسابوري، نزيل بغداد.
ولد بعد الثلاثين ومائتين، أو قبلها.
شيوخه:
سمع الحافظ البرديجي من الكثير من الشيوخ، ولا عجب في ذلك، فهو قد رحل إلى بلدان كثيرة، ومن الطبيعي كثرة شيوخه مع تعدد رحلاته.
وقد ذكر له مترجموه عدداً من الشيوخ، وسأكتفي بذكر بعضهم مراعاة للاختصار، ولأن استيعابهم مما ليس من مقصدنا هنا.
فمن أشهر شيوخه:
أبو زرعة عبيدالله بن عبدالكريم الرازي، محمد بن إسحاق الصَّغاني، محمد بن عبدالملك الدَّقيقي، محمد بن يحيى الذهلي، نصر بن علي الجَهْضَمي، هارون بن إسحاق الهمداني، أبو سعيد الأشج، وغيرهم.
تلاميذه:
كما ذكر له مترجموه عدداً من التلاميذ، فمن أشهرهم:
أبو عمرو أحمد بن المبارك المُسْتَملي، جعفر بن أحمد بن سنان القطان، أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، أبو أحمد عبدالله بن عدي الجرجاني، عبدالله بن محمد بن عمران المعدل، علي بن محمد بن لؤلؤ الوراق، وغيرهم.
طلبه للعلم، ورحلاته العلمية:
كان الإمام البرديجي - رحمه الله - حريصاً على طلب العلم، جاداً في تحصيله، ولا أدل على ذلك من أنه قد رحل في طلب العلم في سن مبكرة.
يدلّ على ذلك ما أورده الحاكم في تاريخه قال: قرأت بخط أبي علي المُستملي سماعه من أحمد بن هارون البردعي الحافظ في مسجد محمد بن يحيى - يعني الذهلي - في صفر، سنة خمس وخمسين ومائتين.
وتقدم أنه قد ولد حوالي سنة ثلاثين ومائتين.
ويدل على حرصه أيضاً كثرة البلدان التي سمع فيها.
قال الذهبي بعد أن ذكر معظم شيوخه: وطبقتهم بالشام، والحرمين، والعَجَم، ومصر، والعراق، والجزيرة.
وقال ابن العديم: وهو حافظ معروف رحل وطاف.
وهذا ما جعل البرديجي يبلغ مكانة عالية، ويحرص العلماء على السماع والاستفادة منه، سواء كانوا من شيوخه أو تلامذته.
قال الحاكم في تاريخه: ورد نيسابور على محمد بن يحيى الذهلي، فاستفاد وأفاد، وكتب عنه مشايخنا في ذلك العصر، ولا أعرف إماماً من أئمة عصره في الآفاق إلا وله عليه انتخاب يُستفاد.
¥