تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وتصحيف السمع سببه خلل وضعف في تلفظ المحدث أو مستمليه، أو في سمع السامع، أو أمور في المجلس، أو قربه، مانعة من السماع على وجهه الصحيح كبعد السامع عن المتكلم أو وجود أصوات كثيرة مختلطة أو مرتفعة تتغير بسببها بعض الكلمات في أسماع بعض السامعين، إلى كلمات مقاربة لها في لفظها.

تنبيه: الفرق بين كتب التصحيف والتحريف، وكتب المؤتلف والمختلف أن النوع الأول أخص من الثاني من جهة وأعم منه من جهة أخرى، فإنه – أي النوع الأول - يتناول ما وقع من التصحيف فعلاً؛ وسواء كان ذلك بسبب تقارب صور الكلمات في الكتابة أو تقارب ألفاظها في السمع، بخلاف الثاني فإنه يتناول ما يحتمل أن يقع فيه تصحيف (6)، بسبب تشابه صور الكلمات في الكتابة دون ما يحتمل أن يقع فيه التصحيف بسبب تشابه الألفاظ (7).

تضبيب:

كان من شأن المتقنين في النسخ والكتابة أن يضعوا علامات توضح ما يخشى أن يتوهم فيه من يقف عليه، فإذا وجد كلاماً صحيحاً معنى ورواية وهو عرضة للشك في صحته أو الخلاف فيه كتب فوقه علامة التصحيح أي (صح)؛ وإذا وجد عبارة صحيحة في نقلها، ولكنها خطأ في ذاتها وضع فوقها علامة التضبيب، وتسمى أيضاً (التمريض) وهي صاد ممدودة هكذا (صـ) ولكن لا يلصقها بالكلام لئلا يظن أنه إلغاء له وضرب عليه؛ وتسمى هذه العلامة (ضبة) لكون الحرف مقفلاً بها لا يتجه لقراءةٍ، كضبة الباب يقفل بها.

وكذلك توضع هذه العلامة على موضع الإرسال، أو القطع، في الإسناد، وكذلك فوق أسماء الرواة المعطوفة نحو (فلان وفلان) لئلا يتوهم الناظر أن العطف خطأ وأن الأصل (فلان عن فلان).

وقيل: الأحسن في الإرسال والقطع والعطف ونحوها وضع علامة التصحيح.

تكميل: من نقل من كتاب غيره شيئاً ووجد في عبارة ذلك الكتاب خطأ في المعنى أو النقل أو خشي من ذلك فيحسن أن يكتب فوق ذلك الموضع من كتابه (8) أو بجواره أو بهامشه كلمة (كذا) وهو المستعمل كثيراً في هذه العصور.

تعرف وتنكر:

قولهم (تعرف وتنكر) أي يأتي مرة بالمناكير، ومرة بالمشاهير، وتستعمل هذه العبارة بالتاء - أو الياء – والنون، في الكلمتين.

تعقيبة:

التعقيبة هي الكلمة التي كانت قديماً تكتب في أسفل كل صفحة ظهرية من الكتاب، تحت آخر السطر الأخير منها؛ وتعاد مرة أخرى في أول الصفحة التالية أي الوجهية، فوق أول السطر الأول منها؛ لتدل على أن الكلام متصل وعلى أنه لم يسقط شيء بين الصفحتين أي بين ورقتيهما، وقد استعملت هذه الطريقة في كتابات الناسخين القدماء (9)؛ وفي المطبوعات القديمة أيضاً.

تعليق:

التعليق: أن يحذف مصنف الكتاب من كتب الرواية، أو غيرها، جميع الإسناد، أو بعضه، من أوله، ثم يعزو الحديث إلى من فوق المحذوف من رواته؛ قيل: وهذا الاسم كأنه مأخوذ من تعليق الجدار لتشابههما في قطع الاتصال فيهما؛ قلت: بل هو يشبه كل شيء معلق؛ فالسلسلة القصيرة مثلاً تعلق في السقف فتكون متصلة من طرفها الأعلى وغير متصلة من طرفها الأدنى؛ وكذلك شأن الإسناد المعلق.

وخص القدماء اسم التعليق بما يرويه المعلِّق – كالبخاري – بصيغة الجزم، كـ (قال وفعل وأمر ونهى وذكر وحكى)، فلم يكونوا يستعملونه في صيغ التمريض كـ (يُروى عن فلان كذا، أو يقال عنه، ويذكر عنه، ويحكى عنه)، وشبهها، ولكن المتأخرين أطلق غير واحد منهم وصف التعليق في غير المجزوم به، منهم الحافظ أبو الحجاج المزي حيث أورد في (الأطراف) ما في البخاري من ذلك معلِّماً عليه علامة التعليق وقبله النووي فقد ذكر في (رياض الصالحين) حديث عائشة (أمرنا أن ننزل الناس منازلهم) وقال: ذكره مسلم في صحيحه تعليقاً.

أما ما عزاه البخاري لبعض شيوخه بصيغة (قال فلان) و (زاد فلان) ونحو ذلك فليس حكمه حكم التعليق عن شيوخ شيوخه ومن فوقهم بل حكمه حكم العنعنة من الاتصال بشرط اللقاء والسلامة من التدليس.

تنبيه: معنى التعليق في اصطلاحات النساخ خلط الحروف التي ينبغي تفريقها.

تفرد:

التفرد نوعان:

الأول: التفرد المطلق، وهو أن يروي راو حديثاً يتفرد بمتنه عن سائر الرواة، أي ليس له فيه متابع ولا شاهد؛ وذلك الحديث هو الغريب غرابة مطلقة (10).

والثاني: التفرد النسبي، وهو نوعان أيضاً.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير