تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

صلى الله عليه وسلم فأخبره الراوي، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((حدث به الناس) قال الشيخ: قال لنا ابن أبي داود: ولد هذا الراعي بمرو يقال لهم من بني مكلم الذئب، ولهم أموال ونعم، وهم من خزاعة واسم مكلم الذئب أهبان ومحمد بن الأشعث الخزاعي من ولده.

ثنا الساجي ثنا محمد بن يحيى المازني ثنا جعفر بن جسر حدثني أبي عن مجاهد قال: لا تسموا بأسماء فيها أوه أوه، فإن أوه شيطان.

قال الشيخ: ولجعفر بن جسر أحاديث غير ما ذكرت ولم أرَ للمتكلمين في الرجال فيه قولا، ولا أدري كيف غفلوا عنه، لأنَّ عامة ما يرويه منكرٌ، وقد ذكرته لما أنكرت من الأسانيد والمتون التي يرويها، ولعل ذاك إنما هو من قبل أبيه، فإنَّ أباه قد تكلم فيه من تقدم ممن يتكلمون في الضعفاء لأني لم أرَ يروي جعفر إلا عن أبيه.

وذكر الذهبي (ميزان 1/ 403 - 404): خلاصة ما قاله ابن عدي وأضاف: وذكره العقيلي (1/ 187) فقال: في حفظه اضطراب شديد، كان يذهب إلى القدر، وحدث بمناكير، من ذلك عن أبيه عن أبي غالب عن أبي أمامة سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا كان يوم القيامة وجمع الله الأولين والآخرين في صعيد، واحد فالسعيد من وجد لقدمه موضعاً، فينادي منادٍ من تحت العرش ألا من برأ ربه من ذنبه وألزمه نفسه فليدخل الجنة))

قلت (الذهبي): هذا منكر يحتج القدرية به.

وذكره ابن حجر في لسان الميزان:2/ 111 وأضاف على ما ذكره الذهبي: وقال ابن أبي حاتم: لقبه شبان روى عن هشام بن حسان وحبيب بن الشهيد وأبيه، كتب عنه أبي وسئل عنه فقال: شيخ، وقال الساجي: حدث بمناكير وكان يذهب إلى القدر.

وذكره ابن الجوزي في أكثر من كتاب، فقال في (الضعفاء والمتروكين 1/ 170): أبو سليمان القصاب البصري قال ابن عدي:أحاديثه مناكير، وقال الأزدي: يتكلمون فيه.

لكنه جزم بكذبه في (الموضوعات: 1/ 142): باب في ذكر القدر، فقال: أنبأنا عبد الوهاب، قال: أنبأنا ابن بكران، قال: أنبأنا العتيقي، قال: حدثنا يوسف بن الدخيل قال: حدثنا العقيلى، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد، قال: حدثنا جعفر بن حسن (كذا جاء عنده في المطبوع والمخطوط ولعله من تحريف النساخ) بن فرقد عن أبيه عن أبى غالب عن أبى أمامة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا كان يوم القيامة جمع الله الاولين والآخرين في صعيد واحد، فالسعيد من وجد لقدمه موضعا، فينادى مناد من تحت العرش: ألا من برا [برأ] ربه من ذنبه فليدخل الجنة)). هذا حديث موضوع والمتهم بوضعه جعفر بن حسن وكان قدريا فوضع الحديث على مذهبه. قال ابن عدى: أحاديثه مناكير. قال يحيى: حسن ليس بشئ

ولهذا أورده ابن سبط العجمي في (الكشف الحثيث: 85) معتمداً على ما ذهب إليه ابن الجوزي فقال: جعفر بن جسر بن فرقد أبو سليمان القصاب، بصري متكلم فيه، وقد ذكر له ابن الجوزي في الموضوعات في باب ذكر القدر حديثا في سنده جعفر هذا عن أبيه، والمتهم بوضعه جعفر وكان قدرياً يضع الحديث على مذهبه، ثم ذكر تضعيفه عن ابن عدي انتهى، وقد ذكر ابن حبان في ثقاته فقال: يعتبر بحديثه إذا روى عن أبيه.

وقال ابن حبان في (الثقات: 8/ 159): عن أبيه عن ثابت البناني روى عنه أبو أمية الطرسوسي يعتبر بحديثه إذا روى عن أبيه.

وفي هذا تناقض صريح مع ما ذهب إليه ابن عدي حيث إن الأخير أرجع كثرة المناكير في حديثه لروايته عن أبيه، وابن حبان يرى أن حديثه يعتبر به إن كان عن أبيه، وهو فيما ذكر أهل الجرح والتعديل غالب روايته عن أبيه، وبهذا فحديثه منكر جداً عند ابن عدي، ويُعتبر به عند ابن حبان، ولا شك أن قول من يُقابل ابن حبان أولى بالقبول للأحاديث المناكير التي ساقوها في ترجمته، فإن قيل: إن أباه مضعف عند العلماء وهو أولى بأن يكون الحمل عليه في الحديث، فالجواب: إذا كان في الحديث رجلان مضعفان، أو أحدهما ضعيف والآخر مجهول، أو مجهولان، فليس من الصواب الحمل على أحدهما دون الآخر، إلا إن كان هناك قرينة توجب ذلك، وفي هذه الحال فكلاهما يحتمل أن يروى عنه مثل هذه المناكير، بل في بعض الأحاديث الحمل على جسر أولى من الحمل على والده فيه وبخاصة الحديث الذي رواه ابن الجوزي في الموضوعات لأنه يؤيد مذهبه.

وخلاصة القول: لقد جزم ابن الجوزي بكذبه، ووضعه الحديث المذكور، وذكره سبط ابن العجمي في (الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث): 85، ولعل الذهبي في تعليقه على كلام العقيلي ذهب هذا المذهب، إذ إن العقيلي ذكر له حديثاً منكراً، ذكر قبل ذلك أن حعفر بن جسر كان يذهب إلى القدر، فقال الذهبي وهذا الحديث يحتج به أهل القدر. مما يدل على أن هذا الحديث المنكر في هذه المسألة رواه من ينتحل هذا المذهب، وهذا كافٍ عندهم في الحكم على الراوي وإلصاق هذا الحديث فيه.

ولهذا أرى أن الأرجح والأقرب إلى الصواب قول من ذهب إلى اتهامه ورميه بالوضع وأن ابن حبان جانب الصواب في ذكره مع الثقات والله أعلم.

يتبع إن شاء الله تعالى .......

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير