تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ابن هارون بن أبي علقمة الفروي، وعبد الله هنا يقال له “ أبو علقمة الصغير” له ترجمة في “ تهذيب التهذيب “ (12/ 172) وفيها “ قال الحاكم أبو أحمد: منكر الحديث ... وقال ابن عدي: له مناكير، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: يخطئ ويخالف، وقال الدار قطني في غرائب مالك: متروك الحديث ...

فإن كان ذلك الحديث منكراً فالحمل فيه على الفروي كالأحاديث الأخرى التي أنكرت عليه، وأما كلمة ابن قطان فلم يبين من هم الذين ضعفوه، وما هو التضعيف، وما وجهه، ومثل هذا النقل المرسل على عواهنه لايلتفت إليه أمام التوثيق المحقق، وأخشى أن يكون اشتبه على ابن قطان بغيره ممن يقال له “ زكريا بن يحيى “ وهم جماعة، وابن القطان ربما يأخذ من الصحف فيصحف، فقد وقع له في موضع تصحيف في ثلاثة أسماء متوالي ... ثم ذكر تعقب ابن حجر علىمقولةابن القطان ثم قال:

والذهبي إنما قال في (الميزان): أحد الإثبات ما علمت منه جرحاً أصلاً، قال أبو الحسن ابن القطان ... ” فما الذي تجاهله الذهبي، أما كلمة ابن القطان فقد ذكرها، وأما ما حكاه الأستاذ عن الرازي فليس الرازي ممن يذكر في هذا الشأن حتى يتبع الذهبي وغيره كلامه، فيسوغ أن يظن بالذهبي إنه وقف علىكلمته، وأعرض عنها لمخالفتها هواه كما يتوهمه أو يوهمه الأستاذ ().

مذهبه الفقهي

كان الإمام الساجي - رحمه الله - شافعي المذهب، ويدل على ذلك أمور:

أولاً:

تتلمذه علىكبار أصحاب الإمام الشافعي الذين نشروا علمه، ونصروا مذهبه كالإمام المزني الذي قال فيه الشافعي: المزني ناصر مذهبي ().

قال الذهبي في ترجمة المزني:

ومن جلة تلامذته العلامة أبو القاسم عثمان بن بشار الأنماطي شيخ ابن سريج، وشيخ البصرة زكريا بن يحيى الساجي ().

وكذلك الإمام الحسن بن محمد الزعفراني الذي قرأ على الشافعي كتابه القديم () وكذلك الإمام الربيع بن سليمان الراوي الذي قال فيه الشافعي:

لو أمكنني إن أطعمك العلم لأطعمتك ()

وقال أيضاً: الربيع راوية كتبي ().

ثانياً:

أن أصحاب طبقات الشافعية ترجموا له في كتبهم، وعدوه من أصحابهم، وهم: العبادي، والسبكي، والأسنوي، وابن هداية الله ().

وكذلك عده الشيرازي في كتابه “ طبقات الفقهاء “ من أصحاب الإمام الشافعي ().

ثالثاً:

وصف بعض من ترجم له بكونه شافعياً كالإمام الذهبي وابن حجر والمراغي ().

رابعاً:

ما نقله السبكي عنه من أنه ذكر في مقدمه كتابه أصول الفقه بعد أن عدد العلماء الذين ذكر اختلافهم حيث قال:

قال أبو يحيى: وإنما بدأت في كتابي بالشافعي، وإن كان بعضهم أسن منه لقوله صلى الله عليه وسلم: (قدموا قريشاً و لاتقدموها وتعلموا من قريش ولا تعالموها) () ولم أر أحداً منهم أتبع لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا آخذاً به من الشافعي ...

ثم ذكر أقوالاً في فضائل الشافعي ().

خامساً:

نَقَلَ بعض علماء الشافعية عنه بعض المسائل عن الشافعي.

قال العبادي:

نقل عن الشافعي - رحمه الله - أن المرأة إذا خرجت لها لحية وكثفت يجب إيصال الماء إلى باطن الشعر في الطهارة لأن العادة عدمها وأيضاً جرت بتقليلها ().

وقال السبكي:

وذكر أبو يحيى في هذا الكتاب - يعني أصول الفقه - ما يروي من قول الشافعي: "إذا اجتمع خسوف وعيد " وقال: يعني الشافعي بالخسوف الزلزلة.

قال: وذكر الخسوف خطأ من الكاتب قلت: تفسيره الخسوف بالزلزلة حسن لو كان للزلزلة صلاة لكن لا صلاة لها ().

وقال الأسنوي:

نقل عنه الرافعي في موضع واحد في كتاب " الغاية " في الكلام على إعادة الأرض للبناء، والخراس فقال:

وإذا أعارها مدة معينة، ثم رجع قبل المدة، أو بعدها فالحكم كما لو رجع في العارية المطلقة حتى يتخير بين خصلتين فقط على الصحيح، وهما: التملك أوالقلع مع غرامة أرش النقص، لكن هاهنا قول بأنه إذا رجع بعد المدة فله القلع مجاناً نقله الساجي ().

سادساً:

تأليفه في مناقب الشافعي، وهذا ليس دليلاً مستقلاً بذاته لكنه يستأنس به مع مجموع ما تقدم والله أعلم.

وأما ذكر ابن مفلح له في المقصد الأرشد " فلم يسبقه أحد ممن ترجم لأصحاب الإمام أحمد كالقاضي أبي يعلى في كتابه " طبقات الحنابلة "، ومن ثم لم يذكره النابلسي في مختصره.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير