نقل عن أحمد بن حنبل يحيى بن معين أنهما صليا في مسجد الرصافة فقام قاص يقص فقال: حدثنا أحمد بن حنبل ويحيى ابن معين ثم ساق سندا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من قال لا إله إلا الله خلق الله له من كل كلمة طيرا منقاره من ذهب وريشه من مرجان وذكر قصة طويلة, فلما فرغ من قصصه وأخذ العطيات أشار إليه يحيى بيده فأقبل متوهما لنوال فقال له يحيى: من حدثك بهذا الحديث قال: أحمد بن حنبل ويحيى ابن معين فقال: أنا يحيى بن معين وهذا أحمد بن حنبل ماسمعنا بهذا قط في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال القاص: لم أزل أسمع أن يحيى بن معين أحمق ما تحققت هذا إلا هذه الساعة كأن ليس فيها يحيى بن معين وأحمدبن حنبل غيركما! لقد كتبت عن سبعة عشر أحمد ويحيى بن معين فوضع أحمد كمه على وجهه وقال: دعه يقوم فقام كالمستهزئ بهما.
4 - المتحمسون للدين يضعون أحاديث في فضائل الإسلام وما يتصل فيه وفي الزهد في الدنيا ونحو ذلك لقصد إقبال الناس على الدين وزهدهم في الدنيا: مثل أبي عصمة نوح بن أبي مريم قاضي مرو, وضع حديثا في فضائل سور القرآن سورة سورة وقال: إني رأيت الناس أعرضوا عن القرآن واشتغلوا بفقه أبي حنيفة ومغازي ابن إسحاق يعني فوضع ذلك.
5 - المتعصبون لمذهب أو طريقة أو بلد أو متبوع أو قبيلة يضعون أحاديث في فضائل ما تعصبوا له والثناء عليه: مثل ميسرة بن عبد ربه الذي أقر أنه وضع على النبي صلى الله عليه وسلم سبعين حديثا في فضائل علي رضي الله عنه.
الجرح والتعديل:
الجرح:
أ -تعريفه
ب -أقسامه
ج-مراتبه
د-شروط قبوله.
أ- الجرح: أن يذكر الراوي بما يوجب رد روايته من إثبات صفة رد أو نفي صفة قبول مثل أن يقال:
هو كذاب أو فاسق أو ضعيف أو ليس بثقة أو لا يغتبر أو لا يكتب حديثه.
ب-وينقسم إلى قسمين مطلق ومقيد:
فالمطلق: أن يذكر الراوي بالجرح بدون تقييد فيكون قادحا فيه بكل حال.
والمقيد: أن يذكر الراوي بالجرح بالنسبة لشيء معين من شيخ أو طائفة أو نحو ذلك فيكون قادحا فيه بالنسبة إلى ذلك الشيء المعين دون غيره.
مثاله: قول ابن حجر في التقريب في زيد بن الحباب: (وقد روي عنه مسلم) صدوق يخطىء في حديث الثوري فيكون ضعيفا في حديثه عن الثوري دون غيره, وقول صاحب الخلاصة في إسماعيل بن عياش: وثقه أحمد وابن معين والبخاري في أهل الشام وضعفوه في الحجازيين فيكون ضعيفا في حديثه عن الجحازيين دون أهل الشام, ومثل ذلك إذا قيل هو ضعيف في أحاديث الصفات مثلا فلا يكون ضعيفا في رواية غيرها.
لكن إذا كان المقصود بتقييد الجرح دفع دعوى توثيقه في ذلك المقيد لم يمنع أن يكون ضعيفا في غيره أيضا.
ج-وللجرح مراتب:
أعلاها: ما دل على بلوغ الغاية فيه: مثل أكذب الناس أو ركن الكذب.
ثم مادل على المبالغة مثل: كذاب ووضاع ودجال.
وأسهلها لين أو سيء الحفظ أو فيه مقال.
وبين ذلك مراتب معلومة.
د- ويشترط لقبول الجرح شروط خمسة:
1 - أن يكون من عدل فلا يقبل من فاسق.
2 - أن يكون من متيقظ فلا يقبل من مغفل.
3 - أن يكون من عارف بأسبابه فلا يقبل ممن لا يعرف القوادح.
4 - أن يبين سبب الجرح فلا يقبل الجرح المبهم مثل أن يقتصر على قوله: ضعيف أو يرد حديثه حتى يبين سبب ذلك لأنه قد يجرحه بسبب لا يقتضي الجرح, هذا هو المشهور واختار ابن حجر رحمه الله قبول الجرح المبهم إلا فيمن علمت عدالته فلا يقبل جرحه إلا ببيان السبب.
وهذا هو القول الراجح لا سيما إذا كان الجارح من أئمة هذا الشأن.
5 - ان لا يكون واقعا على من تواترت عدالته واشتهرت إمامته كنافع وشعبة ومالك والبخاري فلا يقبل الجرح في هؤلاء وأمثالهم.
التعديل:
أ -تعريفه. ب- أقسامه ج- مراتبه. د- شروط قبوله.
أ -التعديل أن يذكر الراوي بما يوجب قبول روايته من إثبات صفة قبول أو نفي صفة رد, مثل ان يقال: هو ثقة أو ثبت أو لا بأس به أو لا يرد حديثه.
ب -وينقسم إلى قسمين مطلق ومقيد:
1.فالمطلق: أن يذكر الراوي بالتعديل بدون تقييد فيكون توثيقا له بكل حال.
2.والمقيد: أن يذكر الراوي بالتعديل بالنسبة لشيء معين من شيخ أو طائفة أو نحو ذلك فيكون توثيقا له بالنسبة إلى ذلك الشيء المعين دون غيره.
¥