ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[03 - 11 - 05, 02:41 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الوقفة الثالثة عشرة:
قال السقاف (ص:95): "ضعف الألباني ابن عقيل هذا في رده على العلامة البوطي…ما نصه "فإن ابن عقيل هذا تابعي على ضعف فيه، قال الحافظ في"التقريب": "ويقال: تغير بآخره" ".
قلت: والحق أن الشيخ ما كان رد الرواية من أجله، بل لأنها مرسلة، فقال الشيخ: "ومما يبعد كونه أنه عنده أنه مرسل، فإن ابن عقيل هذا تابعي على ضعف فيه…" ثم سرد الشيخ هذا الأثر وبين إرساله ولم يعله بابن عقيل، بل أعله بالإرسال فانظره (ص:9 - 10).
لذلك حسن الشيخ حديثه في "السنة" لابن أبي عاصم (ص:222).
وقول الشيخ في عبد الله بن محمد بن عقيل (على ضعف فيه) لا يعني تضعيفه كما لا يخفى لذلك فإن الشيخ قد حسن حديثه في أكثر من موضع، فقال في "الصحيحة" (5/ 443): "وأقول إنما هو حسن فقط للخلاف المعروف في ابن عقيل".
وقال (5/ 99): وقال الدار قطني: "ابن عقيل ليس بقوي".
قلت: الظاهر أنه عنى الجد وهو عبد الله بن محمد بن عقيل فإنه مختلف فيه والراجح فيه أنه حسن الحديث إذا لم يخالف…".
وقال في " الصحيحة" (4/ 548): "قلت: ابن عقيل فيه كلام من قبل حفظه وهو حسن الحديث إن شاء الله تعالى لا سيما عند المتابعة كما هنا…".
وغير هذه المواطن مما لو أردت استقصائه لطال الأمر لكم بما بينته لك حصل المطلوب.
واعلم ان الذي أدخل السقاف في هذه اللجاجة عدم معرفته لمصطلح أهل العلم بقولهم: "على ضعف فيه: أو: " فيه ضعف يسير"، وغير ذلك من الألفاظ التي جهلها أو تجاهل معناها ليحصل مأربا في نفسه، فبان عواره بحمد الله.
الوقفة الرابعة عشرة:
هشام بن سعد: أورده الشيخ في " الصحيحة" (1/ 325) وقال: "هشام بن سعد ثقة حسن الحديث" أ. هـ.
وقال في "إرواء الغليل" (1/ 283): "لكن هشاما هذا فيه ضعف من قبل حفظه" فيا للعجب.
قلت: نعم؛ حق لمن لا يعرف هذا العلم العجب والاستغراب وأن يظهر عظم الدهشة، ونرشده فنقول: إن من كان ثقة في نفسه لا يلزم أن يكون ثقة في روايته، بل ربما كان ضعيفا وربما كان حسن الحديث، وصاحب الوصف: "فيه ضعف" أو: "على ضعف فيه" كما مر، ولا يلزم ان يكون فيمن ردت روايته بل هو ممن يحسن حديثه إذا لم يخالف.
وقد أورد الشيخ هشام بن سعد في "الصحيحة" (4/ 183) فقال: " وفي هشام بن سعد كلام لا يضر…"
وقال فيها (ص:285): "قلت: وهذا إسناد حسن رجاله رجال الشيخين غير هشام بن سعد وهو صدوق له أوهم". وقال: فيها (ص:377): "وهذا إسناد حسن ورجاله ثقات رجال مسلم على ضعف في هشام". وقال في" الصحيحة" (3/ 8):"قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم ولولا أن هشاما هذا له أوهام لحكمت عليه بالصحة".
ومما طواه السقاف (كذاب البلقاء) وكتمه في نقله عن (الإرواء) أن رواية هشام في (الإرواء) فيها مخالفة لمن هو أوثق منه، فها هنا صرح العلامة الألباني بحقيقة حال هشام، وأما في المواضع الأخرى، فروايته على الجادة، فتنبه.
ومثل هذا كثير لو أردنا استقصاءه لطال بنا الأمر ولكن نكتفي بإعطاء مفتاح لطالب الحق ليعي مقاصد أهل العلم في عباراتهم، وليكشف ضلال أهل التلبيس في تدليساتهم، وبالله التوفيق.
ـ[أبو_عبدالرحمن]ــــــــ[06 - 11 - 05, 08:16 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الشيخ الدكتور شاكر ووفقك لكل خير. ونرجو المزيد.
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[08 - 11 - 05, 06:10 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا اخي أبا عبد الرحمن: أرجو أن تنظر بريدك حفظك الله.
عدم معرفة السقاف بالرجال
الوقفة الخامسة عشرة:
شعيب بن رزيق الطائفي الثقفي: قال السقاف (ص110): "قال الألباني في"إرواء غليله" (3/ 78): "فيه كلام يسير.
لا ينزل عن رتبة الحسن" قلت- أي السقاف-: قد خلط فأخطأ وذلك لأنه ظن أن شعيب المقدسي الذي لم يترجم في "التقريب" (ص:267) غيره، أي: لا قبله ولا بعده اسم شعيب فظنه هو لاعتماده على "التقريب" فقط ولم يرجع"للتهذيب" لوجده ولم يجد فيه كلاما" أ. هـ.
قلت: وهذا كلام فيه مغالطات:
* الأولى: يوهم أن الشيخ قد وهم في الرجل فاختلط عليه راو بآخر، والأمر ليس كذلك فإن نسبة كل من الرجلين تميزه عن غيره، فالأول: شعيب بن رزيق الشامي أبو شيبة، والثاني: شعيب بن رزيق الثقفي الطائفي، وقد بين الشيخ أن المراد هو الطائفي وذلك أنه قد ذكر رواية أبي داود التي صرح فيها أنه الطائفي" عن شهاب بن خراش حدثني شعيب بن رزيق الطائفي قال: جلست إلى رجل له صحبة من رسول الله ص".
* الثانية: أن شعيب بن رزيق الشامي المكنى بأبي شيبة لم يدرك أحدا من الصحابة ولم يجلس معهم بل إن شيوخه يروون عن الصحابة مرسلا كعطاء بن أبي مسلم الخرساني كما صرح به ابن حجر في" التهذيب" (7/ 190)، وأما شعيب الطائفي صرح بجلوسه مع بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
*الثالثة: أن كلا من الرجلين قد ترجم له في "التقريب" خلاف زعم السقاف، بل كذبه؛ وقال ابن حجر في الشامي: "صدوق يخطئ".
وقال في الثقفي الطائفي: "لا بأس به من الخامسة".
*الرابعة: بل قد ترجم ابن حجر في "التهذيب" لشعيب ابن رزيق الطائفي الثقفي فقال: "قال ابن معين: ليس به بأس".
وقال أبو حاتم: صالح. وذكره ابن حبان في "الثقات" (4/ 308) "فتأمل.
¥