تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولكن شذ أبو عوانة في مستخرجه على مسلم عن هذا الاصطلاح، فإنه ربما قال في بعض المواضع منه: من هنا لم يخرجاه، قال ابن حجر: ولا يظن أنه يعني البخاري ومسلماً فإني استقريت صنيعه في ذلك فوجدته إنما يعني مسلماً وأبا الفضل أحمد بن سلمة فإنه كان قرين مسلم وصنف مثل مسلم.

(65)

معنى (الإدراج) و (النسخة المدرجة)

المدرج في اللغة اسم مفعول من أدرج الشيء في الشيء: أدخله فيه؛ وأما في الاصطلاح فهو أن يزيد بعض الرواة في متن الرواية أو سندها ما ليس منها سواء كان متعمداً أو واهماً.

ثم إن المحدثين يستعملون كلمة (مدرجة) لمعنى آخر وهو وصف النسخة التي ترد كل متونها بإسناد واحد مذكور مرة واحدة في أولها فقط، أي يذكر سند أول حديث ومتنه ثم يذكر من سائر الأحاديث متونها فقط دون أسانيدها ولكن مع الاشارة في بداية كل متن إلى أنه مروي بذلك الاسناد المذكور أولاً نفسِهِ. فهذه النسخة توصف بأنها مدرجة؛ ولا يخفى أن الإدراج الذي بهذا المعنى ليس من علل الحديث بخلاف المعنى المشهور لمصطلح الإدراج.

(66)

معنى قولهم في الراوي (أرجو أن يكون صدوقاً)

يصف الناقد بهذه الكلمة ونحوها الراوي الذي لم يخبره ولم يظهر له ما ينافي كونَه صدوقاً.

(67)

معنى (الأسماء المفردة)

الاسم المفرد هو الذي لم يسم به إلا راو واحد فلا يشاركه في اسمه غيره من الرواة.

(68)

معنى قولهم (أسنَدَ)

هذه الكلمة تستعمل على ثلاثة أوجه:

فيقال: أسند فلان حديثه بمعنى ذكر إسناده، ومنه قولهم: أسند فلان عن فلان – أو إلى فلان – كذا، أي أنه روى عنه ذلك، سواء كان ذلك بواسطة، أم بلا واسطة.

ويقال: أرسله مرة وأسنده مرة، بمعنى أنه رواه مرة متصلاً ومرة منقطعاً.

ويقال: وقفه زيد وأسنده عمرو، بمعنى أن زيداً رواه موقوفاً وعمراً رواه مرفوعاً.

تذييل: قول المحدثين (هذا الحديث أسندُ من ذاك) معناه أنه أصح وأقوى منه، من جهة سنده.

(69)

معنى قولهم (أصح الأسانيد)

أصح الأسانيد هي الأسانيد التي يكون مجموع ما روي بها من متون أصح في الجملة من سائر المرويات.

(70)

معنى قولهم (هذا أصح شيء في الباب)

أي أقوى أحاديث الباب، فليس هذه العبارة صريحة في التصحيح، لأنه يدخل فيها أحياناً أشبه أحاديث الباب وأقلها ضعفاً.

وكذلك يقال في قولهم: (أحسن أحاديث الباب).

ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[10 - 11 - 05, 02:00 م]ـ

الحلقة الثامنة

(71 - 80)

(71)

وجوب إخلاص النية في طلب الحديث

قال الخطيب في (الجامع) (1/ 80 - 81): (يجب على طالب الحديث أن يخلص نيته في طلبه، ويكون قصده بذلك وجه الله سبحانه)؛ ثم روى عن وكيع قال: سمعت سفيان يقول: ما شيء أخوف عندي منه، يعني الحديث؛ وما من شيء يعدله لمن أراد الله به).

ثم روى الخطيب (1/ 83) عن عبد العزيز بن أبي رزمة قال: (أتينا إسرائيل مع نفر من أهل خراسان فسألنا، قلنا: نحن من أهل مرو؛ فقال: مرو أم خراسان؛ فإن استطعتم أن لا يكون أحد أسعد بما سمعتم منكم فافعلوا؛ من طلب هذا العلم لله تعالى شرف وسعد في الدنيا والآخرة؛ ومن لم يطلبه لله خسر الدنيا والآخرة).

ثم قال الخطيب: (وليحذر أن يجعله سبيلاً إلى نيل الأعراض وطريقاً إلى أخذ الأعواض؛ فقد جاء الوعيد لمن ابتغى ذلك بعلمه).

ثم روى (1/ 84) عن اسحاق بن عيسى بن الطباع قال: قال حماد بن سلمة: (من طلب الحديث لغير الله مُكر به).

ثم روى (1/ 85) عن ابن المبارك قال: (قيل لسفيان: من الناس؟ قال: العلماء، قيل: فمن السفلة؟ قال: الظلمة، قيل: فمن الغوغاء؟ قال: الذين يكتبون الحديث يأكلون به الناس، قيل: فمن الملوك؟ قال: الزهاد).

قال الخطيب: (وليتق المفاخرة والمباهاة به وأن يكون قصده في طلب الحديث نيل الرئاسة واتخاذ الاتباع وعقد المجالس؛ فإن الآفة الداخلة على العلماء أكثرها من هذا الوجه).

ثم قال (1/ 87): وليجعل حفظه للحديث حفظ رعاية لا حفظ رواية؛ فإن رواة العلوم كثير ورعاتها قليل؛ ورب حاضر كالغائب وعالم كالجاهل وحامل للحديث ليس معه منه شيء، إذ كان في اطراحه لحكمه بمنزلة الذاهب عن معرفته وعلمه).

ثم روى (1/ 91) عن يحيى بن المختار عن الحسن قال: تعلموا ما شئتم ان تعلموا فلن يجازيكم الله على العلم حتى تعملوا فإن السفهاء همتهم الرواية وان العلماء همتهم الرعاية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير