تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وعلى هذا فيستحسن بيان (منهج المتقدمين) أو (أئمة الحديث) في قضايا علم الحديث التي وقع فيها الخلاف مثل العلة والشذوذ والتفرد وزيادة الثقات وغيرها من القضايا،

وحقيقة إن أمر هذا الكلام غريب فرغم إجماله في المسألة التي يتكلم فيها أتى أيضا الشيخ فيه بأخطاء علمية يأباها دعات الرجوع إلى كلام أهل لاصطلاح ليس هذا بحثه.

كيف لا جواب ما النتيجة لا جواب ما الثمرة لا جواب.

كيف

وقد بين بحمد الله تعالى أهل العلم هذه القضايا فدونك مثلاً (شرح العلل) لابن رجب، و (النكت على ابن الصلاح) لابن حجر وغيرها.

وهذه أيضا قاصمة الظهر كلام المتقدمين يأخذ من المتأخرين، أليس للمتقدمين كتب يأخذ منها منهجهم؟!!!

الشيخ الشريف حاتم:

من هم أهل لاصطلاح قبل أن يجيب الشيخ:

فإذا سألتك بعد ذلك: من هم (أهل الاصطلاح) الذين إذا أردت فهم علوم الحديث وجب علي فهم اصطلاحهم؟

أو بصورة أوضح: أخبرني (بربك) عن هذه البدهية: ما رأس مال المحدث في كل عصر؟ أوليس هو: (العلل): لابن المديني، وأحمد، وابن معين، و (تواريخهم)، و (سؤالاتهم)، و (طبقات): ابن سعد، وخليفة، ومسلمٍ، و (تواريخ): البخاري الثلاثة، و (الجرح والتعديل)، و (العلل)، و (المراسيل): لابن أبي حاتم، و (العلل): للترمذي، والدار قطني، و (المسند المعلل): للبزار، ويعقوب بن شيبة، و (الكني): للبخاري، ومسلم، والدولابي، والحاكم الكبير، و (الضعفاء): للبخاري، والنسائي، وأبي زرعة، والجوزجاني، والعقيلي، وابن عدي، والدار قطني، و (المجروحين)، و (الثقات): لابن حبان؟

أوليست هذه هي عمدة أهل الحديث في كل عصر؟

فإن استدركت علهيا، فلن تضيف إلا مصنفات تلك القرون

أما دواوين السنة، وخزائن الأثر،فهل تجد أهلها إلا من سبق ذكرهم؟

فإن زدت عليهم، فلن تزيد إلا أقرانهم ومن عاش في عصرهم

إذن: من هم (أهل الاصطلاح)؟ الذين لا سبيل إلى فهم علوم السنة، وإلى تمييز صحيحها من سقيمها، إلا بفهم اصطلاحهم، ومعرفة أصول علمهم وقوانينه؟

إنهم أعيان ائمة الحديث من أهل القرن الرابع، وأئمته من أهل القرن الثالث، فمن قبلهم.

هؤلاء هم (أهل الاصطلاح) الذين منهم بدأ وإليهم يعود، والذين حفظوا لنا السنن، وميزوا الثابت منها عن غير الثابت، ولم يدعوا سبيلاً يبلغ إلى ذلك إلا سلكوه، ولا طريقاً يسلك بهم إليه إلا عبدوه. ولم يتركوا لمن جاء بعدهم، ممن يريد معرفة مقبول السنة من مردودها، إلا أن يتبع نهجهم، ويقتفي أثرهم. فرضي الله عنهم، وغفر لهم، وجعل الجنة مدخلهم، ومقعد الصدق مقعدهم!

يبين الشيخ إدراك العلماء لهذه القضية ويقل هذا النص عن الخطيب البغدادي

((وأنا أذكر ـ بمشيئة الله تعالى وتوفيقه ـ في هذا الكتاب: ما بطالب الحديث حاجة إلى معرفته، وبالمتفقه فاقة إلى حفظه ودراسته، من: بيان أصول علم الحديث وشرائطه، وأشرح من مذاهب سلف الرواة والنقلة في ذلك ما يكثر نفعه)) (1).

كيف انحرف المسار؟

وقد أرخ الإمام الذهبي بداية نقص علوم السنة، وبداية ظهرو العلوم العقلية، وتناقص الاجتهاد، وظهور التقليد، في آخر الطبقة التاسعة من كتابه (تذكرة الحفاظ). وهي طبقة كانت وفاة آخر من ذكر فيها: سنة (ؤ282هـ)،

دوهو أبو محمد الفضل بن محمد بن المسيب الشعراني (2).

هذا الضعف قد بدأ من أواخر القرن الثالث، ولم يزل في زيادة أوائل القرن الرابع، فما بعده.

ويصف لنا أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبي (ت 387هـ) تزايد النقص في طلب العلم وصفاً معبراً، حيث يقول: ((كنا نحضر في مجلس أبي بكر النيسابوري (عبد الله بن محمد بن زياد: ت 324هـ) لنسمع منه (الزيادات) (1)، وكان يحزر أن في المجلس ثلاثين ألف محبرة. ومضى على هذا مدة يسرة، ثم حضرنا مجلسأبي بكر النجاد (أحمد بن سلمان بن الحسن الحنبلي: ت 348هـ)، وكان يحزر أن في مجلسه عشرة آلاف محبرة. فتعجب الناس من ذلك، وقالوا: في هذه المدة ذهب ثلثا الناس؟)) (2)

وهذا الضعف الناشىء في هذا القرن، هو الذي جعل بعض أئمة هذا القرن يسارعون إلى تصنيف كتب جامعةٍ مفردةٍ في علوم الحديث ومصطلحه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير