تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ابن القطان من خلال الوهم والإيهام]

ـ[ابن عبد الوهاب السالمى]ــــــــ[27 - 04 - 03, 12:14 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

[ابن القطان من خلال الوهم والإيهام]

- التعريف بابن القطان:

في كتاب ((نصب الراية لأحاديث الهداية)) للحافظ جمال الدين الزيلعي المتوفى سنة 762:

(( .. وروى الدارقطني والبيهقي في سننيهما من حديث الحسين بن نصر المؤدب عن سلام بن سليمان .. حديث: ((اجعلوا أئمتكم خياركم)) قال البيهقي: إسناده ضعيف. اه؛ وقال ابن القطان في كتابه: ((وحسين بن نصر لا يعرف)) [1]

وفي ((التلخيص الحبير)) للحافظ ابن حجر أثناء الكلام على طريق حديث الوضوء من بئر بضاعة:

" وأعله ابن القطان بجهالة راويه عن أبي سعيد؛ واختلاف الرواة في اسمه واسم أبيه؛ قال ابن القطان: وله طريق أحسن من هذه .. " [2]

وفي ((ميزان الاعتدال في نقد الرجال)) للحافظ الذهبي:

((جعفر بن إياس (ع) أبو البشر الواسطي أحد الثقاة. . . وقال أبو حاتم وغيره: ثقة؛ وقال ابن القطان: كان شعبة يضعف حديث أبي البشر عن مجاهد؛ وقال:لم يسمع منه شيئا)) [3]

هكذا يجد المتتبع لكتب الحديث والرجال؛ عشرات من مثل هذه النقول عن ابن القطان في التصحيح والتضعيف والتعليل والتجريح والتعديل؛ والملاحظ أن أغلب آرائه تكون وأحكامه تكون مسلمة من النقاد؛ وفي بعض الأحيان يمكن العثور على مناقشات لكلامه؛ وأخد ورد حسب أصول الفن وقواعده.

فمن هو ابن القطان؟

1 - مولده ووفاته:

هو أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الملك بن يحيى بن محمد بن إبراهيم بن خلصة بن سماحة؛ الحميري؛ الكتامي الأصل؛ الفاسي المولد والمنشأ نزيل مراكش؛ المعروف بابن القطان.

وقد ذكر من ترجمه كابن الزبير وابن القاضي؛ وأحمد بابا؛ أن أصل أجداده من قرطبة بالأندلس [4] ولم يشر ابن الأبار ولا ابن عبد الملك اللا أصله الأندلسي؛بل ذكراه في الغرباء الزائرين؛ وقال عنه ابن عبد الملك: "فاسي سكن مراكش "

ولد أبو الحسن بفاس فجر يوم عيد الأضحى سنة اثنتين وستين وخمسمائة 562. قال ابن عبد الملك " وكانت وفاته بين العشائين من الليلة التي أهل فيها هلال ربيع الأول من سنة 628 ودفن بالركن الواصل بين الصحنين الشمالي والغربي من الزنقة لصق الجامع الأعظم بسجلماسة؛ وقبره معروف هناك إلى للآن "

2 - نشأته وانتقاله من فاس إلى مراكش:

لا شك أن ابن القطان نشأ بفاس؛ وبها تلقى علومه الأولى؛ ولم ينتقل إلى مراكش إلا بعد أن جاوز العشرين من عمره؛ غير أن المصادر لا تذكر شيئا عن نشأته الأولى بفاس؛ولا عن آبائه؛ ولا عن دراسته؛ ولا عن تاريخ مغادرته لمدينة فاس.

علم الحديث على عهد الموحدين

من المعروف أن دولة الموحدين قامت على أساس تغيير ما كان مألوفا في وقت المرابطين من نظم وتقاليد؛ ومذهب وفكر ونظر؛ ولم تتفق الدولتان إلا على بعض الأشياء؛ منها تكريم العلماء خاصة الوافدين منهم؛ إلا أن تكريم المرابطين لغير الفقهاء كان سياسيا فقط؛ أي يقتضيه مظهر الدولة وفخامتها. أما الاعتبار الأول عندهم فهو لفقهاء الفروع على مذهب الإمام مالك؛ كما يقول صاحب ((المعجب)) [5] عن علي بن يوسف بن تاشفين: " ولم يكن يقرب من أمير المسلمين ويحظى عنده إلا من علم الفروع أعني فروع مذهب مالك فنفقت في ذلك الزمان كتب المذهب وعمل بمقتضاها ونبذ ما سواها حتى نسي النظر إلى كتاب الله وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .. "

فكان لازما أن تغير هذه الحال في دولة الموحدين باعتبار ما قامت على أساسه من قلب الأوضاع.

والذي يعنينا بالذات؛ هو المقابلة بين الفقه والحديث؛ فما كان يحظى به الفقهاء عند المرابطين أصبح من نصيب المحدثين في بلاط الموحدين؛ إذ كان مبدؤهم هو أخذ الأحكام من الكتاب والسنة؛ ولذلك باعدوا فقهاء الفروع وأحرقوا كتب الفقه المالكي كما هو معروف ومستفيض؛ وقربوا المحدثين وأمروهم بتأليف الكتب في الحديث ليستعاض بها عن كتب الفقه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير