تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ما معنى قول ابن حبان: (شيخ)]

ـ[البخاري]ــــــــ[15 - 12 - 02, 06:31 ص]ـ

ا معنى قول ابن حبان: (شيخ)

هل هي تعديل أو تجهيل او جرح

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[15 - 12 - 02, 09:46 ص]ـ

ظاهر صنيعه أنه قد يقصد به الصلاح في الدين أو نحوها بحسب السياق، لأنه وصف به عددا من الرواة في الثقات، ووصف به عددا من الرواة في المجروحين، ووصف به عددا من الرواة في الصحيح، ويختلف إذا أفردها.

ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[15 - 12 - 02, 11:56 ص]ـ

أبو حاتم و أبو زرعة يقولان شيخ فيمن قل حديثه، و لم يرو عنه إلا القليل، و يطلقها الرازيان على الرواة مجردة عن وصف آخر، فيقولان: فلان شيخ، و يطلقانها مقرونة بوصف الثقة و الضعف و غيرهما، فتجدهم يقولان: شيخ ثقة و شيخ ضعيف و شيخ لا بأس به، و هكذا ..

و الذي يظهر أن كلمة شيخ مجردة عن الوصف من أدنى درجات التعديل، التي لا تخول لنا الاحتجاج بخبر من قيل فيه هذا الوصف (شيخ) إن كان ما رواه مما لا يحتمل، كالتفرد عمن يجمع حديثه أو التفرد بأصل، لكن في باب الأثر فالأظهر الأخذ بما رواه ما لم يخالف.

و لذا قال ابن أبي حاتم في درجات الرواة:

وإذا قيل شيخ فهو بالمنزلة الثالثه يكتب حديثه وينظر فيه إلا أنه دون الثانية وإذا قيل صالح الحديث فإنه يكتب حديثه للاعتبار (الجرح 2/ 37)

و قد تتبعت جميع من قال فيهم الرازيان في الجرح و علل الحديث (شيخ 0 و قمت بدراستها قديما في كتاب خاص، ليس تحت يدي الآن.

و هذا الذهبي يقول في الميزان (ولم اتعرض لذكر من قيل فيه محله الصدق ولا من قيل فيه لا باس به ولا من قيل هو صالح الحديث او يكتب حديثه او هو شيخ فان هذا وشبهه يدل على عدم الضعف المطلق)

و هي تطلق كما قدمت على غير المكثرين من الرواية، الذين لا يتبين للناقد حاله من خلالها لقلتها، أو يكون مكثرا في بلده لكن الناقد لم يبلغه منها إلا القليل أو لم يعلم له من الرواة إلا القليل، و مثل هذا الصنف ما تجد قول أبي حاتم أو أبي زرعة فيه (شيخ) و لا يذكر له إلا راويا أو راويين أو ثلاثة و نحوها فيعقب ابنه عليه بقوله (روى عنه فلان و فلا ن) و يذكر جماعة ثم يقول: محله الصدق أو نحوها.

و انظر إلى مثال نفيس كنت وقفت عليه أثناء التتبع للكلمة، قال في الجرح (8/ 222)

(سألت أبى وأبا زرعة عن مغيرة بن زياد فقالا شيخ قلت يحتج بحديثه قالا لا وقال أبى هو صالح صدوق ليس بذاك بذاك القوى بابة مجالد وأدخله البخاري في كتاب الضعفاء فسمعت أبى يقول يحول اسمه من كتاب الضعفاء)

فانظر كيف قالا عنه شيخ، و مع هذا سأل عن الاحتجاج به فقال لا و عقب أبو حاتم حكمه الأول (شيخ) بقوله (صالح صدوق ليس بذاك بذاك القوى) و أنكر إدخاله الضعفاء، فهو ليس ضعيفا،

أما في كلام غيرهما، و تطلق عندهم بمعناها اللغوي 0 الراوي الكبير سنا أو الطاعن في السن) و تطلق على الرجل المتقدم الطبقة الذي أدرك الكبار من الطبقة التي قبله، و من هذا قول الخليلي في الارشاد (وسمع منه الشيوخ والكهول الذين لقيتهم) ففرق بينهما من جهة السن، و قال قبلها: (وسمع من بعدهم وشيوخ الري صاحب غرائب روى عنه الكهول الذين لقيتهم بالري) (2/ 764)

و قال أيضا (والذي عليه حفاظ الحديث الشاذ ما ليس له الا اسناد واحد يشذ بذلك شيخ ثقة كان او غير ثقة فما كان عن غير ثقة فمتروك لا يقبل وما كان عن ثقة يتوقف فيه) فالذي يظهر في قوله شيخ ثقة هو من قل حديثه و لم يصل إلى درجة الرواة المشاهير الحفاظ أصحاب، فهو ثقة مقل، تفرده بالحديث موضع نظر و توقف، و ليس مردودا بإطلاق، و هذا بعض معنى ما سبق في قول الرازيين.

و يطلقه بعضهم بمعنى راو من الرواة الذين روى عنهم، فيقولون و شيوخه فلان و فلان.

و الذي يظهر لي أن ابن حبان يريد به أنه مقل من الرواية و لذا تجده في المجروحين يقول: شيخ دجال يضع الحديث و غيرها مما يدل على أن الوصف عنده خاص بالرواية كما هو عند المتقدمين، كما نص ابن أبي حاتم في تقدمة الجرح.

ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[15 - 12 - 02, 12:05 م]ـ

و مما يدلك على الذي ذكرنا أن هذا تنصيص ابن القطان على معناها، قال رحمه الله (فأما قول أبي حاتم شيخ فليس بتعريف بشيء من حاله إلا أنه مقل، ليس من أهل العلم، و إنما وقعت له رواية أخذت عنه) بيان الوهم 4/ 627)

قلت: و كنت قد توصلت إلى هذه النتيجة بفضل الله لما تتبعت الرواة من الجرح و العلل وقمت بدراسة حالهم فوصلت إلى أن المراد قلة الحديث مع عدالة الراوي و تحسين من حاله لا يرقى للاحتجاج بخبره.

و انظر قول ابن القطان (و إنما وقعت له رواية أخذت عنه) فهذا تأكيد لقولنا مقل الحديث، و الحفاظ من كان هذا شأنه يتحرزون من تفرده.

و لذا قال ابن القطان لما تكلم عن حديث في بيان الوهم قا ل: (فإنه من الأفراد التي لا تقبل إلا من الثقات المشهورين .. ) (4/ 383)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير