ـ[أبو حازم]ــــــــ[08 - 05 - 05, 12:02 ص]ـ
الحلـ4 ــقة الرابعة:
قدمنا أن عدداً من الرواة الذين قال فيهم البخاري: فيه نظر قد وصفهم الحافظ ابن حجر بقوله: صدوق أو لا بأس به، فما وجه قول البخاري فيهم؟
أولاً: الاختلاف بين النقاد في بيان أحوال الرواة أمر معهود، فكل من وثق شخصاً أو جرحه إنما كان ذلك لما ظهر له منه، فقد يظهر لغيره من حاله ما لم يعرفه هو، وأسباب الاختلاف في جرح الرواة وتعديلهم كثيرة، فذلك ما ظهر للبخاري من أحوالهم، وهذا ما ظهر لابن حجر من تتبع أقوال العلماء فيهم، ومن النظر في أحاديثهم وكل منهم مجتهد مأجور إن شاء الله تعالى.
وثانياً: كل أولئك الرواة لم ينفرد البخاري بتضعيفهم، بل ضعفهم غيره من أهل العلم، وسأذكر أولاً من وصفه ابن حجر بقوله: صدوق، وهم ثلاثة:
1. سليمان بن داود الخولاني، قال أبو حاتم والدارقطني: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في الثقات، بينما ضعفه يحيى وابن المديني وأحمد وابن خزيمة والعقيلي وابن عدي والذهبي. [هذه الأقوال في بعضها تجوز أوجبه الاختصار في هذا المقام، وإلا فأقوالهم في الأصل منقولة بحروفها]
2. عبد الله بن نجي الحضرمي، وثقه النسائي وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الشافعي: مجهول، وضعفه العقيلي وابن عدي والدارقطني والذهبي.
3. عمرو بن روية وثه دحيم ذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وضعفه العقيلي وابن عدي والذهبي،وقال ابن حزم: مجهول.
أما من قال فيه ابن حجر: لا بأس به، فهما راويان:
1. حبيب بن سالم، مولى النعمان، وثقه أبو داود وأبو حاتم و ذكره ابن حبان في الثقات، وضعفه العقيلي وابن عدي والذهبي.
2. عبد الرحمن بن سلمان الحجري، وثقه ابن يونس، وقال أبو حاتم صالح الحديث مضطرب الحديث، وقال النسائي مرة: ليس به بأس، وضعفه في رواية أخرى، وكذا ضعفه العقيلي وابن عدي والذهبي.
هؤلاء الخمسة هم الذين وصفهم الحافظ بألفاظ تعديل لا جرح معها، وأنت ترى البخاري لم ينفرد بتضعيفهم بل ضعّف كل واحد منهم معه جماعة وإن كانوا ممن جاء بعده.
وما عدا هؤلاء الخمسة فهم في المرتبة الخامسة من مراتب التعديل عند الحافظ في التقريب، وهم من قال عنه: صدوق يهم أو يخطئ أو يتشيع ونحوه، ولم يسلموا أيضاً من جرح غير البخاري لهم، وهم:
1. ثعلبة بن يزيد الحماني، وثقه النشائي، وتناقض فيه ابن حبان، وقال ابن عدي: لم أر له حديثاً منكراً، وضعفه العقيلي وابن حبان والذهبي، وقال الحافظ: صدوق شيعي.
2. جميع ين عمير التيمي، وثقه العجلي، وتناقض فيه ابن حبان، وقال أبو حاتم: من عتق الشيعة محله الصدق، صاحب حديث، وضعفه ابن نمير وأبو العرب وابن حبان وابن عدي، وتردد فيه الذهبي، وقال الحافظ: صدوق يخطئ ويتشيع.
3. حرب بن سريج المنقري،قال أبو داود الطيالسي وأحمد وابن عدي: ليس به بأس، ووثقه يحيى، وقال الدارقطني: صالح، وضعفه العقيلي وابن حبان والذهبي، وقال الحافظ: صدوق يخطئ.
4. حسين بن حسن الأشقر، قال يحيى: من الشيعة الغالية لا بأس به صدوق، وقال أحمد: لم يكن عندي ممن يكذب في الحديث، وكذبه الهذلي، واتهمه ابن عدي، وضعفه السعدي وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي والعقيلي والأزدي والحاكم الكبير والدارقطني والذهبي، وقال الحافظ: صدوق يهم ويغلو في التشيع.
5. حيي بن عبد الله البصري، قال ابن معين: لا بأس به، و ذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، وضعفه أحمد والنسائي والعقيلي والذهبي، وقال الحافظ: صدوق يهم.
6. راشد بن داود الصنعاني، وثقه ابن معين و دحيم، و ذكره ابن حبان في الثقات، وضعفه الدارقطني والذهبي، وقال الحافظ: صدوق له أوهام.
7. سويد بن سعيد الحدثاني، وثقه العجلي، وقال أحمد: صدوق، بينما قال يحيى: حلال الدم، وكذبه جماعة، وضعفه آخرون، وقال بعضهم متروك، وقال الحافظ: صدوق في نفسه إلا أنه عمي فصار يلقن ما ليس من حديثه.
8. طالب بن حبيب، قال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، و ذكره ابن حبان في الثقات، وضعفه العقيلي والذهبي، وقال الحافظ: صدوق يهم.
¥