قرأته على عجل وهو بحث جيد يا شيخ سعيد.
افتقدناك يا رجل! كيف تسير أمورك؟
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[05 - 02 - 09, 08:01 ص]ـ
مرحبا بك أخي أبا صهيب، الحمد لله أنا على وشك الانتهاء، ربما لم يبق إلا نحو الأسبوع من الآن، أشكرك على سؤالك.
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[05 - 02 - 09, 08:11 ص]ـ
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[05 - 02 - 09, 08:13 ص]ـ
كتبت البحث على ملف ويب وألصقته ليظهر مكتوبا فلم يظهر
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[05 - 02 - 09, 08:24 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونؤمن به، ونتوكل عليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلله فلا هادي له، ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
فهذا بحيث صغير اختاره لي شيخنا الأستاذ الدكتور شرف القضاة، في مادة التجديد في علوم الحديث، وهو بعنوان الواقع والحكم على الحديث، تقعيد وتأصيل، وإنما اختاره شيخنا - حفظه الله - لكونه يناسب المادة من حيث كونه جديداً، والحقيقة كذلك، إذ إني لم أجد في هذا الباب مؤلفاً يعالج موضوع هذا البحث.
وقد جعلت هذا البحث في مطلب تمهيدي، ومطلبين آخرين؛ المطلب التمهيدي في نطاق البحث، وفيه مسألتان؛ الأولى في المراد بالواقع، والثانية في المراد بالحديث، والمطلب الأول في رد الحديث بسبب مخالفته للواقع، وفيه مسألتان؛ الأولى في اشتراط عدم مخالفة الواقع للحديث، والثانية في تحقق مخالفة الحديث للواقع، والمطلب الثاني في قبول الحديث بسبب موافقته للواقع، وفيه مسألتان؛ الأولى في ظهور التوافق بين الواقع والحديث، والثانية في مدى تحقق شروط القبول.
المطلب التمهيدي: نطاق البحث،
وفيه مسألتان؛ الأولى: المراد بالواقع،
والثانية: المراد بالحديث
المسألة الأولى: المراد بالواقع
الواقع اسم فاعل من الوقوع، يقال وقع الشيء يقع وقوعاً فهو واقع، أي كان أو حصل أو حدث أو ثبت ونحو ذلك، ومنه قوله تعالى: {فإذا هي تلقف ما يأفكون فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون}، أي حدث بالفعل ما ذكره الله عن موسى بقوله {ما جئتم به السحر إن الله سيبطله}.
وعليه فإن المراد بالواقع هو الشيء الكائن أو الحادث أو الحاصل، وهذه اللفظة لكونها اسم فاعل يمكن أن يراد بها ما يتوقع في المستقبل، ومن ذلك قوله تعالى: {إن عذاب ربك لواقع}، أي لنازل كائن، ويمكن أن يراد بها ما قد سبق وقوعه في الماضي، ويمكن أن يراد به ما وقع في الحاضر، وهو المتبادر عند الإطلاق.
والمراد بالواقع في هذا البحث كل ما وقع، سواء كان وقوعه في الماضي القديم، أم في الماضي القريب، أعني الحاضر، أما سبب كون المراد به ما وقع فعلاً، فلأن ما يتوقع وقوعه ولما يقع لا يمكن أن يجزم بنفيه أو إثباته إلا على جهة التصديق، وأما سبب كون المراد به ما وقع في الحاضر والماضي أيضاً فلأن القصد بالبحث التقعيد والتأصيل، وهذا لا يختص به الواقع في الحاضر دون الماضي، ولا العكس.
ويتبين مما تقدم أن الواقع شيء تعود معرفته إلى الإحساس، لأن تفسيره بالحادث أو الكائن يقتضي ذلك، فيدخل فيه كل ما وقع، سواءً كان إدراكه عن طريق المشاهدة، أو السمع، أو أي طريق من طرق الإحساس، ويدخل في ذلك ما كان مرده إلى شيء محسوس، مما صح نقله من الوقائع التاريخية، أو ثبت علمياً.
ويخرج من ذلك ما كانت معرفته راجعة إلى العقل دون الإحساس، من تصور أو تصديق، كمعرفة الخالق، وقياس الأمور بأمثالها، ومعرفة الحساب، والاستدلال، وغير ذلك، مما يستقل العقل بالنظر فيه ومعرفته، وأما ما يكون مرد معرفته إلى العقل والحس في آنٍ واحدٍ كمعرفة أن المعدوم لا نفع فيه فإن مثل ذلك داخل فيما نحن بصدده لكونه مدركاً بالحس، وإن كان يدرك بالعقل أيضاً.
المسألة الثانية: المراد بالحديث
من المعلوم أن الكلام ينقسم إلى قسمين؛ الأول الإنشاء، والثاني الخبر، والإنشاء ما لا يحتمل التصديق أو التكذيب، وأما الخبر فهو ما يحتمل أحدهما، فهو إما كذب أو صدق، بلا واسطة بينهما، وذلك بناء على مطابقته للواقع أو عدم مطابقته له، وهذا هو قول جماهير أهل العلم.
¥