تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال بن عدي وللحارث الأعور عن علي وهو أكثر رواياته عن علي وروى عن بن مسعود القليل وعامة ما يرويه (غير) محفوظ.

أما ابن معين فقد وردت عنه ثلاث روايات في هذا الراوي ففي تاريخ ابن معين رواية الدوري 3/ 360: سمعت يحيى يقول الحارث الأعور هو الحارث بن عبد الله ليس به بأس.

وفي الكامل لابن عدي كما مر: ثنا عثمان بن سعيد الدارمي قال: سألت يحيى بن معين قلت: أي شيء حال الحارث في علي؟ قال: ثقة، قال عثمان: ليس يتابع عليه.

وفي الجرح والتعديل لابن أبي حاتم كما مرَّ أيضاً: حدثنا عبد الرحمن انا ابن أبي خيثمة فيما كتب إلي قال: قيل ليحيى بن معين: الحارث صاحب علي، فقال: ضعيف.

فهذه ثلاثة أقوال رويت عن ابن معين في هذا الراوي، والراوي عنه توثيقه ذكر أنه لا يُتابع على هذا التوثيق، مما يعني أن حاله في ذلك الوقت كان معروفاً بالضعف والوهي.

ثم إذا أردنا أن نطبق أقوال أهل الجرح والتعديل في توثيق راوٍ وتضعيفه من قبل ذات الناقد فإنا سنكون أمام اختيارين؛ أولهما: طرح القولين جميعاً إن لم يترجح لنا أحد هذين القولين عن طريق النقد، وثانيهما: تقديم الجرح على التعديل، لأن المنطق يقضي بأن توثيق الراوي إنما تم على مبدأ البراءة الأصلية، وجرحه بما بان له بعد ذلك، ولهذا فالحكم إما باطراح القولين وإهمالهما من ابن معين،ـ أو ترجيح التضعيف لأنه آخر القولين حكماً لازماً.

وذكره ابن حبان في المجروحين 1/ 222 فقال: كان غاليا في التشيع واهيا في الحديث. ثم ذكر قول الشعبي فيه، وقصة مرة الهمداني معه، وتضعيف ابن معين له.

وبهذا يتبين أن لا متمسك لمن تمسك بتوثيق ابن حبان لهذا الراوي.

أما ما نُقل من توثيق ابن شاهين لهذا وأحمد بن صالح المصري، فليكن، وهل يصمد توثيق هؤلاء له أمام الكثرة الكاثرة من مجرحيه، من النقاد، والمتكلمين في الرجال، والمؤلفين في الرجال، بل كل المؤلفين في الضعفاء يمكن ذكرهم في هذا المكان ولم أنقل من كتبهم لئلا يطول الأمر جداً، كالدارقطني، والعقيلي، وابن عدي، وابن الجوزي، والجوزجاني، وغيرهم ممن ألف في الضعفاء وذكر الحارث من ضمن هؤلاء الضعفاء، عدا عن إطباق كبار العلماء على تضعيفه وعدم الرضا به.

ولنأتي الآن على أقوال المتأخرين من المتكلمين في الرجال والمؤلفين في الجرح والتعديل.

فقد قال الذهبي في الميزان: 1/ 435 - 437 الحارث بن عبد الله الهمداني الأعور، من كبار علماء التابعين على ضعف فيه. يكنى أبا زهير. عن على، وابن مسعود. وعنه عمرو بن مرة، وأبو إسحاق، وجماعة. قال شعبة: لم يسمع أبو إسحاق منه إلا أربعة أحاديث، وكذلك قال العجلى وزاد: وسائر ذلك كتاب أخذه. وروى مغيرة، عن الشعبى: حدثنى الحارث الاعور - وكان كذابا. وقال منصور، عن إبراهيم: إن الحارث اتهم. وروى أبو بكر بن عياش، عن مغيرة، قال: لم يكن الحارث يصدق عن على في الحديث. وقال ابن المدينى: كذاب. وقال جرير بن عبدالحميد: كان زيفا. وقال ابن معين: ضعيف. وقال عباس، عن ابن معين: ليس به بأس. وكذا قال النسائي، وعنه قال: ليس بالقوى. وقال الدارقطني: ضعيف. وقال ابن عدى: عامة ما يرويه غير محفوظ. وقال يحيى القطان، عن سفيان، قال: كنا نعرف فضل حديث عاصم على حديث الحارث. وقال عثمان الدارمي: سألت يحيى بن معين عن الحارث الاعور، فقال: ثقة. قال عثمان: ليس يتابع يحيى على هذا.

حصين، عن الشعبى، قال: ما كذب على أحد من هذه الامة ما كذب على على رضى الله عنه. وقال أيوب: كان ابن سيرين يرى أن عامة ما يُروى عن على باطل. وقال الاعمش، عن إبراهيم: إن الحارث قال: تعلمت القرآن في ثلاث سنين والوحى في سنتين. وقال مفضل بن مهلهل، عن مغيرة سمع الشعبى يقول: حدثنى الحارث - وأشهد أنه أحد الكذابين. وروى محمد بن شيبة الضبى، عن أبى إسحاق، قال: زعم الحارث الاعور - وكان كذابا. جرير، عن مغيرة عن إبراهيم، عن علقمة قال: قرأت القرآن في سنتين، فقال الحارث الاعور: القرآن هين، الوحى أشد من ذلك. وقال بندار: أخذ يحيى وعبد الرحمن القلم من يدى فضربا على نحو من أربعين حديثا من حديث الحارث عن على. جرير عن حمزة الزيات، قال: سمع مرة الهمداني من الحارث أمرا فأنكره، فقال له: اقعد حتى أخرج إليك، فدخل مرة فاشتمل على سيفه، فأحس الحارث بالشر، فذهب. وقال

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير