تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلت ليحيى: مرسلات مجاهد أحب إليك أم مرسلات طاوس؟ قال: ما أقربهما)).

قال علي وسمعت يحيى يقول: ((مرسلات أبي إسحاق عندي شبه لا شئ، والأعمش، والتيمي، ويحيى بن أبي كثير ومرسلات ابن عيينة شبه الربح)).

ثم قال: ((أي والله وسفيان بن سعيد)).

قلت ليحيى: ((فمرسلات مالك؟ قال: هي أحب إلىّ، ثم قال يحيى: ليس في القوم أحد أصح حديثاً من مالك)).

حدثنا سوار بن عبد الله العنبري قال: سمعت سحيى بن سعيد القطان يقول: ((ما قال الحسن في حديثه: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، إلا ووجدنا له أصلاً إلا حديثاً أو حديثين))

قال أبو عيسى: ومن ضعّف المرسل فإنه ضعفه من قبل أن هؤلاء الأئمة قد حدثوا عن الثقات وغير الثقات، فإذا روى أحدهم حديثاً وأرسله لعله أخذه من غير ثقة.

وقد تكلم الحسن البصري في معبد الجهني، ثم روى عنه:

حدثنا بشر بن معاذ البصري ثنا مرحوم بن عبد العزيز العطار قال: حدثني أبي وعمي قالا سمعنا الحسن يقول: ((إياكم ومعبداً الجهني، فإنه ضال مضل)).

قال أبو عيسى: ويروى عن الشعبي قال: ((ثنا الحارث الأعور وكان كذاباً)) وقد حدث عنه. وأكثر الفرائض التي يرويها عن علي وغيره هي عنه. وقد قال الشعبي: الحارث الأعور علمني الفرائض وكان من أفرض الناس.

سمعت محمد بن بشار يقول: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: ((ألا تعجبون من سفيان بن عيينة؟! لقد تركت الجابر الجعفي – بقوله لما روى عنه – أكثر من ألف حديث، ثم هو يحدث عنه))

قال محمد بن بشار: ((وترك عبد الرحمن بن مهدي حديث جابر الجعفي)).

قال أبو عيسى: وقد احتج بعض أهل العلم بالمرسل أيضاً.

حدثنا أبو عبيدة بن أبي السفر الكوفي، ثنا سعيد بن عامر عن شعبة عن سليمان الأعمش قال: ((قلت لإبراهيم النخعي أسند لي عن عبد الله بن مسعود. فقال إبراهيم: إذا حدثتك عن رجل عن عبد الله فهو الذي سميت، وإذا قلت: قال عبد الله فهو عن غير واحد عن عبد الله))).

* * *

الكلام ههنا في حكم الحديث المرسل

وقد ذكر الترمذي لأهل العلم فيه قولين:

أحدهما: أنه لا يصح، ومراده أنه لا يكون حجة. وحكاه عن أكثر أهل الحديث.

وحكاه الحاكم عن جماعة أهل الحديث من فقهاء الحجاز، وسمى منهم سعيد بن المسيب، والزهري، ومالك بن أنس، والأوزاعي، والشافعي، وأحمد، فمن بعدهم من فقهاء المدينة.

وفي حكايته عن أكثر من سماه نظر، ولا يصح عن أحد منهم الطعن في المراسيل عموماً، ولكن في بعضها.

وأسند الترمذي قول الزهري لإسحاق بن أبي فروة: ((قاتلك الله تجيئنا بأحاديث ليس لها خطم ولا أزمة)). يريد لا أسانيد لها، وهذا ذم لمن يرسل الحديث ولا يسنده.

وروى سلمة بن العيار عمن سمع الزهري يقول: ما هذه الأحاديث التي يأتون بها ليس لها خطم ولا أزمة))، يعني الأسانيد.

* تفاوت درجات المراسيل وأسباب ذلك *

وذكر الترمذي أيضاً كلام يحيى بن سعيد القطان في أن بعض المرسلات أضعف من بعض، ومضمون ما ذكره عنه تضعيف مرسلات عطاء، وأبي إسحاق، والأعمش، والتيمي، ويحيى بن أبي كثير، والثوري، وابن عيينة. وأن مرسلات مجاهد، وطاووس، وسعيد بن المسيب، ومالك، أحب إليه منها.

وقد أشار إلى علة ذلك بأن عطاء كان يأخذ عن كل ضرب، يعني أنه كان يأخذ عن الضعفاء، ولا ينتقي الرجال، وهذه العلة مطردة في أبي إسحاق، والأعمش، والتيمي، ويجيى بن أبي كثير، والثوري، وابن عيينة، فإنه عرف منهم الرواية عن الضعفاء أيضاً.

وأما مجاهد، وطاووس، وسعيد بن المسيب، ومالك، فأكثر تحرياً في رواياتهم، وانتقاداً لمن يروون عنه، مع أن يحيى بن سعيد صرّح بأن الكل ضعيف.

قال ابن أبي حاتم: حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل ثنا علي ابن المديني قال: قلت ليحيى: ((سعيد بن المسيب عن أبي بكر؟) قال: ((ذلك شبه الريح)).

قال وسمعت يحيى يقول: ((مالك عن سعيد بن المسيب أحب إلىّ من سفيان عن إبراهيم. قال يحيى: وكل ضعيف)).

قال وسمعت يحيى يقول: ((سفيان عن إبراهيم شبه لا شئ، لأنه لو كان فيه إسناد صاح به)).

قال: وقال يحيى: ((أما مجاهد عن علي فليس بها بأس، قد أسند عن ابن أبي ليلى عن علي)).,

وأما عطاء يعني علي فأخاف أن يكون من كتاب)).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير