تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل ينفع التابعي الكبير (المجهول) كونه مولى للصحابي؟]

ـ[عمر المقبل]ــــــــ[29 - 09 - 03, 11:21 م]ـ

هذا سؤال أفرزه عندي كلام وقفت عليه لابن كثير في تفسيره 1/ 407، حيث ساق حديثاً رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده من طريق عثمان بن واقد، عن أبي نصيرة، عن مولى لأبي بكر، عن أبي بكر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أصر من استغفر، وإن عاد في اليوم سبعين مرة)

قال ابن كثير رحمه الله: (ورواه أبو داود، والترمذي، والبزار في مسنده، من حديث عثمان بن واقد، وقد وثقه يحيى بن معين به، وشيخه أبو نصيرة الواسطي واسمه: مسلم بن عبيد وثقه الإمام، أحمد، وابن حبان.

وقول علي بن المديني، والترمذي ليس إسناد هذا الحديث بذاك، فالظاهر أنه لأجل جهالة مولى أبي بكر، ولكن جهالة مثله لا تضر؛ لأنه تابعي كبير، ويكفيه نسبته إلى أبي بكر، فهو حديث حسن والله أعلم) انتهى كلام ابن كثير.

والسؤال: هل يمكن طرد هذا في كل من قيل فيه إنه مولى لصحابي، وهل يشترط فيه كونه تابعيا كبيراً؟

وهنا مثال يمكن المدارسة فيه، وهو:

سعيد بن عبدالله بن جريج، وهو مولى لأبي برزة الأسلمي رضي الله عنه، قال عنه أبو حاتم: مجهول، وقال ابن معين: ما سمعنا أحداً روى عنه إلا أبو بكر بن عياش، قال الدوري: يعني عن الأعمش عنه، وذكره ابن حبان في الثقات، بينما قال عنه الحافظ في التقريب: (صدوق ربما وهم)!!

فهل يمكن القول: بأنه يمكن أن ترتفع جهالة سعيد هذا، لكونه مولى لأبي برزة رضي الله عنه؛ لأنه صحابي، وحسن الظن بالصحابة يقتضي ألا يولوا أعمالهم إلا من هو حسن السيرة.

لكن يبقى إشكال، وهو أن العدالة وحدها لا تكفي، فكم من عابد يستسقى به الغمام، لايستفتى في بقلة، ولا يعتمد عليه في رواية!

أرجو من الإخوة المشاركة في هذه المسألة التي أحسب أنها من الأدلة على وعورة مباحث الجهالة، لا كما يُسَطِّحها بعض الباحثين اليوم أو من يتعاطون تخريج الأحاديث!!

ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[29 - 09 - 03, 11:33 م]ـ

أخي الكريم أبو مقبل.

اكثر الخلط الذي وقع عند من يقول بقبول خبر المجهول بشروطه كتقدم الطبقة .... الخ.

انه يعمم هذا في كل انواع المجهول.

والاظهر انه لايصح الا على من كان من جنس المستور اي مجهول الحال.

أما مجهولي العين ففي القول بتقوية روايتهم نظر بين.

لذا فقد قال الذهبي في ميزانه (وفي الصحيحين قوم مستورين وليسوا بالمجاهيل) او كما قال رحمه الله.

وقد قرر هذا اهل الاصطلاح كابن الصلاح وابن حجر وغيرهم .. (أعنى التفريق) دع عنك مسألة القبول.

فهذا المجهول هو من جنس مجهولي الحال الذي تتقوى راويتهم بتقدم الطبقة وهذا متقدم الطبقة جدا. والمتن مستقيم. وكونه من ال ابي بكر مجرد قرينة.

والله اعلم.

ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[30 - 09 - 03, 02:34 ص]ـ

جزى الله الشيخين الفاضلين عمر المقبل وزياد العضيلة خير الجزاء على ما يتحفان به الملتقى من فوائد قيمة.

وقد لفت نظري عبارة وردت في ثنايا الكلام عن موالي الصحابة وهي (وحسن الظن بالصحابة يقتضي ألا يولوا أعمالهم إلا من هو حسن السيرة.) اهـ

وذلك أن المولى لا يلزم أن يكون متولياً عملاً لمولاه، بل مولى الصحابي قد لا يكون مسلماً فضلاً عن أن يكون صالحاً، وقد لا تكون له صحبة للصحابي بالمرة، وإنما هو مجرد عبدٍ أعتقه الصحابي أو أعتق الصحابي أباه أو جده ونحو ذلك من صور الولاء المذكورة في كتب الفقه، ومن كان كذلك فلا يلزم أن يكون عدلاً، وبعض موالي كبار الصحابة لم يكونوا عدولاً فمن هؤلاء الموالي مولاة لعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها سحرتها، وأبو لؤلؤة المجوسي مولى المغيرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - الذي قتل أمير المؤمنين عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، وهناك نماذج أخرى للموالي الذين عرفوا بفسق رغم كونهم من موالي الصحابة كما ورد في تراجمهم، وإن كانت طائفة كبيرة منهم مذكورين بالخير والفضل، إلا أن وجود هذه النماذج السيئة في الموالي يجعلنا لا نكتفي بكون الرجل مولى لصحابي حتى نحكم بعدالته، والله أعلم.

ـ[عمر المقبل]ــــــــ[30 - 09 - 03, 08:34 ص]ـ

شكر الله لكما، وما تفضلتم به أبا خالد عن استخدام الموالي مع وضوحه إلا أنه كان عازبا عن ذهني أثناء تحرير هذا الموضوع، فأثابكم الله، لكن ألا يمكن حصر البحث في الموالي المسلمين الذين لم يشتهر عنهم الفسق؟ وبعبارة أخرى:

كيف يمكن الاستفادة من كلمة ابن كثير هذه؟ أم أنها محل نظر أصلاً.

تنبيه: غير المسلمين من موالي الصحابة، هم خارج محل النزاع كما لا يخفى، إذ لا جرح أعظم من الكفر!

ـ[الفضيل]ــــــــ[30 - 09 - 03, 02:31 م]ـ

الأخ الفاضل أبوخالد السلمي بارك الله فيك

أليست التي سُحرت حفصة رضي الله عنها؟

والله أعلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير