المغربية زاخرة بالكثير الطيب من آثار السلف الذي حفظه لنا المغاربة. وما أجمل ما قاله الشيخ عبد الحي الكتاني في هذا السياق في كتابه الماتع التراتيب الإدارية في نظام الحكومة النبوية (2/ 426):"فالأصل الأصيل لتلك المدنية الإسلامية القرآن الكريم الذي جمع فأوعى وكان حفظه الذي ينسى على ممر الدهور السبب العظيم لحفظ ضوابط تلك المدنية الإسلامية، وقد حازت منه الأمة المغربية أوفر الحظوظ حتى قالوا: إن القرآن نزل بلغة العرب ففسره العجم وحفظه المغاربة ونطق به أهل مصر وأحسن الإستماع إليه الترك وعمل بالقسم الأخروي منه أهل اليمن…".
قال أبو سهل محمد بن فرات العبدي:" قدم زياد بن الحارث الصدائي - صحابي- إلى أفريقية وانفرد أهلها بحديثه، وحديثه من إحدى الغرائب التي أغرب بها".
ت: ومن غرائبهم أيضا أحاديث تجدها تحت ترجمة:
بشير (أو بشر) بن يزيد الأزدي الأفريقي، وجبرون بن واقد الأفريقي، وجميل بن كريب المعافري،و حاتم بن عثمان أبو عثمان الأفريقي، وداود بن يحيى الأفريقي، وسليمان بن ابراهيم بن زرعة القيرواني، وسليمان بن عمران القيرواني، وسند بن يحيى المغربي، وضمضام بن لحية الأندلسي، وعبد الله بن عثمان المعافري، وعبد الله بن أبي غسان الأفريقي، وعبد الرحمن بن أشرس الأفريقي، وعبد الملك بن حبيب، وعبد الرحمن بن بشير
الأزدي، وعبيد بن يحيى الأفريقي، وعثمان بن الخطاب البلوي، وعثمان
بن عبد الله الأموي، وعنبسة بن خارجة الغافقي، وعون بن عبد الله بن عمر
بن غانم الأفريقي، وصالح بن عبد الله القيرواني و عبد الله بن فروخ
الأفريقي، و عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي، و الفضل بن صالح بن
عبد الله القيرواني، وفرات بن محمد بن فرات العبدي الأفريقي، ومحمد بن عبد الله المطماطي البزار، و محمد بن عبد الله المعافري …وغيرهم جمعت رواياتهم وما قيل فيها و ناقشت بعضها في جزء في علل مرويات المغاربة المشار إليه في المقدمة. وبالله التوفيق.
5) - وانفردوا بأسانيد وطرق:
أخرج الدارقطني في غرائب مالك من وجهين عن يحيى بن خشيش القيرواني عن أحمد بن يحيى بن مهران القيرواني، زاد في احداهما سليمان بن عمران قالا: أخبرنا أبو خارجة عنبسة بن خارجة الغافقي حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر رفعه: (لعن القدرية والمرجئة على لسان اثنين وسبعين نبيا، اولهم نوح وآخرهم محمد).
قال الدارقطني:" هذا إسناد مغربي، ورجاله مجهولون ولا يصح.
ت: وهذا النوع استوفيته في جزء العلل المذكور، والله الموفق لا رب سواه.
وجاء في كتاب "المجلى في تحقيق أحاديث المحلى" لأحد المعاصرين وهو الشيخ علي رضا بن عبد الله بن علي رضا (ص:223) تحت عنوان: انفراد ابن حزم بأسانيد لا توجد عند غيره، قال:" روى ابن حزم في المحلى (11/ 122) بإسناده حديث عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا:لا تنكحوا النساء لحسنهن فعسى حسنهن أن يرديهن، ولا تنكحوهن لأموالهن … (الحديث). قلت: احتج به ابن حزم في كتاب النكاح لبيان النهي عن أن تنكح المرأة لمالها، والحديث أخرجه ابن ماجه في سننه (1859)، والبيهقي في الكبرى (7/ 80) وعبد بن حميد في مسنده كما في المنتخب (328)، وضعف إسناده البوصيري من أجل الأفريقي واسمه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، ثم ذكر له شاهدا من حديث عوف بن مالك عند البزار أنظر زوائد ابن ماجه (667) وكذا ضعفه الألباني في الضعيفة من أجل الإفريقي ورد على البوصيري ذكره لحديث أبي هريرة في الصحيحين لحديث الباب، وذكره للحديث عند ابن حبان بإسناد آخر.
قلت: وفات الجميع متابعة سلمة بن شبيب للإفريقي في رواية ابن حزم، ولهذا صححته في كتابي هذا ولله الحمد والمنة"اهـ.
ت: وانظر ترجمة الأفريقي وبيان حال مروياته في سلسلة "العبرات المتساكبة على تراجم المغاربة".
6) - وانفردوا بألفاظ وزيادات:
قال أبو العرب القيرواني محمد بن أحمد بن تميم القيرواني في "فضائل أفريقية":وحدثني محمد بن بسطام الضبي عن أبي الحسن أحمد بن صالح قال: حدثنا محمد بن الصباح عن هشيم بن بشير الواسطي عن داود بن أبي هند عن عبد الرحمن بن مل النهدي عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. (لا يزال أهل المغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة).
¥