تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[فائدة عن تساهل الإمام الدارقطني وتشدده]

ـ[أبو يوسف السبيعي]ــــــــ[29 - 09 - 03, 09:22 ص]ـ

قال المناوي في فيض القدير: (رأيت في كلام الذهبي ما يشير إلى أنه يتساهل في الرجال فإنه قال مرة: الدارقطني مجمع الحشرات، وقال أخرى لما نقل عن ابن الجوزي في حديث أعله الدارقطني: إنه لا يقبل تضعيفه حتى يبيين سببه ما نصه: هذا يدل على هوى ابن الجوزي وقلة علمه بالدارقطني، فإنه لا يضعف إلا من لا طب فيه انتهى، ... ).

قلت: عبارة الذهبي الثانية موجودة في تنقيح التحقيق لابن عبدالهادي 2/ 888، فهل في هذه النسبة خطأ، أم يكون الذهبي استفاد من عبارة ابن عبد الهادي، الله أعلم.

والعبارة الأولى لم أقف عليها، وأخشى أن يكون وقع فيها تصحيف، أو يكون لها سياق يفسرها فإنها مشكلة، ومظننتها كتاب تنقيح التحقيق للذهبي لكنه ليس عندي.

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[29 - 09 - 03, 10:30 ص]ـ

كلام الذهبي هو: سنن الدراقطني مجمع المنكرات. أي أن أمير المؤمنين الدارقطني (كما أسماه الذهبي) قد صنف سننه ليس كباقي السنن وإنما ليشير إلى الروايات الفقهية المعلولة. فهو لا يقصد -والعياذ بالله- ذم الدارقطني، بل يقصد بيان السبب الذي ألف الدراقطني سننه من أجله.

الدراقطني وصفه الذهبي في الموقظة بأنه يتساهل أحياناً، وأراه يقصد تساهله في توثيق المستورين، وباقي ذلك فالدارقطني يعتبر معتدلاً. هذا والله أعلم.

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[29 - 09 - 03, 12:18 م]ـ

الأخ الفاضل أبو يوسف السبيعي وفقه الله

أحسنت في سياق هذه الفائدة عن المناوي في نقله عن الذهبي

فالعبارة الثانية كونها موجودة في تنقيح التحقيق لابن عبدالهادي ونقلت عن الذهبي فاحتمال كون ابن عبدالهادي أخذها من الذهبي هو الأقرب، لأن الذهبي شيخ ابن عبدالهادي وإن كان توفي قبله.

وأما العبارة الأولى فقد نبه إلى كونها تصحيف عبدالفتاح أبو غدة في رسالته (السنة النبوية وبيان مدلولها الشرعي والتعريف بحال سنن الدارقطني) ص 29 - 30

حيث قال (وقال الحافظ الذهبي في شأن ((سنن الدارقطني) 9 هي (مجمع المنكرات)) انتهى من (فيض القدير بشرح الجامع الصغير) للمناوي، ووقعت فيه هذه الكلمة محرفة إلى (مجمع الحشرات)! وفهم منها المناوي فهما خاطئا، ولعله مبني على هذا التحريف، فإنه كان يتساهل في الرجال، فإنه قال مرة -كتاب- الدارقطني مجمع الحشرات)) انتهى وهو تحريف عن المنكرات كما أسلفت ذكره) انتهى كلام أبي غدة.

وظاهر النقل عن الذهبي أنه عام في كلام الدارقطني في الرجال وليس بخاص في السنن، فقد وهم أبو غدة في تخصيصه لهذا الكلام بالسنن، وأيضا لم يذكر دليلا على التصحيف، فيحتاج لها مزيد من البحث، والله أعلم.

ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[29 - 09 - 03, 01:17 م]ـ

الشيخ المبجل عبد الرحمن الفقيه .. سدده الله ...

مجمع الحشرات، لا ريب أنه مصحف، والدليل إن لم يكن (هيئة الكلمة)

عند القراءة، والتي يرى فيها التشابه والالتباس، فإن الدليل الواضح

هو: أن هذه الكلمة أجنبية في السباق، بل ليست من قاموس الذهبي

جزما، فما علاقة الحشرات بكتاب السنن للدارقطني، وهل يليق أن نصف

ما في السنن (حتى ولو ضعف سنده أو كان منكرا) أنه حشرات؟؟؟!!!

والعبارة لها أخوات في كتب كثير من أهل العلم مفادها أن السنن

مظنة الأحاديث المنكرة، أي التي في إسنادها أو متنها نكارة،

وبهذا يتوافق مع جعل العبارة: مجمع المنكرات، أي من الأسانيد

والمتون ..

أما من زعم أن سبب تأليف الدراقطني هو هذا، أي حشد الأحاديث المعلولة

فليس بصواب، والدليل عليه أمور:

الأول: أن الدراقطني لم يذكر ذلك، لا في كتابه السنن ولا في كتبه

الأخرى ...

الثاني: أن العلماء لم يذكروا ذلك ولم يستنبطوه من كلام الذهبي،

وإنما قالوا عن سننه إنه مجمع المنكرات بالاستقراء، وإلا فإنه هذا

الزعم قد قيل في السنن الصغرى (المجتبى) للنسائي، ولم يقم عليه

دليل أيضا ...

الثالث: أن الداقطني سماه السنن، أي المروية عن النبي صلى الله

عليه وسلم، وفيها يستدل على مذهبه ببعض تلك المنكرات، بل يظهر

تعنته (رحمه الله) في تعليل بعض الأحاديث المخالفة لمذهبه، كما

أشار إلى ذلك ثلة من أهل النقد ... مما يدل على أنه لم يقصد من

تأليف الكتاب إلى بيان المعلول من الحديث، وإنما فيه دليل

على أمرين: الأول: أن مذهب المحدثين النقاد في الرواية، ليس هو

مذهبهم في الاستدلال والدراية، فكتب السنن فقهية بالدرجة الأولى،

والأسانيد فيها منكرات، فدل على أن المحدثين النقاد قد يعللون

بعض الأحاديث ولكنهم يستدلون بها في الأحكام، وهو مذهب عتيق له

نظائر عند المتقدمين من النقاد، مثل مالك والشافعي وأحمد، فقد

أخذوا بالمرسل (خلا الشافعي إلا في بعض حالات المرسل)، بل أخذوا

بالحديث الضعيف مع تصريحهم بضعفه، بل قدموا الحديث الضعيف على

الرأي وعلى قول الصحابي في بعض الأحوال ... والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير