تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد: فقد قرأت في ملتقى أهل الحديث في (منتدى الدراسات الحديثية) كلاما لعزيزي زياد تكلة، حيث قال: (سمعتُ بعض مشايخنا المحققين يستغرب بعض النقول (للترمذي عن البخاري)، ويقع للإنسان في التخريج المتوسع ما يؤيد ذلك). وبعده كلاما للشيخ عبد الرحمن السديس نقله عن الذهبي، في إيهام الترمذي في إدخاله الزيادة في كلام البخاري، فاندهشت من هذا الكلام أيما اندهاش، وحاولت معرفة صحة هذا الكلام، فتطلب مني أن أراجع في المصادر للتأكد من صحة هذا الكلام، وإليك النصوص كما يلي، ثم مناقشة هذه النصوص:

كلام الإمام البخاري:

قال البخاري في تاريخه الكبير (6/ 342 - 343، رقم 2578) ترجمة عمرو بن شعيب: (ورأيتُ أحمد بن حنبل، وعلي بن عبد الله، والحميد [ي]، وإسحاق بن إبراهيم: يحتجون بحديث عمرو بن شعيب، عن أبيه) انتهى كلامه.

كلام الترمذي تلميذه الصادق والأمين:

قال الترمذي في جامعه (2/ 240، بعد حديث رقم 322): قال محمد بن إسماعيل: رأيتُ احمد، وإسحاق، وذكر غيرهما: يحتجون بحديث عمرو بن شعيب) انتهى كلامه.

وقال في علله الكبير (ترتيب القاضي 1/ 325): قال محمد (يعني البخاري): (رأيت أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، والحميدي، وإسحاق بن إبراهيم يحتجون بحديث عمرو بن شعيب، وشعيب قد سمع من جده) انتهى كلامه.

هذا كلام الإمام الإمام البخاري، وبعده نقل الترمذي كلام شيخه وأستاذه الجليل البخاري بكلّ دقّة وأمانة، بدون أي زيادة أونقصان.

فمن أين جاءت الزيادة:

قال المزي في تهذيب الكمال (22/ 69): وقال البخاري: رأيتُ أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني وإسحاق بن راهويه، وأبا عُبيد، وعامة أصحابنا يحتجون بحديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، ما تركه احد من المسلمين.

قال البخاري: من الناس بعدهم؟) انتهى كلامه.

قال ابن الملقن في البدر المنير (2/ 148): (فقد قال البخاري: رأيتُ أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وإسحاق بن راهويه: يحتجون بحديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده.

قال البخاري: من الناس بعدهم؟) انتهى كلامه.

كلام ابن حجر العسقلاني:

وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب (4/ 348، طبعة مؤسسة التاريخ الإسلامي): (وقال البخاري: رأيتُ أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وإسحاق بن راهويه، وأبا عبيد، وعامة أصحابنا: يحتجون بحديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، ما تركه أحد من المسلمين، قال البخاري: فمن الناس بعدهم؟) انتهى.

(تنبيه: لم يقل المزي، ولا ابن الملقن، ولا ابن حجر: روى الترمذي، عن البخاري، بل قالوا: قال البخاري).

كلام الذهبي:

قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (5/ 167):

(وقال الترمذي، عن البخاري: رأيتُ أحمد، وعلياً، وإسحاق، وأبا عبيد، وعامة أصحابنا: يحتجون بحديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، ما تركه أحد من المسلمين، فمن الناس بعدهم؟) انتهى.

وعقب عليه الذهبي بقوله: (أستبعد صدور هذه الألفاظ من البخاري، أخاف أن يكون أبو عيسى وهم. وإلا فالبخاري لا يعرّجُ على عمرو، أفتراه يقول: فمن الناس بعدهم، ثمّ لا يحتج به أصلا ولا متابعة؟

بلى احتج به أرباب السنن الأربعة، وابن خزيمة، وابن حبان في بعض الصور، والحاكم. وروى أبو داود عن احمد، قال: أصحاب الحديث إذا شاؤوا احتجوا بحديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، وإذا شاؤوا تركوه.

قلت: (القائل الذهبي): هذا محمول على أنهم يترددون في الاحتجاج به، لا أنهم يفعلون ذلك على سبيل التّشهي) انتهى كلامه.

وقال الذهبي في الميزان (3/ 265): (روى الترمذي، عن البخاري قال: رأيتُ أحمد، وعلياً، وإسحاق، والحميدي: يحتجون بحديث عمرو بن شعيب، فمن الناس بعدهم؟) انتهى.

علق عليه بقوله: (ومع هذا القول فما احتج به البخاري في جامعه) انتهى كلامه.

(تنبيه: جاءت زيادة: (قال الترمذي، عن البخاري) فقط في نقولات الذهبي، في سيره، وميزانه).

قال ابن عساكر في تاريخ دمشق (46/ 86):

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثمّ حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، والمبارك، ومحمد – وهذا لفظه – قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمد الغندجاني – زاد احمد: ومحمد بن الحسن، قالا: أنا أحمد بن عبدان، انبأ محمد بن سهل، نا البخاري:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير