ب- قولك في نهاية ردك أن الحافظ أورد مسند الطيالسي في المطالب العالية، ويعزو الحديث إليه: ((بل [وأقر]_ يعني ابن حجر_ بترتيبه على الصحابة كما في مقدمة المطالب العالية))، إن كنت تريد بكلامك هذا أن الحافظ أقر أن مسند الطيالسي مرتب على الصحابة، فهذا أمر معلوم يدركه من يحبو في هذا العلم الشريف أن المسانيد كلها مصنفة على ترتيب الصحابة – رضي الله عنهم أجمعين - فلا فائدة في ذكره هاهنا # (حذف) #.
2 - النقطة الثانية: # (حذف) #
# (حذف) # عبارة ابن حبان في ثقاته: (9/ 291): حيث قال -رحمه الله تعالى _ لما ترجم ليونس بن حبيب: ((حدثنا عنه عبدالرحمن بن أبي حاتم، ونسبه لنا، وصاحب مسند أبي داود الطيالسي))، # (حذف) # فإن كلمة: ((صاحب كتاب كذا)) تعني عند ابن حبان أن المقول فيه هذا الكلام هو المؤلف بعينه، ومثال ذلك: قول ابن حبان في ترجمة الخليل بن أحمد الفراهيدي من ثقاته (8/ 229 - 230): ((الخليل ابن أحمد الفراهيدي ... صاحب العروض وكتاب العين)).
ثم قال في نفس الصفحة: ((الخليل بن أحمد البصري، وليس هذا بصاحب كتاب العين)) فعلم من ذلك أن كلمة: ((صاحب)) عند ابن حبان تعني أن من قال فيه هكذا هو مؤلف الكتاب الذي نسبه إليه.
# (حذف) #
3 - النقطة الثالثة: # (حذف) #
حيث أخذت تترجم لكل من الإمام أبي داود الطيالسي، وتلميذه ابن حبيب، فما صلة ذلك بموضوعنا # (حذف) #.
4 - النقطة الرابعة: # (حذف) #
وذلك في النقاط التالية:
أ – قلتُ في أصل مبحثي: [((وثمة دليل آخر – قطعي – يثبت أن المسند هو من تصنيف يونس بن حبيب:
وهو ما جاء في المسند (ص174 رقم:1238): ((حدثنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس، حدثنا يونس بن حبيب قال: أحاديث حارثة بن وهب – رضي الله عنه – حدثنا أبو داود الطيالسي .... )) وكذلك في المسند (ص346 رقم:2650): (( ... ثنا أبو بشر يونس بن حبيب قال: أبو العالية الريحاني عن ابن عباس – رضي الله عنهما – حدثنا أبو داود ... )) ففي هذين الموضعين ترى أن يونس بن حبيب هو الذي صرح بأسماء الصحابة الذين سيورد لهم أحاديثهم فيما رواه عن شيخه أبي داود الطيالسي))].
# (حذف) #
ب-[ذكرتُ] في أصل مبحثي من كلام الإمامين ابن نقطة في التقييد- نقلاً عن غيره-، والسيوطي في التدريب، والحافظ الكتاني في الرسالة المستطرفة: من أن المسند ليس من تصنيف أبي داود الطياليسي# (حذف) #.
5 - النقطة الخامسة: # (حذف) #
وهذه الفقرة محصورة في النقاط الآتي ذكرها:
أ- استدلاك بأن المسند الذي وصل إلينا مختصرًا بدليل أن الإمام الذهبي
روى حديثًا لأبي داود من غير طريق يونس بن حبيب، وهذا كلام [غير صحيح]، فهل إذا روى أي إمام من أصحاب التصانيف حديثًا ليس في أحد مصنفاته يكون هذا التصنيف مختصرًا؟ ولو كان استدلاك هذا صحيحًا لكان موطأ الإمام مالك، وسنن أبي داود، وسنن النسائي كلها مختصرات، وأن أصولها قد فقدت! حيث روى الأئمة كثير من أحاديث هؤلاء الأئمة الثلاث وليست هذه المرويات في تصانيفهم:
فأما الإمام مالك، فقد روى من طريقه الإمام البيهقي حديثًا في سننه الكبرى (3/ 45)، وقال: ((رواه مالك خارج الموطأ)).
ونقل السيوطي في التدريب (1/ 81) نقلاً عن الحافظ ابن حجر قوله: ((فلا شك أن عند كثير من أصحاب مالك من حديثه خارج الموطأ ما ليس عند الشافعي)).
فهل يقال بعد ذلك أن موطأ مالك مختصر؟!
وأما سنن أبي داود السجستاني، فقد روى البيهقي في الشعب (1/ 482) قال: ((أخبرنا أبو علي الروذباري خارج السنن، أنا محمد بن بكر، ثنا أبو داود ... )).
وقال الإمام الذهبي في المغني (رقم714): ((إسماعيل بن مسعدة، روى عنه أبو داود خارج السنن)) وقال أيضًا في المصدر السابق (رقم457): ((عمر بن هشام الخريبي روى عنه أبو داود خارج السنن)).
فهل يقال أن سنن أبي داود مختصرة؟
وأما النسائي: فقد قال الذهبي في التذكرة (2/ 479): ((سعيد بن نصير روى عنه النسائي، خارج السنن)).
وقال الحافظ ابن حجر في التهذيب (9/ 225): ((محمد بن عبد الله بن أبي حامد الطرسوسي روى عنه النسائي لكنه خارج السنن)).
فهل يقال بعد ذلك أن كل هذه المصنفات سابقة الذكر مختصرة، وأن أصلها لم يصل إلينا؟
ب- قولك أن يونس بن حبيب اختصر مسند أبي داود الطيالسي، وأن عدد المسند كان ثلاثين ألفًا، وقد فقد معظمه وهو أكثر من 25 ألف حديث؟
أقول: ما دليلك على ذلك؟ # (حذف) #
# (حذف) #
نعم؛ المسند المطبوع والذي بأيدينا ليس كاملاً، حيث طبع قسم منه فقط، فقد ذكر الدكتور يوسف المرعشلي في تحقيقه لكتاب ((المجمع المؤسس)) للحافظ ابن حجر ((2/ 116)) أنه اطلع على عدة مخطوطات من مسند أبي داود الطيالسي، ثم قال: ((طبع قسم منه في حيدر آباد ... )) فهذا دليل على أنه اطلع على كل ما صنفه يونس بن حبيب
مما سمعه يونس بن حبيب وجعله على طريقة المسانيد.
# (حذف) #
والآن أورد لإخواني الكرام قولين لكبار أئمة هذا الشأن تثبت بطلان دعوى الإختصار، أو الفقدان:
القول الأول: وهو من قول الإمام الذهبي – رحمه الله تعالى – حيث قال في السير (9/ 382): ((سمع يونس بن حبيب عدة مجالس مفرقة، فهي ((المسند)) الذي وقع إلينا)).
القول الثاني: وهو من قول الحافظ ابن حجر – رحمه الله تعالى – حيث قال في مقدمة المطالب العالية: (1/ 3 - 4): ((وعنيت بالمشهورات الأصول الستة، ومسند أحمد، والمسندات ما رتب على مسانيد الصحابة، وقد وقع منها ثمانية كاملات، وهي لأبي داود الطيالسي ... )).
# (حذف) #
تنبيه هام: ردي هذا هو آخر ما سوف أكتبه حول هذا الموضوع، ولن أجيب على أي تعليق آخر بشأن ما كتبته هاهنا إن شاء الله تعالى.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
وكتب: خليل بن محمد العربي