تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومن أوائل الذين استعملوا الترتيب المشرقي أمير المؤمنين في الحديث وفقهه أبو عبد الله البخاري (ت:256) في كتابه التاريخ الكبير- تنظر مقدمته (1/ 11) - وفي غيره، وتبعه الإمام مسلم بن الحجاج (ت:261) في كتابه الكنى والأسماء، والإمام أبو عبد الرحمن النسائي (ت:322) في كتابه الضعفاء أيضا، والإمام أبومحمد عبد الرحمن بن أبي حاتم (ت:327) في كتابه الجرح والتعديل، وغيرهم ..

وسبقهم إلى هذا الترتيب برمته الإمام اللغوي أبوعمرو الشيباني (ت:206) في كتابه الجيم وقد عد أول من رتب المعجم حسب أوائل الحروف، وكل هؤلاء قدم الواو على الهاء لكن الإمام اللغوي إسماعيل بن حماد الجوهري - المتوفى قبيل الأربعمائة- صاحب الصحاح قدم في كتابه المذكور الهاء على الواو، وقد تبعه على ذلك جمهور متأخري علماء الحديث ومنهم: أبو الحجاج المزي (ت:742) في كتابه الفريد: تهذيب الكمال.

أما ترتيب المغاربة فمن أوائل من استعمله الفقيه المحدث محمد بن حارث الخشني القيرواني ثم الأندلسي (ت:361) في كتابه تاريخ علماء الأندلس، وتبعه الإمام أبو الوليد الباجي (ت:474) في كتابه التعديل و التجريح لمن خرج عنه البخاري في الجامع الصحيح فقال في مقدمته:" وأنا إن شاء الله آتي بما شرطته في أسماء الرجال على حروف الهجاء بالتأليف المعتاد في بلدنا"اهـ. وكذلك الإمام القاضي أبو الفضل عياض السبتي (ت:544) في كتابه مشارق الأنوار على صحاح الآثار والإمام أبو عبد الله بن الأبار (ت:658) في كتابيه: التكملة لكتاب الصلة، والمعجم في أصحاب الإمام القاضي أبي علي الصدفي، والإمام أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن الزبير الغرناطي (ت:708) في كتاب صلة الصلة، وغيرهم (5)

8) - وانفردوا بمنهج فريد في اختصار الأسانيد:

جرت عادة بعض المحدثين بحذف بعض ألفاظ أداء الحديث والرواية له، أو اختصارها والرمز لها في الخط دون النطق لتكررها في كل إسناد فيحذفونها بالمرة، أو يختصرونها بالرمز إليها، لكسب الوقت، وراحة اليد، ولغلاء الورق لديهم، إذ غالبهم كانوا أهل فقر وإملاق.

فمما يحذفونه: كلمة (قال)، يحذفونها خطا في أثناء كتابة الإسناد، لتكررها مرارا كثيرة، ويقولونها نطقا في أثناء القراءة، ومثلها كلمة (قيل له) في مثل " قرئ على فلان أخبرك فلان"، وأيضا كلمة (روى) يحذفونها حين يسوقون السند بطريق العنعنة فيقولون " فلان عن فلان…". قال الغزالي في المستصفى من علم الأصول (1/ 170) في أواخر مباحث السنة:" استثقلوا أن يكتبوا عند كل اسم: (روى عن فلان سماعا منه)، وشحوا على القرطاس والوقت أن يضيعوه، فأوجزوا ". وقال الخطيب البغدادي في "الكفاية" (باب الكلام في إرسال الحديث ومعناه…):" وانما استجاز كتبة الحديث الاقتصار على العنعنة، لكثرة تكررها …" اهـ، ومما يختصرونه أيضا كلمة (أنه)، كحديث البخاري في كتاب الوضوء في (باب حمل العنزة مع الماء):"ن عطاء بن أبي ميمونة سمع أنس بن مالك يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:…". قال ابن حجر هنا:" قوله (سمع أنس بن مالك) أي أنه سمع، ولفظة (أنه) تحذف في الخط عرفا"اهـ، وقد يختصرون جزء من الإسناد كحذف جملة (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم) بلفظة (مرفوعا) أو (رفعه)، أو (مرسلا) أو (معضلا) عند حذف الواسطة من صحابي أو تابعي كما لا يخفى.

ومما يختصرونه في الإسناد من الألفاظ في الكتابة، وينطقون به تاما عند الآداء: كلمة (حدثنا) و (أخبرنا) و (أخبرني)، أما (حدثنا) فيختصرونها بلفظ (ثنا) أو (نا)، وتقرأ تامة (حدثنا) ووقعت في بعض الكتب مختصرة إلى (حنا) وهو اختصار غريب لم يذكره أهل المصطلح، وأما (حدثني) فتختصر غالبا ب (ني) أو (دني) أو (ثني) أو (دثني)، و (أخبرنا) إلى (أنا) و (أني) في حال (أخبرني)، وأيضا (قال حدثنا) ب (قثني)، ومما يختصرونه حاء التحويل وقد مرت.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير