تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[(درجة حديث الصدوق ومن في مرتبته) للدكتور عبدالعزيز التخيفي]

ـ[ابن معين]ــــــــ[16 - 12 - 02, 11:02 م]ـ

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لانبي بعده، وبعد:

فقد وقفت _ بحمد الله تعالى _على بحث نفيس لشيخنا الدكتور عبدالعزيز التخيفي _ متعه الله بالصحة _، وهو ممن يجل كلام الأئمة المتقدمين في علم الحديث ويدعوا إلى منهجهم، وقد استفاد من علمه كثير من طلبة العلم كفضيلة الشيخ عبدالله السعد، وقد استفدت بحمد الله منه في دراستنا عليه في السنة المنهجية، نفع الله به الإسلام والمسلمين.

وقد أجاد فضيلة الشيخ عبدالعزيز التخيفي في هذا البحث وأفاد، وعنوانه (درجة حديث الصدوق ومن في مرتبته) وأظن بحثه هذا مستل من رسالته للدكتوراة وهي (دراسة الرواة المتكلم فيهم من رجال تقريب التهذيب) نوقشت عام 1405هـ.

وقد وقفت على هذا البحث من عدة سنوات وأحببت نشره في هذا الوقت للفائدة، خاصة بعد أن رأيت في مقالات بعض الإخوة الأفاضل أنهم قد ذهبوا إلى عدم الاحتجاج بحديث من وصف بأنه (صدوق) ونحوها من العبارات!.

والآن إلى البحث:

............ درجة حديث الصدوق ومن في مرتبته ......

............ للدكتور عبدالعزيز بن سعد التخيفي ........

من الألفاظ التي ترد على ألسنة الأئمة النقاد قولهم عن الراوي (صدوق).

وظاهر هذه الكلمة أن الموصوف بها متصف بالصدق في قوله، وورودها بصيغة المبالغة مشعر بتمام ضبطه لما يحدث به.

وإذا كان حال هذا الراوي على هذا الوصف، فهل هذا مستفاد من أصل هذه الكلمة واستعمال الشارع لها في خطابه، أو من حيث الاصطلاح السائر بين أهل العلم من المحدثين.

في هذا البحث سأتحدث عن هذه المسألة من خلال النقاط التالية:

أولاً: بيان المراد من كلمة صدوق من حيث اللغة، ومن حيث ورود استعمالها في القرآن الكريم والسنة النبوية.

ثانياً: موضع كلمة صدوق وما في حكمها ضمن مراتب التعديل.

ثالثاً: قول أهل العلم في الاحتجاج بحديث الصدوق ومن كان في درجته.

رابعاً: بيان القول الراجح في هذه المسألة.

خامساً: نتيجة هذا البحث.

سادساً: ملحق حول قولههم عن الراوي (صدوق له أوهام) أو (صدوق يهم).

يتبع غداً إن شاء الله.

ـ[ابن معين]ــــــــ[17 - 12 - 02, 02:41 م]ـ

أولاً: من المعروف لغة أن الصدق ضد الكذب.

وقد ورد في القرآن الكريم استعمال مادة (صدق) في مواضيع عدة بمثل هذه الصيغ: صدّق، وصادق، والصدِّيق، ومُصَدِّق.

كما في قوله تعالى: (بل جاء بالحق وصدّق المرسلين)، وفي سورة مريم قوله سبحانه وتعالى عن إسماعيل عليه السلام: (إنه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبياً).

وجاء وصف يوسف عليه السلام بالصديق: (يوسف أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات سمان). وأخبر سبحانه وتعالى عن عيسى عليه السلام بقوله: (ومصدقاً لما بين يدي من التوراة).

وأما صيغة صدوق بخصوصها فلم أقف عليها في القرآن الكريم.

وأما في السنة النبوية فقد ورد استعمال مادة (صَدَقَ) في نصوص كثيرة منها ما ورد في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة قال:

(سمعت الصادق المصدوق يقول: هلكة أمتي على يد غلمة من قريش)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (أثبت أحد فإن عليك نبي أو صديق وشهيدان).

وفي حديث أبي سعيد الخدري مرفوعاً: (التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء).

وفي حديث عبدالله بن عمرو بن العاص قال: قيل يا رسول الله: أي الناس أفضل؟ قال: كل مخموم القلب صدوق اللسان). وقد فسر قوله (مخموم القلب) بأنه النقي التقي الذي سلمت طويته من الضغائن والإحن.

وقد قال الراغب الأصفهاني: (الصدق مطابقة القول الضمير والمخبر عنه معاً، ومتى انخرم شرط من ذلك لم يكن صدقاً تاماً).

وهذا يدل على أنه إذا وصف الشخص بأنه صادق في قوله فيلزم من ذلك أن يكون حافظاً لحديثه.

فإذا وصف بذلك على سبيل المبالغة (صدوق) أفاد ذلك قوة حفظ لما يخبر به.

ثانياً: اتفق المصنفون في مراتب الجرح والتعديل _ فيما رأيته من المصادر والمراجع _ على أن عبارة صدوق وما يماثلها من ألفاظ التعديل، ثم تنوع اجتهادهم في موضعها في سلم ألفاظ التعديل.

فعلى سبيل المثال نجد أن الإمام الحافظ عبدالرحمن بن أبي حاتم جعلها في المرتبة الثانية من مراتب التعديل.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير