تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال شيخ الاسلام ابن تيمية في (علم الحديث) (ص67 - طبعة عالم الكتب): (وقل أن يشتمل الحديث الواحد على جمل إلا لتناسب بينها، وإن كان قد يخفى التناسب في بعضها على بعض الناس، فالكلام المتصل بعضه ببعض يسمى حديثاً. وأما إذا روى الصاحب كلاماً فرغ منه ثم روى كلاماً آخر وفصل بينهما بأن قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أو بأن طال الفصل بينهما فهذا حديثان----) الخ.

وورد في كلامه ما يتعلق بتفرقة الحديث إلى أقسام وجعله أحاديث وقال: (وهذا يجوز إذا لم يكن في ذلك تغيير المعنى).

(9)

(((النقص والاضطراب في معرفة وفَيَات القدماء)))

قال الذهبي في أول كتابه الكبير "تاريخ الإسلام" (ص16 - السيرة): (ولم يعتن العلماء بضبط الوفيات [يعني وفيات القدماء] كما ينبغي، بل اتكلوا على حفظهم، فذهبت وفيات خلق من الأعيان من الصحابة ومن تبعهم إلى قريب زمان أبي عبد الله الشافعي، فكتبنا أسماءهم على الطبقات تقريباً، ثم اعتنى المتأخرون بضبط وفيات العلماء وغيرهم، حتى ضبطوا جماعة فيهم جهالة بالنسبة إلى معرفتنا لهم، فلهذا حُفظت وفيات خلق من المجهولين وجهلت وفيات أئمة من المعروفين).

وأخذ هذا الكلام من غير أن ينسبه إلى قائله السخاوي فذكره في الاعلان بالتوبيخ (ص332 - 333).

وقال العلامة احمد محمد شاكر في حاشية (رسالة الشافعي) عقب ذكره اضطراب أقوالهم في تاريخ بعض الرواة:

(ومرجع ذلك عندي إلى أن المؤلفين في تراجم رجال الحديث لم يحرروا تاريخ الرواة من أهل مكة وأهل المدينة واضطربت نقولهم فيها كثيراً؛ وقد تبين لي هذا من التتبع الكثير؛ ولكنهم حرروا تاريخ الرواة من أهل العراق وأهل الشام أحسن تحرير وأدقه، ولعل هذا من نقص مجموعة التراجم التي وصلت إلينا مؤلفاتها بفقدان كثير من الأصول القديمة التدوين).

قلت: كان علماء الجرح والتعديل في العراق أول الأمر أكثر منهم في الحجاز بكثير، فمن العراقيين شعبة وتلامذته، يحيى وعبد الرحمن وغيرهما وتلامذتهم، أحمد ويحيى بن معين وعلي بن المديني وعمرو بن علي الفلاس وغيرهم؛ وتلامذتهم؛ وهؤلاء هم الذين نشروا أغلب هذا الفن في الناس شرقاً وغرباً؛ فلا عجب أن يكون نصيب الرواة العراقيين من التاريخ والترجمة أكمل وأوفر.

(10)

(((حال يجب أن نحْذَرَ أمثالَها نحن المتأخرين)))

قال الشوكاني في (البدر الطالع) (1/ 182 - 183) في ترجمة العالم الفاضل المتقلل من الدنيا جعفر الأدفوي (685هـ-748هـ):

(وله النظم والنثر الحسن، فمنه:

إن الدروس بمصرنا في عصرنا****طبعت على غلط وفرْطِ عياطِ

ومباحث لا تنتهي لنهايةٍ***********جدلاً ونقلٍ ظاهر الأغلاطِ

ومدرس يبدي مباحث كلها********نشأت عن التخليط والأخلاطِ

ومحدث قد صار غاية علمه********أجزاء يرويها عن الدمياطي

وفلانة تروي حديثاً عالياً (4) ******وفلان يروي ذاك عن أسباطِ

والفرق بين عزيزهم وغريبهم******وأفصِحْ عن الخيّاطِ والحنّاطِ

والفاضل النحرير فيهم دأبه********قول أرسطاطاليس أو بقراطِ

وعلوم دين الله نادت جهرةً***** ****هذا زمانٌ فيه طي بساطي


الهوامش:

1) قال ابن الأثير في النهاية (2/ 99): (في حديث جُندب بن عامرٍ أنه كان يُصلِّي في الدِّبْن؛ الدّبْنُ: حَظِيرةُ الغنمِ إذا كانت من القَصَبِ؛ وهي من الخَشَب زَرِيبةٌ؛ ومن الحَجارة صِيرةٌ).
(2) الظبْيُ: الغزال.
(3) أو أن كلاً منهما سمع الجواب ورأى الإيماء ولكن أحدهما اقتصر على ذكر ما سمع دون ما رأى والآخر فعل عكس ذلك. وكذلك يقوى هذا الجمع وإن كان الاختلاف واقعاً بين روايتي صحابي واحد بعينه بشرط أن يكون للحديث عنه طريقان صحيحان إليه وأن يترجح أنه روى الحديث مرتين اقتصر في إحداهما على ذكر إيماء من أومأ وفي الأخرى على ذكر قول المجيبين بكلمة (نعم).
(4) وقع في البدر الطالع (غالباً) بدل (عالياً)، ووقع فيه أيضاً في البيت التالي (غريرهم) بدل (غريبهم)، وانظر الأبيات في مقدمة تدريب الراوي.

ـ[الساري]ــــــــ[05 - 11 - 05, 07:09 ص]ـ
خطوة موفقة، تابع بارك الله فيك

ـ[أنس صبري]ــــــــ[05 - 11 - 05, 07:28 ص]ـ
بارك الله فيك

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير