ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[05 - 11 - 05, 01:40 م]ـ
جزاك الله خيرًا، ويسر الله لك إتمام هذا الأمر.
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[05 - 11 - 05, 11:33 م]ـ
الحلقة الثانية
********
********
(11)
(((شروط طلب العلم)))
أخرج أبو نعيم في (الحلية) (4/ 323) عن الشعبيِّ قال: إنما كان يطلبُ هذا العلمَ من اجتمعتْ فيه خصلتانِ: العقلُ والنسكُ، فإنْ كانَ عاقلاً ولمْ يكنْ ناسكاً قيلَ: هذا أمرٌ لا ينالُهُ إلا النُسّاك فلِمَ تطلبُه؟! وإنْ كانَ ناسكاً ولم يكن عاقلاً قيلَ: هذا أمرٌ لا يطلبُهُ إلا العقلاءُ فلِمَ تطلبُه؟! قالَ الشعبيُّ: فقد رهبتُ أنْ يكونَ يطلبُهُ اليومَ منْ ليسَ فيهِ واحدةٌ منهما، لا عقلٌ ولا نسكٌ.
***********
(12)
(((الأحاديث المتعلقة بالنزاعات المذهبية ونحوها)))
من الأحاديث التي ينبغي أن يتأنى الناقد في شأنها كثيراً، وأن تدرس بطريقة خاصة مليئة بالحذر وقائمة على ملاحظة القرائن والأحوال وخالية من التساهل وإحسان الظن: الأحاديث التي يتعلق بها نزاع اعتقادي أو سياسي خطير كأحاديث القدر وأحاديث المهدي وأحاديث افتراق الأمة وأحاديث مناقب الكبار الذين اختلف فيهم الناس وكان الغلو فيهم أو الحط منهم مدار بعض البدع كأمير المؤمنين علي رضي الله تعالى عنه، وكثير من أحاديث الفتن وآخر الزمان؛ والأحاديث التي يرغب في معانيها عامة الناس.
قال المعلمي في ختام كلامه على حديث (إن لكل أمة مجوساً، وإن مجوس هذه الأمة القدرية، فلا تعودوهم إن مرضوا، ولا تصلوا عليهم إن ماتوا): (وهذا الخبر يتعلق بعقيدة كثر فيها النزاع واللجاج، فلا يقبل فيها ما فيه مغمز، وقد قال النسائي ـ وهو من كبار أئمة السنة ـ (هذا الحديث باطل كذب).
***********
(13)
(((معنى قولهم (فلان مود))))
قال السخاوي في (فتح المغيث) (1/ 348 - 349): (ينبغي تأمل الصيغ فرب صيغة يختلف الأمر فيها بالنظر إلى اختلاف ضبطها، كقولهم (فلان مودٍ) فإنها اختلف في ضبطها فمنهم من يخففها، أي هالك، قال في الصحاح: أودى فلان أي هلك فهو مودٍ، ومنها من يشددها مع الهمزة، أي حسن الأداء، أفاده شيخي في ترجمة سعد بن سعيد الأنصاري من مختصر التهذيب (1) نقلاً عن أبي الحسن بن القطان الفاسي، وكذا أثبت الوجهين كذلك في ضبطها ابن دقيق العيد).
وقال الذهبي في (الميزان) في ترجمة سعد بن سعيد المذكور (2/ 120): (قال أبو حاتم: سعد بن سعيد مُؤَدٍّ (2)، قال شيخنا ابن دقيق العيد: اختلف في ضبط مودٍ، فمنهم من خففها أي هالك، ومنهم من شددها أي حسن الأداء).
وقال ابن أبي حاتم في تفسير كلمة أبيه هذه (3) عندما حكاها في (الجرح والتعديل) (1/ 2/84): (يعني أنه كان لا يحفظ يؤدي ما سمع).
وقال ابن أبي حاتم في (تقدمة الجرح والتعديل) (1/ 81): (قال سفيان [الثوري]: كان ابن أبي ليلى مؤدياً، يعني أنه لم يكن بحافظ).
تنبيه: قال الدكتور قاسم علي سعد في (مباحث في علم الجرح والتعديل) (ص57): (وظاهر تفسير ابن أبي حاتم للفظة مؤد في سعد بن سعيد التعارض مع نفسه ومع تفسير ابن القطان وابن دقيق العيد).
كذا قال؛ وأنا لا أرى في كلام ابن أبي حاتم شيئاً من تناقض أصلاً، وأما تعارضه مع من ذكرهما فلا شيء عليه فيه؛ بل الذي يتجه قوله هنا هو أن يقال: إن تفسير ابن أبي حاتم لهذه اللفظة (مُؤَدٍّ) مقدم على تفسير ابن القطان – ومن تبعه – لها، فإنه أقدم منهم وأعلم وقد جزم بنسبة هذا المعنى إلى أبيه في موضعين من كتابه؛ فيظهر أنه سأله عنه أو أنه علم ذلك باستقراء عباراته؛ أو أن هذا التفسير كان شائعاً بين العلماء في ذلك الوقت شيوعاً يكفي لمعرفة معناه، ثم إننا لا نعلم من سلف ابن القطان في تفسيره لهذه الكلمة ولا نعلم ما مستنده فيه؛ ومما يريب في صحة ذلك التفسير – مع معارضته لتفسير ابن أبي حاتم – أن سعد بن سعيد وابن أبي ليلى ضعيفان عند النقاد، والضعيف كيف يوصف بأنه حسن الأداء، وحسن الأداء إن كان المراد به أنه يحدث بما سمعه كما سمعه، فهو وصف يليق بالثقات؛ وأما إن كان معناها حسن الأداء المجرد، أي مع قطع النظر عن مطابقة ما أداه لما تحمله، فتكون العبارة محمولة على المعنى اللغوي أي أنه يؤدي الحديث بطريقة تعين الطالب على تحمله بإتقان ويسر وسهولة سواء كان ذلك الحديث صحيحاً أو غير صحيح، وأنه يشترط في مجلس تحديثه شروطاً حسنة قوية وآداباً جميلة
¥