تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

: (مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا وأصابت منها طائفة أخرى إنما قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ

فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدي الله الذي أرسلت به)

وحديث (نضر الله امرأ سمع مني مقالتي فوعاها فبلغها لمن لم يسمعها، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه)

فالنبي صلى الله عليه وسلم أثنى على حفظ الحديث وتبليغه للناس، وهذا أمر مهم ومطلوب، ولايجوز التهوين من شأنه.

فنحتاج في كل عصر إلى من يحفظ سنة النبي صلى الله عليه وسلم ويبلغها للناس.

فالذي يعاب هو ما يحصل من بعض المتفقهة من تصديهم لنشر الفقه والفتوى بدون علمهم بصحة الروايات التي يذكرونها ويستشهدون عليها

ويعاب كذلك من كان يحفظ الحديث وقد يجهل بعض الأمور المهمة مما يقوم به دينه.

أما من يحفظ الحديث حتى لو يكن عنده توسع في علم الفقه فهو محمود على ذلك.

وقوله في المقال السابق (ومن ثم فإن الإغراق في جزئيات الإسناد، وتفاصيل الرواية، ودقائق أحوال الرجال يلزم منه إغفال التوسّع في بحث المتن، وهذا من شأنه أن يوسّع الهوّة بين الحديث والفقه؛ لأن مبنى الفقه على المتن، والمتن إذا لم يُمحّص بغربال النقد استخلصت منه أحكام قد تضيّق واسعاً، أو توسّع ضيقاً، أو تستدرك على الشرع ما ليس منه).

فقوله هذا غير صحيح، بل لايلزم من الاهتمام بأحوال الرواة وتفاصيل الرواية إغفال التوسع في بحث المتن، ويمكن الجمع بينها كما حصل لأئمة كثر.

وقوله ((1) يعدّ الدكتور يوسف القرضاوي من الدعاة الرواد الذين رفعوا صوتهم بضرورة الوصل بين الفقه والحديث، وكتبه في فقه التيسير والتجديد ناطقة بذلك، نذكر منها كتاب: (الفقه الإسلامي بين الأصالة والتجديد)، مكتبة وهبة، القاهرة، ط 2، 1419هـ/ 1999م، ص 35.)

فالدكتور القرضاوي ليست له ريادة في مجال الجمع بين الفقه والحديث، بل له أمثلة متعددة في رده لأحاديث نبوية بعقله بطريقة مخالفة لما عليه علماء الإسلام

ولايعرف عن الدكتور القرضاوي اهتمامات علمية بعلوم السنة النبوية ودراستها على طريقة المحدثين، فكلامه في هذه المسالة يكون قاصرا وغير علمي.

ـ[الزقاق]ــــــــ[24 - 08 - 05, 04:24 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

و الصلاة و السلام على محمد وعلى آله وصحبه.

و بعد فإن اختيار الأخ أبي مهند النجدي كان موفقا أقصى التوفيق إذ الموضوع حي مثمر ثم إن للكلام فيه مجال فالله أسأل أن يوفقنا في ما نأتي و ما نذر لما يحبُّ و يرضى ويصرف عنا شر الجدل العقيم. آمين.

ثم إني لمَّا قرأت هذا الموضوع ثارت لدي تساؤلات و عنت لي اعتراضات كثيرة بعضها مردها لا شك لبقية العصبية و اطمئنان النفس إلى ما عهدت ونفورها عن ما يمس بتلك الثوابت وقانا الله شرها. ولكن من تلك الاعترضات والتساؤلات ما مرده إلى اختلاف في الرأي ولذا أحببت أن أعرضها هنا لعل الأخوة يساعدونا في الوصول إلى الصواب بما يقفون عليه من النقول و غيرها.

أولا

من ما يعضد ما ذكر الكاتب عن أهمية الموضوع أننا نلاحظ أنه غدا مربعا للمغرضين من المستشرقين وأذنابهم و خاصة الفرنسيين و بعض أهل المغرب العربي. فقد كنت قبل سنة اطلعت على كتاب ألفه الفيلسوف المغربي الذائع الصيت عبد الله العروي عنوانه "الإسلام والتاريخ" تحدثي فيه بإسهاب عن المنهجين المذكورين و أبدا كل براعته ليقنع القارئ أن هنالك فرقة و قطيعة تكاد تكون عدائية بين أهل المدرستين و أن سبب ما نراه من سوء حال أهل الإسلام تغلب أهل الحديث "المثاليين" و تراجع أهل الفقه "الواقعيين". و لما كان المسلم مطالبا بالعدل في القول والعمل فإنه لا يسعني إلا أن اعترف أن الرجل قد أوتي جدلا و ذكاء خارقا مع سعة في الاطلاع و لكنه كدأب أهل تلك المدرسة لم يسلم من الحجج الكلامية الفارغة التي يقصد بها التلبيس على القارئ. أريد أن أقول إنه يجب على أهل العلم الربانيين أن يكتبوا في هذا الموضوع وأن لا يتركوه لأصحاب الأهواء. و الله أعلم.

ثانيا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير