تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

1020 عبد الرحمن بن عبيد سمع عليا رضي الله عنه قوله قال فنان بن عبد الله النهمي شيخ من الحي الكوفي

و الأمثلة كثيرة جدا

فتجد في التاريخ شيخ من أهل المدائن، شيخ لنا، شيخ من خثعم، فهذه و نحوها لا يراد منها الحكم على الراوي من جهة الرواية، فهي من تلك المعاني التي ذكرنا.

و ابن حبان أكثر من يذكر لهم هذا الوصف المجرد المراد منه الحكم على الراوي لا يذكر له إلا شيخا واحدا أو اثنين و نحو هذا العدد، و أحيانا تجده يقول عقب الترجمة يروي المراسيل.

و بخصوص الترجمة التي ذكرها أخونا الشيخ أبو عمر (سفيان بن مسكين (شيخ) من أهل المدينة يروى عن مالك الموطأ روى عنه محمد بن إبراهيم البكري (تفقدت حديثه) على أن أرى فيه شيئا يغرب فلم أره إلا مستقيم الحديث)

فأولا هذا الرجل مغمور غير مشهور بالطلب، لم يرو إلا عن مالك، فهو بهذا مقل، و ليست الكثرة بكونه حمل كتابا و رواه، فكم من مغمور روى نسخة فيها مئات الأحاديث، لكنه بهذا الاعتبار عندهم مقل، لم يرو عن كثير و لم يشتهر بالرواية.

ثم إني أرى قوله شيخ من أهل المدينة من الباب الذي حكينا عنه، فهو ليس بيانا لحالة رواية.

و على كل فالرجل هذا المتفرد عن مالك و الذي تفرد عنه البكري لا شك أنه شيخ مقل مغمور، لكن هذا لا يعني ضرورة أن الأئمة لا يمكنهم الحكم على مرواية، بل هي تحت النظر كما سبق، و لذا قال ابن أبي حاتم: (وإذا قيل شيخ فهو بالمنزلة الثالثه يكتب حديثه وينظر فيه إلا أنه دون الثانية وإذا قيل صالح الحديث فإنه يكتب حديثه للاعتبار)

و هذا الذهبي يقول في ترجمة الفضل بن العباس من الميزان (العباس بن الفضل العدني نزيل البصرة عن حماد بن سلمة وغيرة سمع منه أبو حاتم وقال شيخ فقوله هو شيخ ليس هو عبارة جرح ولهذا لم أذكر في كتابنا أحدا ممن قال فيه ذلك ولكنها أيضا ما هي عبارة توثيق وبالاستقراء يلوح لك أنه ليس بحجة ومن ذلك قولة يكتب حديثة أي ليس هو بحجة)

و قال في مقدمة المغني في الضعفاء (وكذا لم اذكر فيه من قيل فيه محله الصدق ولا من قيل فيه يكتب حديثه ولا من لا بأس به ولا من قيل فيه هو شيخ أو هو صالح الحديث فإن هذا باب تعديل)

ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[17 - 12 - 02, 12:31 ص]ـ

و هناك تنبيه آخر و هو أن الأمثلة التي تساق من الثقات أو غيره يجب الحكم على منهج ابن حبان من خلالها فقط، فلا ينبغي مثلا أن نحكم صنيع ابن حبان بكتاب آخر مثلا كالتهذيب و فروعه،،،

و بخصوص كلمتنا هذه (شيخ) عند ابن حبان فتدرس من خلال ما يذكره نفسه في ترجمة الراوي، و إلا فإن نتائجنا ستتغير حتما إذا نظرنا إلى ما ذكره غيره، و هذا غير خاف على شيخنا الفقيه ..

و في السير 15/ 508 - 509 في ترجمة غلام ثعلب قال: ولازم ثعلبا في العربية فأكثر عنه إلى الغاية وهو في عداد الشيوخ في الحديث لا الحفاظ وإنما ذكرته لسعة حفظه للسان العرب وصدقه وعلو إسناده) اهـ

بل قال ابن القطان رحمه الله (و سئل عنه الرازيان فقالا شيخ، يعنيان بذلك أنه ليس من طلبة العلم و مقتنيه و إنما هو رجل اتفقت له رواية لحديث أو أحاديث أخذت عنه) بيان الوهم (3/ 482)

بل قال ايضا كلاما عجيبا للغاية فيه الموافقة لكثير ممن ذكرناه

قال رحمه الله - متعقبا لعبد الحق (و قد جازف في قوله فيه (شيخ) فإن هذه اللفظة يطلقونها على الرجل إذا لم يكن معروفا بالرواية ممن أخذ و أخذ عنه و إنما وقعت له رواية لحديث فهو يرويها هذا الذي يقولون فيه (شيخ).

وقد لا يكون من هذه صفته من أهل العلم و قد يقولونها للرجل باعتبار قلة ما يرويه عن شخص مخصوص كما يقولن: حديث المشايخ عن أبي هريرة أو عن أنس فيسوقون في ذلك روايات لقوم مقلين و إن كانوا مكثرين عن غيرهم.

و كذلك اذا قالوا: احاديث المشايخ عن رسول الله، فانما يعنون من ليس له عنه الا الحديث أو الحديثان و نحو ذلك.

و أبو بمحمد لم ير في هذا الرجل القول بأنه شيخ، فإنهم لم يقولوا ذلك فيه فيما أعلم، و إنما رأى في كتاب ابن أبي حاتم سؤال أبي محمد أباه و أبا زرعة عنه فقالا: هو شيخ لابن وهب.

فهذا شيء آخر ليس هو الذي ذكر، فإن لفظة شيخ لفظة مصطلح عليها كما تقدم فأما لفظة شيخ لفلان فإنه بمعنى آخر) بيان الوهم (3/ 539)

قلت: فهذا كلام اما معارف محقق يكتب بماء الذهب و فيه التنصيص على كثير مما ذكرناه، من جهة قلة الرواية، و تخصيصه أحيانا بشخص كالرواة عن المشاهير، و من جهة انه غير مشهور بالطلب بل راو مغمور، و من جهة التفريق و هي مهمة: بين شيخ لفلان و من قبيلة كذا و بين شيخ المراد بها الحكم، و لذا قال (شيخ لفظة مصطلح).

عموما، المسألة الكلام فيها طويل الذيل، و الأمثلة المطروحة كثيرة، و بارك الله في الإخوة جميعا، و أتأسف من شيخنا أبي عمر على مثل هذا التعقيب .. و اصطلاحات الأئمة جميعا بحاجة إلى دراسة متأنية استقرائية محررة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير