تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلت: ذكر البخاري في (التاريخ الكبير: 1/ 202): محمد بن عمران الأخنسي وقال: كان ببغداد، يتكلمون فيه، منكر الحديث. وفي الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (2/ 64) عن أبي حاتم: لم أكتب عنه وقد أدكته، وقال أبو زرعة: كتبت عنه ببغداد، وكان كوفياً، تركوه. وكرر ابن الجوزي ما قيل فيه (الضعفاء والمتروكين: 1/ 82). لكن ابن عدي قال في ترجمة محمد بن عمران الأخنسي (الكامل 6/ 277): كان ببغداد يتكلمون فيه منكر الحديث، ومحمد هذا لم يبلغني معرفته، وإنما أعرف أخمد بن عمران الأخنسي، وأحمد بن عمران ثقة. وكذا ذكره ابن حبان في الثقات (8/ 13) وقال: مستقيم الحديث،فلعل ابن عدي تابع ابن حبان في توثيقه، وكلاهما في طبقة متأخرة لم تدرك الرجل ولا شيوخه، وكلام من أدركه وخبره وعرفه كأبي زرعة وأبي حاتم مقدم على قول غيرهم والله أعلم. لا سيم أن من أتى من بعدهم قد ذكر الأحاديث التي استنكرت على أحمد هذا كالعقيلي في (الضعفاء الكبير:)، قال ابن حجر (لسان: 1/ 353) بعد أن ساق له حديثا: تفرد به أحمد هذا وهو منكر السند، انظر كذلك ابن الجوزي في (العلل المتناهية: 2/ 151).

14 - أحمد بن الفرج أبو عتبة الحمصي، قال الذهبي (ميزان: 1/ 128): بقية أصحاب بقية، ضعفه محمد بن عوف الطائي، قال ابن عدي: لا يحتج به، قلت: هو وسط، وقال ابن أبي حاتم: محله الصدق، مات سنة: نيف وسبعين ومئتين.

وقال ابن حجر (لسان: 1/ 369): وقال مسلمة: ثقة مشهور، وذكره ابن حبان في الثقات (8/ 45) وقال: يخطئ.

وقال ابن عدي (الكامل: 1/ 190): وأبو عتبة مع ضعفه قد احتمله الناس ورووا عنه، ....... وأبو عتبة وسط بينهما وليس مما يحتج بحديثه أو يتدين به، إلا أنَّه يكتب حديثه. فكل ما ذُكر حتى الآن من حال هذا الراوي لا يشتمل على تكذيب ولا تهمة، بل على العكس قد وثق من غير ناقد خلا ابن حبان، كمسلمة، وابن أبي حاتم، وأبي أحمد الحاكم حيث نقل عنه ابن حجر أنه قال: قدم العراق فكتبوا عنه، وأهلها حسنوا الرأي فيه، حتى أن ابن عدي بعد أن ساق أقوال المجرحين والمعدلين فيه، ذكر أنه مع ضعفه احتمله الناس، أي أن ضعفه محتمل ويمكن أن يعتبر بحديثه، وكذلك قوله: إلا أنه يكتب حديث، فالكتابة تكون إما للاعتبار أو الاختبار كما قرر أهل الفن، ولهذا فحديثه لا يُطرح بالكلية. لكنني وجدت أشد النقد ورد من محمد بن عوف الطائي حيث إنَّه كذبه فقد نقل الخطيب (تاريخ بغداد: 4/ 339) عنه أنه قال: والحجازي – أي أحمد بن الفرج - كذاب، كتبه التي عنده لضمرة وابن أبي فديك من كتب أحمد بن النضر، وقعت إليه وليس عنده في حديث بقية بن الوليد أصل، هو فيها أكذب خلق الله، إنما هي أحاديث وقعت إليه من ظهر قرطاس كتاب صاحب حديث، أولها مكتوب حدثنا يزيد بن عبد الله، قال: حدثنا بقية ...

ومحمد بن عوف قد انتقده بأكثر من هذا وفيه طعن في دينه وعدالته وأنه كان يشرب الخمر كما في تاريخ بغداد، ولكن ما نقله عنه ابن حجر في التهذيب يختلف وقد فسر كلمة يتقيأ الواردة في تاريخ بغداد بيتفتأ أي يتزيا بزي الشطار، ولهذا لم أذكر هذه الكلمة، وبخاصة أن كل من ترجم لأحمد بن الفرج هذا تحايدها، ثم إن محمد بن عوف قد أرخ هذه الحادثة عام تسع عشرة ومئتين، وأحمد بن الفرج توفي سنة سبعين ومئتين، فيكون بين وفاته وهذه الحادثة واحد وخمسون عاماً، مما يعني أن هذه الحادثة إن صحت إنما حدثت في أول سن الشباب عنده، والله أعلم.

وعلى كل حال فقد ارتضى العلماء وصف أحمد بن الفرج بالضعف، وغالبهم لم يذكر كلام ابن عوف، ومحمد بن عوف سبق وأن وصف إبراهيم بن الهيثم البلدي صاحب الترجمة رقم (7)، وبان لنا أن الحق فيه مع مخالفه، لذا أرى أن أحمد بن الفرج رجل ضعيف لكنه ليس بالسوء الذي ذكره به محمد بن عوف، والله أعلم.

يتبع إن شاء الله ......

ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[25 - 06 - 05, 10:48 م]ـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير