وتعبير النووي بقوله (بعض من لا يعتد به) غير جيد ولا مقبول؛ فإن هذا القائل عالم حافظ متقن فاضل؛ فقد جاء في ترجمته في التذكرة 4/ 1282 - 1283: «الحافظ العالم محدث بغداد0000 قال السمعاني: هو حافظ ثقة متقن واسع الرواية دائم البشر سريع الدمعة عند الذكر حسن المعاشرة، جمع الفوائد وخرج التخاريج، لعله ما بقي جزء مروي إلا وقد قرأه وحصل نسخته، ونسخ الكتب الكبار، مثل الطبقات لابن سعد، وتاريخ الخطيب؛ وكان متفرغاً للحديث: إما أن يقرأ عليه، أو ينسخ شيئاً، وكان لا يجوز الإجازة على الإجازة، وصنف في ذلك؛ وقال ابن ناصر:000ولم يتزوج قط؛ وقال ابن الجوزي: كنت أقرأ عليه وهو يبكي، فاستفدت ببكائه أكثر من استفادتي بروايته، وكان على طريقة السلف، انتفعت به ما لم أنتفع بغيره؛ وقال أبو موسى [المديني] في معجمه: هو حافظ عصره ببغداد».
32ـ الإلماع الى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع، للعلامة الجليل شارح حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم القاضي عياض اليحصبي (ت544).
ومما قاله عياض في خطبة كتابه هذا: «أيها الراغب في صرف العناية إلى تلخيص فصول في معرفة الضبط، وتقييد السماع والرواية، وتبيين أنواعها عند أهل التحصيل والدراية، وما يصح منها وما يتزيف، وما يتفق فيه من وجوهها ويختلف … فإن علم الكتاب والأثر أصل الشريعة الذي إليه إنتماؤها، وأساس علومها الذي عليه يرتفع تفريع فروعها وبناؤها. وهو علم عذب المشرب، رفيع المطلب، متدفق الينبوع، متشعب الفصول والفروع … وكل فصل من هذه الفصول علم قائم بنفسه، وفرع باسق على أصل علم الأثر وأسِّه، وفي كل منها تصانيف عديدة، وتآليف جمة مفيدة.
ولم يعتن أحد بالفصل الذي رغبته كما يجب، ولا وقفت فيه على تصنيف يجد فيه الراغب ما رغب، فأجبتك إلى بيان ما رغبت من فصوله، وجمعت في ذلك نكتاً غريبة من مقدمات علم الأثر وأصوله، وقدمت بين يدي ذلك أبواباً مختصرة في عِظَم شأن علم الحديث وشرف أهله، ووجوب السماع والأداء له ونقله، والأمر بالضبط والوعي والاتقان، وختمته بباب في أحاديث غريبة ونكت مفيدة عجيبة، من آداب المحدثين وسيرهم، ومن أقاصيصهم وخبرهم».
طبع الالماع بتحقيق أحمد صقر.
33ـ أدب الإملاء والإستملاء، للإمام ابي سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي السمعاني (ت562). مطبوع. قال صاحبه في خطبته: «أما بعد فقد سألتني يا أخي رعاك الله وحفظك عن أدب الإملاء والإستملاء، وما يحتاج إليه المملي والمستملي من التخلق بالأخلاق السَّنية والإقتداء بالسُنن النبوية، وشرطت علي أن يكون مختصراً، فإن الهمم قاصرة، وأعلام الحديث مندرسة، والرغبات فاترة؛ فاستخرت الله سبحانه وتعالى، وشرعت في جمعه، واقتصرت على إيراد ما لا بد منه وما لا يستغني عنه المحدث الألمعي والطالب الذكي، ويحتاج إليه غيرهما ممن يريد معرفة آداب النفس، واستعمالها في الخلوة والمجالس».
وقال في ختامه: «انتهى ما سبق به القول في جمع آداب الإملاء والإستملاء على الإختصار؛ ومن أراد الفصول مستوفاة فليطالع كتابنا الموسوم بـ (طراز الذهب في أدب الطلب)».
34ـ طراز الذهب في أدب الطلب لأبي سعد السمعاني؛ انظر الكتاب الذي قبله.
35ـ فضل أصحاب الحديث للحافظ الكبير محدث الشام ابن عساكر أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله (499 - 571). ذكره الذهبي في تذكرة الحفاظ 4/ 1329، وذكر أنه في مجلد.
36ـ الكفاية في مراتب الرواية لأبي عمر بن عياذ (505 - 575).
هذا الكتاب لم أر من صرح بأنه في المصطلح ولا من أشار إلى ذلك، ولكني ذكرته على الاحتمال واعتماداً على ظاهر تسميته فلينظر في أمره.
وأما مؤلفه فقد قال الذهبي 4/ 1366 - 1367: «يوسف بن عبد الله بن سعيد بن أبي زيد الأستاذ المحدث الحافظ أبو عمر الأندلسي الريي المقرئ أحد الأعلام 000وكان معنِيّاً بصناعة الحديث جَمّاعة للأجزاء والدواوين معدوداً في الأثبات المكثرين، كتب العالي والنازل، ولقي الكبار، ولو اعتنى بهذا من أوائل عمره لبذ الأقران وفاق الأصحاب. وكان يحفظ أخبار المشايخ وينقب عنهم ويضبط وفياتهم ويدون قصصهم أنفق عمره في ذلك.
¥