تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- منهم من رآها تفيد العدالة، ورتبها ضمن ألفاظ العدالة، ومن هؤلاء ابن أبي حاتم الذي جعلها في مرتبة مستقلة بعد لفظة (صالح)، قال في شأن من أُطلقت فيه: (يكتب حديثه وينظر فيه)، وهي عنده دون ألفاظ المرتبة السابقة (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn2). وكذلك الحافظ العراقي فقد ذكرها في المرتبة الرابعة بعد لفظة (وسط) وقبل لفظة (صالح الحديث)، ونقلها عنه العلامة اللكنوي في الرفع والتكميل (2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn3).

وأما الحافظ أبو حاتم ابن حبان فإنه ذكر في تاريخ الثقات رجالا أطلق عليهم أبو حاتم الرازي لفظة (شيخ).

وذكرها الحافظ ابن رجب الحنبلي ضمن مراتب العدالة فقال: (والشيوخ في اصطلاح أهل العلم عبارة عمن دون الأئمة والحفاظ، وقد يكون فيهم الثقة وغيره) (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn4).

واجتهد الحافظ ابن القطان في تحديد المراد منها عند النقاد، وحاول جاهدا حصر معناها عندهم، يقول في رده على عبد الحق الإشبيلي الذي حملها على الجرح: (وقد جازف في قوله فيه (شيخ (2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn5) فإن هذه اللفظة يطلقونها على الرجل إذا لم يكن معروفا بالرواية ممن أخذ وأخذ عنه، وإنما وقعت له رواية لحديث أو أحاديث فهو يرويها، هذا الذي يقولون فيه (شيخ)، وقد لا يكون من هذه صفته من أهل العلم، وقد يقولونها للرجل باعتبار قلة ما يروي عن شخص مخصوص كما يقولون: حديث المشايخ عن أبي هريرة أو عن أنس، فيسوقون في ذلك روايات لقوم مقلين عنهم، وإن كانوا مكثرين عن غيرهم.

وكذلك إذا قالوا: أحاديث المشايخ عن رسول الله صلة الله عليه وسلم فإنما يعنون من ليس له عنه إلا الحديث أو الحديثان، ونحو ذلك) (3) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn6).

وكذلك قال في تعليقه على اللفظة حين أطلقها أبو حاتم وأبو زرعة في طالب بن حجير فقال: (يعنيان بذلك أنه ليس من أهل العلم، وإنما هو صاحب رواية) (4) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn7).

- ومنهم من التبس عليه مدلولها، وخفي عليه أمرها بحجة أنها لا تفيد الجرح ولا التعديل، ومن هؤلاء الحافظ الذهبي يقول في تعليقه عليها بعد أن نقلها من كلام أبي حاتم الرازي في العباس بن الفضل العدني (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn8): ( فقوله هو (شيخ) ليس هو عبارة جرح، ولهذا لم أذكر في كتابنا أحدا ممن قال فيه ذلك، ولكنها أيضا ما هي عبارة توثيق، وبالاستقراء يلوح لك أنه ليس بحجة، ومن ذلك قوله – يعني أبا حاتم الرازي – يكتب حديثه، أي ليس بحجة) (2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn9).

وبين في ديباجة الميزان أنها لا تدل على الضعف المطلق (3) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn10)، ويفهم من تصريحه هذا أنها تدل على شيء من الضعف، وهو الضعف المقيد بطارئ ما، لذلك تعذر عليه أن يدرجها ضمن الألفاظ التي رتبها، واكتفى بالإشارة إليها مقرونة ببعض ألفاظ التقوية ك (شيخ وسط) و (شيخ حسن الحديث)، وذلك في آخر مرتبة من مراتب التعديل (4) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn11)، وهذا كله يُفهم منه – عنده- أنها تدل على الحكم الوسط بين التجريح والتعديل، وإلى هذا ذهب الحافظ السخاوي حين جعلها من ألفاظ المرتبة السادسة، وهي المرتبة الأخيرة من مراتب العدالة، يقول في مستهلها: (ثم ما أُشعر من القرب من التجريح وهو أدنى المراتب)، فذكرها بعد قولهم (ليس ببعيد من الصواب)، وقبل (يُروى عنه) (5) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn12).

- ومن العلماء من رآها عنوانا على الضعف، وممن ذهب إلى ذلك الشيخ عبد الفتاح أبو غدة حيث يقول: (فلفظة (شيخ) في وصف الراوي عنوان تليين لا تمتين) (6) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn13)، والليونة وصف من أوصاف الضعف كما هو معروف.

وحري بي أن أذكر الحافظ ابن حجر ضمن من حملها على الضعف لأنني رأيته يعلق على الحافظ الذهبي في ترجمة زيد بن واقد البصري، وكان الذهبي قد قال فيه: (وثقه أبو حاتم، وسمع منه بالري، وهو أقدم شيخ له)، (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn14) فنفى ابن حجر ذلك بقوله: (قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: (شيخ) (2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn15)، ولم أر توثيقه) (3) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn16).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير