تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومثال هؤلاء: عبد الكريم بن أبى العوجاء،بيان بن سمعان النهدى، محمد بن سعيد المصلوب، غياث بن إبراهيم النخعى، أحمد بن عبد الله الجويبارى، مقاتل بن سليمان البلخى، أبو عصمة نوح بن أبى مريم و غيرهم.

ثانيا: ما يتعلق بالمتن.

وقبل الخوض فى العلامات التى ذكرها اهل العلم كى يعرف بها الحديث الموضوع دون النظر فى سنده، فلنقف وقفة نسال فيها انفسنا السؤال التالى: هل يمكن معرفة الحديث الموضوع بضابط من غير ان ينظر فى سنده؟ يجيبنا على هذا السؤال الامام ابن القيم – رحمه الله – فى ((المنار المنيف)) (ص 25 – 26) قائلا:

((فهذا سؤال عظيم القدر، وانما يعلم ذلك من تضلع فى معرفة السنن الصحيحة، واختلطت بلحمه ودمه، وصار له فيها ملكة، وصار له اختصاص شديد بمعرفة السنن والأثارومعرفة سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهديه، فيما يأمر به وينهى عنه، ويخبر عنه ويدعو اليه، ويحبه ويكرهه، ويشرعه للأمة بحيث كأنه مخالط للرسول صلى الله عليه وسلم كواحد من اصحابه.

فمثل هذا: يعرف من احوال الرسول صلى الله عليه وسلم وهديه وكلامه , وما يجوز ان يخبر به ومالا يجوز: ما لا يعرفه غيره. وهذا شأن كل متبع مع متبوعه، فان للاخص به الحريص على تتبع اقواله، وافعاله من العلم بها والتمييز بين ما يصح ان ينسب اليه ومالا يصح: ما ليس لمن لا يكون كذلك)) هـ.

وقال ابن دقيق العيد: ((كثيرا ًما يحكمون بالوضع بإعتبار امورٍ ترجع الى المروى، والفاظ الحديث. وحاصله يرجع الى انه حصلت لهم لكثرة محاولة الفاظ النبى صلى الله عليه وسلم هيئة نفسانية، وملكة قوية، وعرفوا بها ما يجوز ان يكون من الفاظ النبوة ومالا يجوز))

وقال ابن الجوزى: ((الحديث المنكر يقشعر منه جلد طالب العلم، وينفر منه قلبه))

وقال البلقينى – رحمه الله – فى ((محاسن الاصطلاح)) (ص 215):

((وشاهد هذا أن انسانا" لو خدم انسانا سنين، وعرف ما يحب، وما يكره، فادعى انسان انه كان يكره شيئاً يعلم ذلك انه يحبه، فبمجرد سماعه يبادر الى تكذيبه)).

وقال الحا فظ ابن حجر – رحمه الله – فى ((نزهة الناظر)) (ص 118 / الحلبى):

((وانما يقوم بذلك منهم من يكون اطلاعه تاما، وذهنه ثاقبأً، وفهمه قوياً، ومعرفته بالقرائن الدالة على ذلك متمكنة)) هـ.

قال الإمام ابو عمرو ابن الصلاح – رحمه الله – فى مقدمته، (ص 47): ((وقد يفهمون الوضع من قرينه حال الراوى، او المروى، فقد وضعت احاديث طويلة يشهد بوضعها ركاكة الفاظها، ومعانيها ...... )) 1هـ.

قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله – كما فى ((تدريب الراوى)) للسيوطى، 0 1/ 276): ((المدار فى الركة على ركة المعنى، فحيثما وجدت دل على الوضع، وان لم ينضم اليه ركة اللفظ، لان هذا الدين كله محاسن، والركة ترجع الى الرداءة، وأما ركة اللفظ، فلا تدل على ذلك، لاحتمال ان يكون رواه بالمعنى فغير الفاظه بغير فصيح، نعم ان صرح بانه لفظ النبى صلى الله عليه وسلم فكاذب ...... )) اهـ.

فائدة: قال السخاوى فى ((فتح المغيث)) قال ابن دقيق العيد: قولهم ((فلان روى المناكير)) لا يقتضى بمجرده ترك روايته حتى تكثر المناكير فى روايته وينتهى الى ان يقال فيه منكر الحديث، لان منكر الحديث وصف فى الرجل يستحق به الترك بحديثه)) اهـ.

قال شيخنا: ابو محمد الالفى: حفظه الله: فى ((طوق الحمامة فى التداوى بالحجامة (ص 104): ((ولعلك تدرك بشئ من حسن التأمل، ولطافة الإدراك، ان ثمة تناقضٍ واضح بين الزائف الدخيل والصحيح البين الصحة، قما خرج من مشكاة النبوة، فله نورا ًاجلى من ضوء الشمس فى وضح النهار، وعليه رونق الهيبة والجلال، فلقد أوتى صلى الله عليه وسلم جوامع الكلم، واختصر له الكلام اختصارا، إذ هو (وحى يوحى * علمه شديد القوى)، وإنه (الحق من ربك فلا تكونن من الممترين) وما كان عن كذب وافتعال، وتخرص ٍ وافتراء، وتخليطٍ لا يصدر مثله عن مشكاة البيان والفصاحة، ((الذى لا ينطق عن الهوى)) فلا يخفى على النقاد والعارفين من ائمة الشأن وجهابذته)) اهـ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير