تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هذا الكتاب لم يؤلف في هذا الفن قبله ما يدانيه في الجمع والنفع؛ وإنه لحقيق بما وصفه به أحد لجنة تحقيقه في دائرة المعارف العثمانية وهو العلامة المعلمي اليماني رحمه الله تعالى، إذ قال في خاتمة طبعه: «… فقد تم طبع (كتاب الكفاية في علم الرواية) للإمام الكبير الحافظ الشهير أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي، وهو الكتاب الذي جمع من أحكام مصطلح الحديث كل ما يُحتاج إليه، وأوعب في نقل الأقوال، وإقامة الأدلة على ما ينبغي التعويل عليه».

ولقد بين مؤلفه الخطيب رحمه الله تعالى أهم مقاصد الكتاب إذ قال في آخر خطبته: «وأنا أذكر بمشيئة الله تعالى وتوفيقه، في هذا الكتاب ما بطالب الحديث حاجة إلى معرفته، وبالمتفقه فاقة الى حفظه ودراسته، من بيان أصول علم الحديث وشرائطه، وأشرح من مذاهب سلف الرواة والنقلة في ذلك ما يكثر نفعه، وتعم فائدته، ويستدل به على فضل المحدثين، واجتهادهم في حفظ الدين، ونفيهم تحريف الغالين وانتحال المبطلين، ببيان الأصول من الجرح والتعديل والتصحيح والتعليل، وأقوال الحفاظ في مراعاة الألفاظ، وحكم التدليس، والاحتجاج بالمراسيل، والنقل عن أهل الغفلة، ومن لا يضبط الرواية، وذكر من يرغب عن السماع منه لسوء مذهبه، والعرض على الراوي، والفرق بين قول حدثنا وأخبرنا وأنبأنا، وجواز إصلاح اللحن والخطأ في الحديث، ووجوب العمل بأخبار الآحاد، والحجة على من أنكر ذلك، وحكم الرواية على الشك وغلبة الظن، واختلاف الروايات بتغاير العبارات، ومتى يصح سماع الصغير، وما جاء في المناولة، وشرائط صحة الإجازة والمكاتبة، وغير ذلك مما يقف عليه من تأمله ونظر فيه إذا انتهى إليه، وبالله أستعين، وهو حسبي، ونعم الوكيل».

24ـ الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع، للخطيب أيضاً.

قال الخطيب في أوائل هذا الكتاب (1/ 79): «وأنا أذكر في كتابي هذا ـ بمشيئة الله ـ ما بنقلة الحديث وحُمّاله حاجة الى معرفته واستعماله، من الأخذ بالخلائق الزكية، والسلوك للطرائق الرضية، في السماع والحمل والأداء والنقل، وسنن الحديث ورسومه، وتسمية أنواعه وعلومه، على ما ضبطه حفاظ أخلافنا عن الأئمة من شيوخنا وأسلافنا، ليتبعوا في ذلك دليلهم، ويسلكوا بتوفيق الله سبيلهم، ونسأل الله المعونة على ما يرضى، والعصمة من اتباع الباطل والهوى».

وهذان الكتابان - الكفاية والجامع - كثر ثناء العلماء عليهما، كما كثر ثناؤهم على مؤلفهما رحمه الله تعالى، وحق لهم ذلك، فلقد كان أحد أساطين هذا العلم، وعلى يديه اكتمل بنيانه - أو كاد -، وإلى نحو هذا المعنى أشار ابن نقطة اذ قال: «لا شبهة عند كل لبيب أن المتأخرين من أصحاب الحديث عيال على أبي بكر الخطيب».

ولقد حقق كتاب الجامع هذا وطبع في سنوات متقاربات ثلاث مرات!!

25ـ تقييد العلم، له أيضاً. طبع بتحقيق الدكتور يوسف العش.

قال في أوله بعد أن حمد الله وصلى على نبيه صلى الله عليه وسلم: «أما بعد فإن الله سبحانه جعل للعلوم محلين: أحدهما القلوب، والآخر الكتب المدونة، فمن أوتي سمعاً واعياً وقلباً حافظاً، فذاك الذي علت درجته، وعظمت في العلم منزلته، وعلى حفظه معوله؛ ومن عجز عن الحفظ قلبه فخط علمه وكتبه، كان ذلك تقييداً منه له، إذ كتابه عنده آمن من قلبه، لما يعرض للقلوب من النسيان، ويتقسم الأفكار من طوارق الحدثان. وقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال?لا تكتبوا عني شيئاً سوى القرآن، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه)؛ فحمل جماعة من السلف حكم كتاب العلم على ظاهر هذا الخبر، وكرهوا أن يكتب شيءٌ من الحديث وغيره في الصحف، وشددوا في ذلك، وأجاز آخرون منهم كتاب العلم وتدوينه. وأنا أذكر بمشيئة الله ما روي في ذلك من الكراهة، وأبين وجهها، وأنَّ كَتْبَ العلم مباح غير محظور، ومستحب غير مكروه؛ وبالله تعالى أستعين، وهو حسبي ونعم الوكيل».

26ـ جزء الإجازة للمعدوم والمجهول، له أيضاً. طبع مع غيره.

27ـ الشواهد في إثبات خبر الواحد، لحافظ المغرب أبي عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري القرطبي (368 - 463).

ذكر كتابه هذا الذهبي في تذكرة الحفاظ (3/ 1129).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير