تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

13) - وانفردوا بعلامات ترقيم: وهي من استعمالات المحدثين كما تجده في ترتيب المصنفات والترميز وغيرها وقد مر التنبيه على انفراد المغاربة بعلامات الترقيم كالصفر وما يلحقه من رموزهم المعهودة، ويدخل أيضا في هذا الباب حساب الجمل وترتيبهم فيه غير ترتيب المشارقة.

قال ابن حجر في الفتح (11/ 351) وقد ساق حديث ابن زمل -وهو موضوع- (الدنيا سبعة آلاف سنة بعثت في آخرها):" جوز السهيلي أن يكون في عدد الحروف التي في أوائل السور مع حذف المكرر ما يوافق حديث ابن زمل وذكر أن عدتها تسعمائة وثلاثة. قلت (ابن حجر): وهو مبني على طريقة المغاربة في عد الحروف، وأما المشارقة فينقص العدد عندهم مائتين وعشرة فإن السين عند المغاربة بثلاثمة والصاد بستين وأما المشارقة فالسين عندهم ستون والصاد تسعون فيكون المقدار ستمائة وثلاثة وتسعين …"اهـ.

ت: والحروف هي:

أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ

أول حرف منها عن واحد ثم الثاني عن اثنين ثم الثالث عن ثلاثة والرابع عن أربعة …إلى أن تصل العشرة، ثم يكون كل حرف بعشرة إلى أن تصل المائة، ثم يكون كل حرف بمائة إلى أن تصل الألف، وينتهي.

14) - وانفردوا بخطوط: وهو من مواضيع علماء الرسم القرآني خاصة وقد تأثر بذلك أهل الحديث حتى صار من مواضيعهم فعقدوا له فصولا في كتبهم كما مر، وللمغاربة في هذا الباب خطهم الشهير الذي انفردوا به عن المشارقة ومن أمثلته: تنقيط القاف بواحدة فوقها والفاء بواحدة تحتها، وعدم نقط النون والفاء والقاف إذا تطرفت لعدم التباسها بغيرها …الخ.

فصل في اختياراتهم وآرائهم التي اشتهروا بها:

نذكر في هذا الفصل اختيارات المغاربة وآراءهم في هذا العلم الشريف التي شاركهم فيها غيرهم، أو التي اشتهروا بها، والذي حملني على ذكرها في هذا الفصل أمور وهي:

1/أن ذكرها تعميما للفائدة أفضل من إغفالها.

2/أنها بموضوع التفرد ألصق، فإن قيل: إن التفرد يقتضي عدم المشاركة، نقول:

3/لسنا نعلم هنا أن المشاركة وقعت بسبب تقليدهم لاختيار من شاركهم أم العكس أوغير ذلك. فاقتضى التنبيه.

وعليه فمن جملة اختياراتهم:

1) -إطلاقهم لكلمة " الفهرس والبرنامج" على المعاجم والمشيخات:

اهتم المغاربة بكتب الفهارس والبرامج أيما اهتمام وعكف الكثير منهم على تأليف فهارس شيوخهم، ورغم ما أصاب الدراسات الحديثية من نكسات في المغرب إلا أن حرص المغاربة على تدوين الفهارس بحافز خدمة العلم والانتساب إلى أهله والنضمام إلى سلاسل الرواة - كما يصرح في كثير من مقدماتها- ظل دهرا بالمغرب فلا يكاد يخلو عالم منهم من تأليف فهرس يحرص فيه على اتصال سنده وعلوه، وقد قام بعض الباحثين بدراسة موضوع فهارس المغاربة في حقبة معينة فأتى بما يعجب له في هذا الباب.

والفهارس جمع لكلمة "فهرست" وهي في الأصل فارسية قيل في تعريبها فهرس (بكسر الفاء والراء)، وقد عبر الإمام أبو عبد الله الرهوني عن المعنى الاصطلاحي لهذه الكلمة فقال:" الكتاب الذي يجمع فيه الشيخ شيوخه وأساتذته وما يتعلق بذلك". والبرامج جمع لكلمة برنامج الفارسية الدالة لى الورقة الجامعة للحساب في الأصل، ويسمي المحدثون الكتاب الجامع لأسماء شيوخ المحدث ومروياته عنهم " المشيخة" التي أطلق عليها " المعجم" عندما روعي ترتيب المشايخ على حسب الحروف الهجائية.

ولئن شاع كلمة ثبت ومعجم ومشيخة في المشرق للكتاب الذي يتحدث فيه مؤلفه عن شيوخه وما أخذ عنهم فإن المغاربة والأندلسيين شاع عندهم استعمال كلمة الفهرس والبرنامج لهذا النوع من الكتب " (1).

ومن جملة اختياراتهم الشهيرة أيضا:

2) - تفضيل صحيح البخاري على مسلم (2):

3) - جعل الموطأ السادس في الترتيب (2):

4) -اختيارهم لمصطلح "الجامع" في التبويب (3):

5) - اختيارهم للعناوين الطويلة (4):

هذا ما عن لي جمعه في هذا البحث، أعرضه على السادة طلبة العلم رجاء الإفادة والإستفادة،و قصدت من ورائه أيضا التعريف بجهود قوم خذلهم التاريخ وأهملهم فأبوا إلا فرض أنفسهم عليه، وهاهو الآن يعيد خبثه فيضعهم في طي النسيان والإهمال حتى طمع في تاريخهم الاستعمار - أستغفر الله- بل الاستدمار فصار يناقشنا في بدهيات ديننا وتاريخنا …

قال علامةالجزائر وباني نهضتها الشيخ عبد الحميد بن باديس:" …ولكن هذا المغرب العربي رغم التجاهل والتناسي من إخوانه المشارقة كان يبعث من رجال السيف والقلم من يذكرون به ويشيدون باسمه ويلفتون نظر إخوانهم المشارقة إلى ما فيه من معادن للعلم والفضيلة ومنابت للعز والرجولة ومعاقل للعروبة والإسلام …"

ابن باديس: حياته وآثاره (4/ 144)

وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا الله أستغفرك وأتوب إليك.

تم

كتب أحدهم على ظهر مخطوط " بديع المعاني شرح بديعية القازاني":

لله الحمد دوما إذ هداني ... لما ألفت مع ضعفي وكربي

فإن تنظر خطا والعبد يخطي ... فأصلح زلة بانت بكتبي

وإن تنظر صوابا فاثن خيرا ... فهذا كله من فضل ربي

وعلى ظهر مخطوط " لقط المرجان في أحكام الجان" للسيوطي:

وإن تجد عيبا فسد الخللا ... تبق عند الله في عين الملا

لا تعاير من به عيب وقل ... جل من لا عيب فيه وعلا

ولآخر:

وإن تجد عيبا فسد الخللا ... واكس ما تلقاه فضلا حللا

وبخاتمة متن السلم للعلامة الأخضري الجزائري:

وكن أخي للمبتدي مسامحا ... وكن لإصلاح الفساد ناصحا

وأصلح الفساد بالتأمل ... وإن بديهة فلا تبدل

وقل لمن لم ينتصف لمقصدي ... العذر حق واجب للمبتدي

وبخاتمة ألفية ابن الوردي في تعبير المنامات:

الناس لم يصنفوا في العلم ... لكي يكونوا هدفا للذم

ما صنفوا إلا رجاء الأجر ... والدعوات وجميل الذكر

لكن عدمت جسدا بلا حسد ... ولا يضيع الله أجرا لأحد

والله عند قول كل قائل ... وذو الحجا من نفسه في شاغل

(1) - مقدمة تحقيق فهرس ابن عطية (ص:39 وما بعدها)

(2) - راجع له كتب المصطلح.

(3) - مقدمة محققا كتاب الجامع لابن أبي زيد القيرواني ونقلها عنهما واستحسنها الشيخ أبو عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري في كتابه " الذخيرة في المصنفات الصغيرة".

(4) - من فوائد الشيخ أبي غدة- رحمه الله- كما في حواشيه على كتاب الإنتقاء لابن عبد البر

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير