ـ[ابن الحاج الجزائري]ــــــــ[07 - 09 - 05, 08:44 م]ـ
أولا وقبل كل شيْ أشكركم على هدا التجاوب مع الموضوع،وأقول:
حول نزول المغاربة في الإسناد فليس من مفردات ابن نقطة فقط، وقد وصفهم غيره بذلك، قال الذهبي في تذكرة الحفاظ للذهبي (4/ 1355) - بعد أن ذكر جماعة من الأندلسيين-:" وهؤلاء المغاربة لا يكاد يقع لنا حديثهم إلا بنزول ثم هم نازلون في الإسناد فيبقى نزول على نزول وبالله الإستعانة " اهـ.
أماحول تخريج حديث: (لا يزال أهل المغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة)، أصل الحديث عند مسلم من رواية هشيم بالإسناد المذكوربلفظ لا يزال أهل الغرب … (الحديث) فتعليل الحديث بتدليس هشيم غير وارد، نعم اختلفوا في ثبوته بلفظ المغرب لعدم سلامة أكثر طرقه من رواية الضعفاء، لكن ضعفهم ينجبر- إن شاء الله-، خاصة إذا علمت أن للحديث شواهد كثيرة تقويه. وبيان ذلك:
أن لفظة "الغرب" الواردة في رواية الصحيح اختلف أهل العلم في معناها على أوجه (راجع له الفتح لابن حجر (13/ 295):
قال القاضي عياض:" قال ابن المديني: المراد بالغرب: الدلو." لأنهم أصحابها لا يستقي أحد غيرهم.
وقيل المراد بالغرب أهل القوة والإجتهاد في الجهاد.
3 - وقيل - وهو الصحيح ومحل الشاهد- أن المراد بالغرب البلد وهم أهل الشام لأن الشام غربي الحجاز. وهو الذي تنصره الأحاديث الصحيحة البالغة حد التواتر في فضائل الشام وما يكون من أمرهم في آخر الزمان وأنهم الطائفة المنصورة - جعلنا الله من أهلها-، ويعضده أيضا أن لغة النبي صلى الله عليه وسلم وأهل مدينته في أهل الغرب أنهم أهل الشام (راجع تخريج فضائل الشام ودمشق للعلامة الألباني ص:21)
أما تفسيره بالدلو كما سبق فهو ضعيف ولا يصرفه عن ذلك إلا رواية " المغرب" الصريحة في كون المقصود به هو بلد وهو أرض الشام كما ذكرنا، ولا مانع أن يكونوا حينئذ أهل قوة واجتهاد كما ورد في التفسير الثاني بل هم كذلك يصححه النص والواقع (أنظر مقالي: مذهب طريف …التصحيح بالواقع .. ) أما ما حاوله الحافظ في الفتح (13/ 295) من جمعه بين النصوص بقوله:" ويمكن الجمع بين الأخبار بأن المراد قوم يكونون ببيت المقدس وهي شامية ويسقون بالدلو وتكون لهم قوة في جهاد العدو وحدة وجد". فظاهر التكلف والله أعلم.
4 - وهناك تفسير رابع للحديث - وهو الذي درج عليه جمهور المغاربة- من كون اللفظ الوارد في الحديث إنما يعنيهم، والمقصود بالمغرب مغربهم لا أرض الشام،ولهذا أورده أبو العرب في فضائل أفريقية، لكنه قال (ص:64):"وذكر يحيى بن عمر عن أحمد بن عمران الأخفش أن المغارب التي عنيت في هذا الحديث الشام" وهوالصحيح جمعا بين الأحاديث (وراجع تخريج فضائل الشام ودمشق للعلامة الألباني ص: 21 و السلسلة الصحيحة حديث رقم965).
والحديث باللفظ المذكور أخرجه من المغاربة أبو عمروالداني كما في السنن الواردة في الفتن، وأبو العرب القيرواني في فضائل أفريقية من طريقين وأورد له شواهد، وبقي بن مخلد في مسنده فيما نقله التادلي في التشوف (ص:2) (كما أفاده صاحب تراث المغاربة)، وكنت أظن أنه خرج بهذا اللفظ عند مسلم من رواية القلانسي التي تفرد بها المغاربة، فلهذا أوردت الحديث في الفقرة الخامسة الآتية وهي "ما انفردوا به من ألفاظ وزيادات"، وقلت هناك: وقد وردت في روايات المغاربة للصحيح التي انفردوا بها بلفظ "المغرب" … لكني لم أر القاضي عياض نبه على ذلك في شرحه، وجرني علىذلك أني كنت سمعت قديما - من بعض من استفدنا منهم- من نسبه للصحيح في رواية القلانسي، فأنا الآن أتراجع، فالشكر أولا للأخ الذي حفزني على النظر في التخريج والله الموفق لا رب سواه.
والآن أشرع في ذكر ما تبقى من البحث وبه ينتهي الجزء الأول منه وهو ما انفردوا به في أبواب الرواية:
ـ[ابن الحاج الجزائري]ــــــــ[07 - 09 - 05, 08:48 م]ـ
3) - وانفردوا برواية أكبر مسند في الإسلام مسند بقي بن مخلد الأندلسي:
¥