تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال المعلمي في (التنكيل) في أثناء بعض كلامه: «كان الرواة الذين هم اثبت من ابن وضاح يخطئون على ابن معين، يتكلم ابن معين في رجل فيروون ذاك الكلام في رجل آخر كما قدمت أمثلة من ذلك في القاعدة السادسة من قسم القواعد---- وإذا اختلف النقل عن إمام أو اشتبه أو ارتيب فينظر في كلام غيره من الأئمة وقضي فيما روي عنه بما ثبت عنهم».

8 - وقد يكون ذلك الاختلاف اختلاف تنوع لا تضاد، فيكون أحد الحكمين مفسراً لما أجمله الآخر أو مبيناً لما أبهمه أو مقيداً لما أطلقه، أو يكون الراوي عند ذلك الناقد واقعاً بين هذا الحكم وذاك؛ قال ابن معين في راو من الرواة (ثقة) وقال فيه مرة (ليس بذاك القوي) فقال المعلمي في (التنكيل) (ص411): «وهذا إنما يعطي أنه ليس غاية في الإتقان، فكأن ابن حبان فسر ذلك إذ قال في الثقات: كان متقناً ربما وهم».

9 - وقد يكون بعض الاختلاف في كلمات الناقد من وهم ذلك الناقد أو اضطرابه أو تسرعه؛ ولكن ذلك نادر؛ ولا سيما في حق الأئمة المتثبتين؛ فلا يصار إلى هذا الاحتمال إلا إذا عدمنا طريقة أخرى للجمع؛ وإلا إذا قامت على قوة احتمال صحته القرائن القوية.

(92)

ندرة إرسال الصحابة عن التابعين

قال العلامة ابن رُشيد رحمه الله في (السنن الأبين والمورد الأمعن في المحاكمة بين الإمامين في السند المعنعن) (ص120 - 121): (احتمال إرسال الصحابي عن تابعي نادر بعيد؛ فلا عبرة به؛ وغاية ما قدر عليه الحفاظ المعتنون أن يبرزوا من ذلك أمثلة نزرة تجري مجرى الملح في المذاكرات والنوادر في النوادي).

(93)

خدمة كتب العلامة المعلمي اليماني

أحسن خدمة علمتها لعلم العلامة المعلمي ما قام به المحقق المتقن أبو أنس إبراهيم بن سعيد الصبيحي، صاحب (النكت الجياد المنتخبة من كلام شيخ النقاد ذهبي العصر العلامة عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني)؛ وقد جعله في أربعة أقسام، وقد وصفها هو بما يلي:

القسم الأول: في تراجم الرجال الذين تكلم عليهم الشيخ المعلمي جرحاً وتعديلاً.

القسم الثاني: في بيان الشيخ المعلمي لمناهج بعض أئمة النقد وغيرهم من المصنفين في كتبهم ومصنفاتهم.

القسم الثالث: في بيان منهج الشيخ المعلمي في نقد الأخبار، من خلال انتقاء أحاديث وآثار قد تكلم عليها تصحيحاً وتضعيفاً، ولا سيما تلك التي تظهر براعته وتميزه عن كثير من المتأخرين والمعاصرين.

القسم الرابع: في القواعد الاستقرائية التي بنى عليها الشيخ المعلمي منهجه في النقد.

ثم ذكر أن هذه الأقسام تصدر تباعاً؛ وأنا لم أقف منها إلا على الأول، وهو مطبوع في مجلد كبير من إصدار مكتبة أضواء السلف سنة 1420؛ ولا أدري أطبع شيء آخر من الكتاب أم لا؛ وحبذا لو أخبرنا بذلك من يعْلمه.

ولقد قام الصبيحي في مقدمة الكتاب بكتابة ترجمة شافية للمعلمي ودراسة وافية لجهوده العلمية ومؤلفاته؛ ونقل من كتاب منصور السماري (المعلمي وجهوده في خدمة السنة)، ومن كتاب ماجد الزيادي (القول الجلي في حياة العلامة عبد الرحمن المعلمي) ومن كتب أخرى وبعض المجلات.

وقد طبع ماجد الزيادي عدداً من رسائل المعلمي.

هذا وقد بلغ مجموع الكتب والرسائل التي ألفها المعلمي أو حققها وحده أو شارك في تحقيقها (أربعة وتسعين)، وذلك بحسب ما ذكره صاحب (النكت الجياد)، وقد تكلم عليها كلها وعرَّف بها في مقدمته.

وأخيراً فالمعلمي علم من أعلام العلم في هذا العصر، الذي قل نظراؤه فيه، وإن جهل قدره كثير من الناس، ولكني على ثقة من أنه ستعرف له أمته - إن شاء الله - حقيقة منزلته وترفعه إليها ولو بعد حين؛ وقد ظهرت بوادر ذلك والحمد لله رب العالمين.

ومما كتب في هذا الباب أيضاً (بلوغ الأماني من كلام المعلمي اليماني: فوائد وفوائد في الجرح والتعديل وعلوم الحديث) جمع وترتيب أبي أسامة إسلام بن محمود بن محمد النجار؛ وفيه جمع جيد، وطبعته أضواء السلف أيضاً؛ ويقع الكتاب في (256) صفحة.

وبلغنا أنه ستصدر قريباً إن شاء الله المجموعة الكاملة للعلامة للمعلمي محققة بإشراف العلامة بكر أبو زيد؛ والله الموفق.

(94)

صحح نسختك من (التنكيل)

قال المعلمي في قسم القواعد من (التنكيل) تحت هذه الترجمة (مباحث في الاتصال والانقطاع) - المبحث الأول في رواية الرجل بصيغة محتملة للسماع عمن عاصره ولم يثبت لقاؤه له؛ قال:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير