تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكان خلاصة رأي ابن حجر به كما في التقريب: 1/ 108: صدوق يهم، رمي بالتشيع.وكذا نقل ابن حجر عن الساجي أنه قال: صدوق فيه نظر.

هذا خلا توثيق ابن حبان له كما نقلت، وتوثيق العجلي له حيث قال: ثقة عالم بالتفسير.

إذاً يتبين أن آراء علماء الرجال الذين تصدوا إلى جمع أقوال أهل الجرح والتعديل، والموازنة بينها، والخروج بخلاصات نافعة، كلها تصب في صالح السدي، والميل إلى وصفه بأوصاف معتدلة وهي الصدوق، أو حسن الحديث كما رجحت ذلك في كتابتي الأولى عن السدي.

رابعاً: بيان حقيقة ما نقل عنه من شتمه لأبي بكر وعمر، ورميه بالرفض، وهذا لم ينقل إلينا إلا من مصدر واحد وهو الجوزجاني بسند غير متصلٍ، وكل من ذكر هذا إنما اعتمد على قول الجوزجاني من خلال روايةٍ عن علي بن حسين بن واقد، وهو ضعيف، بل كان يرى رأي المرجئة كما نقل مترجموه، فسندٌ بهذه الحالة من ضعف نقلته، وانقطاع سنده، كيف نعتمده في الطعن برجل من رواة الصحيح؟! ولو تكرر هذا النقل من غير هذا المصدر المطعون فيه لكان للكلام وجهة أُخرى، ولهذا كان ابن حجر رحمه الله حذراً في عباراته حيث قال: رمي بالتشيع، ولم يقل شيعي، أو شيعي جلد، أو رافضي، كما نلاحظ هذا في أحكامه وأقواله.

خامساً: إن ما نقل من الطعن على تفسيره كما نقله غير واحد عن الشعبي أنه قال: عنما قيل له إن السدي أعطي حظاً من علم القرآن فقال: إنه أعطي حظاً من جهل القرآن فمنقوض بثناء أكثر متن واحد من التابعين وأتباعهم على علمه بالقرآن، بل إن هذه الكلمة المنقولة عن الشعبي تؤيد ما قلت، لأن الذي قال للشعبي هذا هو من التابعين أيضاً، مما يدل على أن هذا الرأي كان متداولاً عندهم، ما رواه البخاري في تاريخه عن ابن أبي خالد أنه قال: السدي أعلم بالقرآن من الشعبي، وبما رواه ابن عدي في الكامل عن سلم بن عبد الرحمن قال: مر إبراهيم النخعي بالسدي وهو يفسر القرآن فقال: أما إنه يفسر تفسير القوم، ولهذا نجد الذهبي عندما نقل هذه الكلمة التي قالها الشعبي علق عليها كما في السير (5/ 256): ما أحد إلا وما جهل من علم القرآن أكثر مما علم، وقد قال إسماعيل بن أبي خالد: كان السدي أعلم بالقرآن من الشعبي رحمهما الله، وقال سلم بن عبد الرحمن شيخ لشريك مر إبراهيم النخعي بالسدي وهو يفسر فقال إنه ليفسر تفسير القوم.

وأختم هذه المسألة بما رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/ 184) عن شريك أنه قال: ما ندمت على رجل لقيته أن لا أكون كتبت كل شيء لفظ به إلا السدى.

فبعد هذا نرتضي كلمة الشعبي هكذا دون أن نذكر ما قال سواه، أو ما رد العلماء عليها، فالإنصاف مطلوب، والله نسأل أن يرزقنا الإنصاف في كل قول وعمل.

سادساً: فيما نقله ابن معين في تاريخه عن أبي حفص الأبار أنه ناول السدي من يده إلى يده نبيذ صلب فشرب، فإن صحت الرواية، فإن النبيذ هنا يحمل على النبيذ المختلف فيه، والذي اشتد فيه الخلاف بين الحنفية ومن سواهم، ثم إن كان هذا النبيذ محرماً كيف يستجيز أبا حفص الأبار على نفسه أن يناوله للناس؟! ومن كان بهذه الصفة يقدم المشروب المحرم للناس كيف نقبل روايته؟؟

وبهذا يتبين أن السدي لا يستحق هذا الجرح الشديد الذي رُمي به قبل البعض، وأن من وثقه أو رآه حسن الحديث أو صدوق أقرب إلى توصيف حال الرجل، والله أعلم.

ـ[ابن وهب]ــــــــ[06 - 12 - 06, 09:07 ص]ـ

قال العقيلي

(حدثنا محمد بن أيوب حدثنا عمرو بن الحصين حدثنا معتمر بن سليمان عن ليث قال بالكوفة كذابان الكلبي والسدي)

وأورده المزي

(و قال عمرو بن الحصين، عن معتمر بن سليمان، عن ليث بن أبى سليم: بالكوفة كذابان: الكلبى و السدى، يعنى محمد بن مروان)

وقوله (يعني محمد بن مروان) يحتمل أن يكون من المزي

وقد ذكر ابن حبان في المجروحين

(أخبرنا عمر بن محمد قال حدثنا موسى بن زكريا التستري قال حدثنا عمرو بن حصين قال حدثنا معتمر بن سليمان قال سمعت ليث بن أبي سليم يقول بالكوفة كذابان الكلبي وذكر آخر معه)

وذكر ابن أبي حاتم

(نا عمر بن شبة النميري البصري بسامراء حدثني أبو بكر بن خلاد نا معتمر عن أبيه قال كان بالكوفة كذابان أحدهما الكلبي)

وفي تهذيب الكمال

(قال أبو بكر بن خلاد الباهلي عن معتمر بن سليمان عن أبيه كان بالكوفة كذابان أحدهما الكلبي وقال عمرو بن الحصين عن معتمر بن سليمان عن ليث بن أبي سليم بالكوفة كذابان الكلبي والسدي يعني محمد بن مروان)

وفي الضعفاء للعقيلي (المطبوع (طبعة قلجي السقيمة) الأثر عن المعتمر موقوفا عليه

(محمد بن عيسى قال حدثنا عمر بن شبة قال حدثنا أبو بكر بن خلاد قال سمعت المعتمر بن سليمان يقول أن بالكوفة كذابين الكلبي والسدي) كذا في المطبوع

والصواب كما في تهذيب الكمال

قلت (ابن وهب - غفر الله له):

أحسب أن قوله (عن أبيه) خطأ والصواب (عن ليث)

والخطأ قد يكون من قديم

وانظر تشابه الرسم بين (أبيه) (الليث)

والله أعلم بالصواب

تنبيه:

الواجب عدم تصحيح مافي النسخة بناء على ماذكر بل ينقل كما في المخطوط

ثم الباحث يبحث ليعرف الخطأ

تنبيه:

إن كان الحافظ المزي - رحمه الله- هو الذي ذكر

(يعني محمد بن مروان) فهو خطأ

وإن كان غيره فهو خطأ أيضا

والله أعلم

فالسدي الوارد في كلام الليث المراد به

إسماعيل السدي

وقد أورد العقيلي ذلك في ترجمة إسماعيل

والله أعلم بالصواب

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير