وإذا رواه بالمعنى فليأت بما يشعر بذلك فيقول عقب الحديث: أو كما قال أو نحوه, كما في حديث أنس رضي الله عنه في قصة الأعرابي الذي بال في المسجد قال: ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه فقال له: إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر, إنما هي لذكر الله عز وجل والصلاة وقراءة القرآن, أو كما قال صلى الله عليه وسلم وكما في حديث معاوية ابن الحكم- وقد تكلم في الصلاة لا يدري- فلما صلى النبي صلى الله عليه وسلم قال له: إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
الموضوع:
أ -تعريفه ب- حكمه جـ- ما يعرف به الوضع د- طائفة من الأحاديث الموضوعة وبعض الكتب المؤلفة فيها هـ- طائفة من الوضاعين.
أ -الموضوع: الحديث المكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم.
ب -وهو المردود ولا يجوز ذكره إلا مقروناً ببيان وضعه للتحذير منه لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكذابين. رواه مسلم.
ت -ويعرف الوضع بأمور منها:
1 - إقرار الواضع به.
2 - مخالفة الحديث للعقل مثل ان يتضمن جمعا بين النقيضين أو إثبات وجود مستحيل أو نقض وجود واجب وغيره.
3 - مخالفته للمعلوم بالضرورة من الدين مثل أن يتضمن إسقاط ركن من أركان الإسلام أو تحليل الربا ونحوه أو تحديد وقت قيام الساعة أو جواز إرسال نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم ونحو ذلك.
د -والأحاديث الموضوعة كثيرة منها:
1 - أحاديث في زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم.
2 - أحاديث في فضائل شهر رجب ومزية الصلاة فيه
3 - أحاديث في حياة الخضر صاحب موسى عليه الصلاة والسلام وأنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وحضر دفنه.
4 - أحاديث في أبواب مختلفة نذكر منها ما يلي:
أحبوا العرب لثلاث: لأني عربي والقرآن عربي ولسان أهل الجنة عربي- اختلاف أمتي رحمة- اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كانك تموت غدا- حب الدنيا رأس كل خطيئة- حب الوطن من الإيمان- خير الإسماء ما حمد وعبد- نهى عن بيع وشرط- يوم صومكم يوم نحركم.
وقد ألف كثير من أهل الحديث في بيان الأحاديث الموضوعة دفاعا عن السنة وتحذيرا للأمة مثل:
1 - الموضوعات الكبرى لابن الجوزي توفي سنة 597 هـ لكنه لم يستوعبها وأدخل فيها ماليس منها.
2 - الفوائد المجموعة في الأحاديث المضوعة للشوكاني توفي سنة 1250 هـ وفيها تساهل بإدخال ما ليس بموضوع.
3 - تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة لابن عراق توفي سنة 963هـ وهو من أجمع ما كتب فيها.
هـ-والوضاعون كثيرون ومن أكابرهم المشهورين:
إسحاق بن نجيح الملطي- مأمون بن أحمد الهروي – محمد بن السائب الكلبي- المغيرة بن سعيد الكوفي- مقاتل ابن أبي سليمان- الواقدي- ابن أبي يحيى.
وهم أصناف فمنهم:
1 - الزنادقة الذين يريدون إفساد عقيدة المسلمين وتشويه الإسلام وتغيير أحكامه: مثل محمد بن سعيد المصلوب الذي قتله أبو جعفر المنصور, وضع حديثا عن أنس مروفوعا: أنا خاتم النبيين لا نبي بعدي إلا أن يشاء الله, ومثل عبد الكريم بن أبي العوجاء الذي قتله أحد الأمراء العباسيين في البصرة وقال حين قدم للقتل: لقد وضعت فيكم أربعة آلاف حديث أحرم فيها الحلال وأحلل فيها الحرام.
وقد قيل: إن الزنادقة وضعوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة عشر ألف حديث.
2 - المتزلفون إلى الخلفاء والأمراء: مثل غياث بن إبراهيم دخل على المهدي وهو يلعب بالحمام فقيل له: حدث أمير المؤمنين فساق سندا وضع به حديث على النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا سبق إلا في خف أو نصل أو حافر أو جناح فقال المهدي: أنا حملته على ذلك ثم ترك الحمام وأمر بذبحها.
3 - المتزلفون إلى العامة بذكر الغرائب ترغيبا أو ترهيبا أو التماسا لمال أو جاه: مثل القصاص الذين يتكلمون في المساجد والمجتمعات بما يثير الدهشة من غرائب.
¥