تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والإشكال حقاً أن (أبا الربيع السمتي) يشترك في بعض الشيوخ مع (أبي الربيع العتكي) منهم: (أبو عوانة اليشكري الوضاح) و (سفيان بن عيينة) وغيرهما.

غير أن الاطلاع على مثل الاستقراء السابق بالنسبة لرواية الروياني عنهما يحل الإشكال لا سيما وأن للروياني نسخة يرويها عن (أَبي الرَّبِيع السمتي عن أبي عوانة)، كما ذكر في تحقيق مسند الروياني، والله تعالى أعلم.

يتضح من المثال السابق أهمية مراعاة أن بعض الكتب والمراجع الحديثية لها أسانيد خاصة قد تتشابه مع غيرها في ظاهر الأمر لكنها تختلف في الحقيقة، ويكون إهمال بعض الرواة في الأسانيد راجع بالضرورة إلى تمييزه من خلال قرينة أو قرائن أخرى قد تتضح للبعض وتخفى على البعض الآخر.

وسيأتي بإذن الله في القاعدة الثالثة مزيد من البيان والتوضيح لهذه الجزئية.

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

القاعدة الثانية: ـ عدم التسرع بالاعتماد على تعيين أحد الأئمة لبعض رواة الإسناد قبل التأكد من عدم وجود مخالف معتبر، أو عدم وجود أي معلومة تؤكد أن التعيين الصحيح للراوي خلاف ما ذكره الإمام

وقد يكون هذا التعيين إما بصريح اللفظ أو من خلال الدلالة الواضحة لتصرف هذا الإمام كما في التصنيف على المسانيد والمعاجم.

فأما مثال الأسلوب الأول:

فهو ما تقدم بعضه من مخالفة الحافظ ابن حجر للمزي والذهبي، فيما ذكرناه في القاعدة الأولى، وكذلك ما سيأتي في السطور التالية، وكذلك فيما يلي من القواعد.

والآن سنذكر بإذن الله مثالاً على الوهم في الرواية من قبل بعض رواة الإسناد وما قد يترتب على ذلك من التعيين الخطأ من قبل بعض الأئمة لهذا الراوي المتوهم فيه.

قال ابن حبان في صحيحه:

(5147) أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ أَبِي جَمِيلَةَ يُحَدِّثُ عَنْ [عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ] أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ قَالَ لِابْنِ عُمَرَ: اذْهَبْ فَكُنْ قَاضِيًا قَالَ أَوَتُعْفِينِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ ... (وذكر الحديث).

قَالَ أَبُو حَاتِمِ [ابن حبان]: (ابْنُ وَهْبٍ هَذَا هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبِ بْنِ الْأَسْوَدِ الْقُرَشِيُّ مِنَ الْمَدِينَةِ رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ).

وقال الطبراني في المعجم الكبير:

(13141) حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَاشِمٍ الْبَغَوِيُّ ثنا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ ثنا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي جَمِيلَةَ يُحَدِّثُ عَنْ [عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ] أَنَّ عُثْمَانَ قَالَ لِابْنِ عُمَرَ: اذْهَبْ فَكُنْ قَاضِيًا قَالَ أَوَ تُعْفِينِي , يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ ... (وذكر الحديث).

قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ [الطبراني]: (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ هَذَا هُوَ عِنْدِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبِ بْنِ زَمْعَةَ وَاللَّهُ أعْلَمُ).

وأخرجه الطبراني كذلك في المعجم الأوسط بنفس الإسناد فقال:

(2833) حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ: نا أُمَيَّةُ قَالَ: نا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ أَبِي جَمِيلَةَ يُحَدِّثُ عَنْ [عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ] أَنَّ عُثْمَانَ قَالَ لِابْنِ عُمَرَ: اذْهَبْ فَكُنْ قَاضِيًا ... (وذكر الحديث).

[قَالَ الطبراني]: (لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ تَفَرَّدَ بِهِ مُعْتَمِرٌ).

نقول وبالله التوفيق:

قال الحافظ ابن حجر في تلخيص الحبير:

حديث أن ابن عمر امتنع من القضاء لما استقضاه عثمان

الترمذي وأبو يعلى وابن حبان من حديث عبد الملك بن أبي جميلة عن [عبد الله بن موهب] أن عثمان قال لابن عمر اذهب فاقض قال أو تعفيني يا أمير المؤمنين ...

هذا لفظ ابن حبان ووقع في روايته [عبد الله بن وهب] وزعم أنه (عبد الله بن وهب بن زمعة بن الأسود القرشي)، ووهم في ذلك وإنما هو (عبد الله بن موهب)، وقد شهد الترمذي وأبو حاتم في العلل تبعا للبخاري أنه غير متصل. انتهى كلام الحافظ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير