تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال ابن حبان في الثقات (8/ 25 – 26): ((أحمد بن صالح أبو جعفر المصري، يروى عن: ابن عيينة وعنبسة بن خالد وابن وهب، روى عنه: عثمان بن سعيد الدارمي مات في ذي القعدة سنة ثمان وأربعين ومائتين وكان أبوه من بخارى، وكان أحمد هذا في الحديث وحفظه ومعرفة التاريخ وأسباب المحدثين عند أهل مصر كأحمد بن حنبل عند أصحابنا بالعراق، ولكنه كان صلفاً تيّاهاً لا يكاد يعرف أقدار من يختلف إليه، فكان يُحسد على ذلك والذي روى معاوية بن صالح الأشعري عن يحيى بن معين أن أحمد بن صالح كذاب فإن ذاك أحمد بن صالح الشمومى، شيخ كان بمكة يضع الحديث، سأل معاوية بن صالح يحيى بن معين عنه، فأما هذا فإنه مقارن يحيى بن معين في الحفظ والإتقان كان أحفظ بحديث المصريين والحجازيين من يحيى بن معين، وكان بينه وبين محمد بن يحيى النيسابوري معارضة لصلفه عليه، وكذلك أبو زرعة الرازي دخل عليه مسلما فلم يحدثه فوقع بينهما ما يقع بين الناس وإن من صحت عدالته وكثر رعايته بالسنن والأخبار والتفقه فيها لما يجرى أن لا تخرج لصلف يكون في تيه وجد منه ومن الذي يتعرى عن موضع عقب من الناس أو من لا يدخل في جملة من لا يلزق فيه العيب بعد العيب وأما ما حكى عنه في قصة حور العين فإن ذلك كذب وزور وبهتان وإفك عليه وذاك أنه لم يكن يتعاطى الكلام ولا يخوض فيه والمحسود أبدا يقدح فيه لأن الحاسد لا غرض له إلا تتبع مثالب المحسود فإن لم يجد ألزق مثلبة به)).

ولقد استعظم بعض العلماء أن تصدر هذه المقولة عن ابن معين، فنرى أنَّ ابن حبان قد وجهها توجيهاً آخر وحاول أن يصرفه إلى آخر وهو الشمومي، ولكن الصحيح أن ابن معين إنما قصد مترجمنا، وقد رد عليه العلماء هذا القول كما سيأتي، والذي يؤكد أن ابن معين إنما أراد أحمد بن صالح المصري وليس الشمومي، أنَّ الشمومي كان مكياً، وابن معين قال: رأيته كذاباً يخطب في جامع مصر، وقد ذكر العلماء مقولات ابن معين والنسائي وغيرهما في ترجمة أحمد بن صالح المصري لا الشمومي، فقد ذكره الذهبي في (الميزان: 1/ 241) وقال: الحافظ الثبت أحد الأعلام، آذى النسائي نفسه بكلامه فيه، ..... وقال البخاري: ثقة، ما رأيت أحداً تكلم فيه بحجة، وقال النسائي أيضاً: تركه محمد بن يحيى، ورماه ابن معين بالكذب.

وقال الذهبي أيضاً في (الرواة المتكلمم فيهم بما لا يوجب الرد: 46): ثقة جليل، ولا يلتفت إلى قول يحيى بن معين في: كذاب يتفلسف، ولا قول النسائي: ليس بثقة، وقد احتج به البخاري، ولكنه فيه تيبس وجفاء عفا الله عنه، وكان شيخاً في العلم متفنناً.

وقال ابن الجوزي في (الضعفاء والمتروكين: 1/ 72): قال النسائي: ليس بثقة، وقال الدارقطني: ضعيف، وقال ابن معين: رأيته كذاباً، وقد أثنى عليه أحمد بن حنبل، وأبو نعيم، وحدث عنه البخاري، فلا يُلتفت حينذا إلى التضعيف المطلق.

أما ابن حجر فإنه ذكره في التهذيب (1/ 34): ومال إلى ما ذهب إليه ابن حبان من أنَّ الذي كذبه ابن معين هو آخر غير المصري، لكنني أرى أن كما رأى كافة المترجمين له أن الذي كذبه ابن معين هو أبو جعفر المصري سيما وأن النسائي وابن عدي قد رويا هذه الكلمة عن ابن معين، وأثبتاها في ترجمة أحمد بن صالح هذا، أما هل يُؤخذ بهذا القول أم لا؟ فحديث آخر، والراجح ما ذهب إليه ابن حبان من توثقه، وقبله البخاري وأحمد، وهو من رواة البخاري، وبهذا يترجح صنيع ابن حبان بتوثيقه على من طعن فيه، والله أعلم.

ولولا أني شرطت ذكر كل من اتهم بحق أو باطل وهو موثق عند ابن حبان لما ذكرت أحمد بن صالح المصري، الثقة الثبت.

يتبع إن شاء الله .....

ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[14 - 10 - 05, 10:52 ص]ـ

ولقدأفادنا الأخ الفاضل الدارقطني بزيادات على ما مضى من التراجم فقال: ((1 - أحمد بن معاويةالباهلي ذكره الخطيب في تاريخ بغداد (5\ص162) وقال: كان صاحب أخبار وراوية للآداب، ولم يكن به بأس.

2 - بشر بن عبيد الدارسي أبو علي، قال فيه ابن حبان في المجروحين (1\ 336 - طبعة حمدي):"من أهل البصرة، صدوق)). فجزاه الله خيراً.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير